أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رفض الخاطب لسمعة سيئة في أقارب أبعدين له

مدة قراءة السؤال : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
أستحلفك بالله العظيم أن تقرأ كامل رسالتي! وأن تضع نفسك مكاني في هذا المكان الذي أنا فيه! وأنا أرجو مساعدتك مهما كانت بسيطة! والله لا يضيع أجر من أحسن عملا! قال الله تعالى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))[المائدة:2]، وقال رسول الله (ص): (من أغاث ملهوفاً كتب الله له ثلاثاً وسبعين حسنة، واحدة يصلح بها آخرته ودنياه، والباقي في الدرجات)، والله يشهد على ما أقول بأنني صادق في كل كلمة أكتبها في هذه الرسالة!

يا أخي في الله، في البداية أعرفك بنفسي: اسمي هشام، وأنا من البلد الجريح العراق الصامد الصابر، وعمري الآن ست وثلاثون سنة، وأنا من عائلة مكونة من ثلاثة إخوة أنا أوسطهم، أختي الكبرى متزوجة منذ خمسة عشر سنة، وأخي الأصغر متزوج منذ خمس سنوات، وأعيش في بيتي أنا وأمي فقط، والبيت ملكي أنا ـ والملك لله وحده ـ وإخوتي مستقلون عنا، وكل واحد له بيته الخاص، والحمد لله! وأنا حالتي ميسورة والحمد لله! مستقل في عملي، ولا أحتاج سوى رحمة الله بي!

وأنا شاب ملتزم بأمور الدين، والحمد لله! وعقدت عزيمتي على الزواج قبل أربع سنوات، وبحثت عنها كما وصى رسول الله (ص): (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ووجدتها ـ وهي بنت عائلة معروفة وميسورة وملتزمة ـ وقد همت بها حتى قبل أن أكلمها، وقد تقدمت لخطبتها منذ أربع سنوات، وبعد فترة تم رفض طلبي من الزواج بها، ونسيت الموضوع! ولكن بعد فترة رأيتها تتردد علي في عملي ( أنا صاحب متجر لبيع الحجاب النسائي )، وأكثرت من ترددها علي هي وأمها وأنا أعرف أنهم أناس محافظون جدا! فكيف تتردد هي وأمها علي، وهم يعلمون بأني قد تقدمت لخطبة ابنتها!؟

نسيت أن أذكر لك بأني عند خطبتي أول الأمر كانت عن طريق رجل يعرفني، وهو صديق لوالد البنت، وقد أبلغني الرجل بأنه قد فاتح والد الفتاة، وقد أخبره الوالد بأنه لا توجد قسمة بهذا الزواج! وعندها فكرت أنه يمكن أن يكون الوالد قد رفض الزواج من غير أن يخبرها ( أي البنت )، فبدأت أبحث عن أحد يوصل فكرتي بالزواج من البنت إليها مباشرة بعد أن علمت أنها ليس لها أي علم بهذا الموضوع! وقد أخبرني بذلك بعض الناس المقربين من البنت، وقد أخبروها بأني قد تقدمت لخطبتها، وأن والدها قد رفض الزواج؛ فأخبرت من توسط بيننا بأنه لم يكن لها أي علم بأني أنا قد تقدمت للزواج منها!

وبعد فترة أخبرت الوسيط بأني أرغب بالتكلم معها مباشرة حتى أعرف ظروف الرفض، وحتى أعلم كيفية تفكير أهلها في مواضيع الزواج! رفضت البنت في البداية، وبعد فترة من الزمن تكلمت معها على الهاتف، واستفسرت منها عما أريد، وقد شرحت لها ظروفي، وكيف هي حالتي، واستمر الحال على هذا الحال مدة من الزمن حتى أصبح أحدنا لا يستطيع فراق الآخر!

وقد تقدمت لخطبتها مرة أخرى عن طريق رجل آخر مقرب من والدها، وأيضاً تم رفض الزواج دون ذكر السبب! ولكني لم أيأس! انتظرت مدة أخرى وتقدمت بشكل رسمي ( بعثت والدتي )، وقد رحبت بها والدتها، وقالت: لا نعرف سبب رفض الأب لهذا الزواج! مع العلم بأن الشاب الكل يمدحه، ويعترف بحسن سيرته وأخلاقه!

وجاء دور الأب مرة أخرى، ورفض الزواج! وقال: إن الشاب الكل يشهد بحسن أخلاقه، وسيرته الطيبة، ولكني لا يمكنني أن أزوج ابنتي لهذا الشخص لوجود سيرة غير حسنة في بعض أقارب أمه من جهة أمها! وعرف الشخص ـ وهو ابن خال أم الشاب، وهو رجل سمعته هو عائلته غير حسنة على الاطلاق ـ بأشياء مخلة بالشرف!

وأنا أحلف بالله العظيم بأني وعائلتي ليس لنا أي علاقة بهذا الشخص الذي هو ابن خال أمي! لا من قريب ولا من بعيد! لا نحن نتردد عليهم، ولا هم يترددون علينا! وإذا رأيناهم بالشارع، فلا نعرفهم، ولا نسلم عليهم!

سيدي الكريم! هذه مشكلتي في هذا الموضوع! يرفض زواجي من ابنته بذنب ليس من ذنبي: بأن يوجد في أهل أمي أناس ليس لي أي دخل في اختيارهم، وفي سلوكهم! وأيضاً أخبرت الفتاة والدها بأنها ترغب بالزواج مني أنا دون غيري! وأخبرها بأنها إذا تزوجت من هذا الشاب، فسوف يقوم بقتلها؛ لأنها ارتبطت بهذه العائلة؛ لأن العرق دساس كما يقول!

ولا يشاطره أحد رأيه هذا: فجميع أهل الفتاة موافقون على هذا الزواج شرط أن يوافق الأب! والفتاة ترفض الزواج من أي شخص يتقدم لخطبتها لأنها تقول بأن مشاعري مع هذا الشخص، وأخاف من الله أن أظلم شخصاً آخر بما أهوى في نفسي! وهي خريجة الجامعة الإسلامية.

نسيت أن أخبرك آنفاً بأن أكثر الناس لا تعرف بأن هذا الشخص قريب لي! وقد قام والد البنت بفضحي بهذا العيب! وقد قال الله تعالى: (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ))[الشمس:7-8]، سيدي الكريم! أريدك أن تخبرني: هل من الناحية الشرعية لا يجوز لي أن أتقدم للزواج من امرأة ملتزمة إذا كان في أهلي العيب المذكور!؟ إن لم يكن لوالدها الحق في هذا، فأرجو منك أن توجه رسالة خاصة لوالد البنت تدافع بها عني! وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة! قال رسول الله (ص): (من أدخل على أهل بيت من المسلمين سروراً لم ير الله له سروراً دون الجنة).

وأهلي بأمس الحاجة إلى هذا الفرح! وأنا بأمس الحاجة إلى الزواج! وهي كذلك خوفاً من الفتنة التي نعيشها في هذا البلد المبتلى! قال الشاعر:
وليس على عبد تقي نقيصة إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم

أريد مساعدتك بأي طريقة كانت! والله الموفق! (عمر البنت الآن 26 سنة، ونحن على هذا الحال منذ 4 سنوات). ولا تنسني بالدعاء بظهر الغيب!


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يقضي حاجتك، وأن يفرج كربتك، وأن يشرح صدر والد الفتاة لقبول زواجك من ابنته، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يثبتك على الحق، ويهديك صراطه المستقيم.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأرى أن موقف الوالد يتسم بكثير من الشدة والغلو والتحامل، وعدم الواقعية، وكم أتمنى أن تواصل مسيرتك في توسيط بعض العقلاء من أهل العلم الفضلاء لشرح الأمر لوالد الفتاة، وأن موقفه لا يؤيده شرع ولا عقل ولا واقع، وأن فيه من الظلم لك ولابنته ما لا يتحمل وزره يوم القيامة، إذ كيف يرد رجلاً يصفه هو بتلك الصفات الحسنة لمجرد أن أحد أقاربه الأباعد فيه بعض العيوب، بحجة أن العرق دساس، وأتمنى أن تختار بعض العقلاء فعلاً لإيصال رسالة واضحة لهذا الرجل بأن موقفه خطأ وغير منطقي، حتى ولو أصر على موقفه، المهم أن يعرف أنه ليس على صواب لا شرعاً ولا عقلاً، وأنه بذلك يخالف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ...) وأنه إن كان يدعي الحرص على الدين فإن الدين لا يؤيده في موقفه، وإذا كان يدعي الحرص على السمعة والكرامة والشرف والحسب فإن مثل هذا الشخص البعيد عنك لا يؤثر على مسيرتك أنت، إذ أن الإنسان لا يعرفون أنه من أقاربك فضلاً عن كونكم لا تجالسوه ولا تخالطوه، وليس بينكم وبينه أي صلة، وأتمنى من هذا الوالد الفاضل والذي أعتقد أنه ما دفعه إلى الرفض إلا الحرص على سمعة ابنته وكرامتها وأولادها مستقبلاً -وهو مشكور على ذلك- إلا أنه يُغالي في الأمر غلواً ينكره الشرع ولا يؤيده الواقع، وأتمنى منه أن يعيد النظر في موقفه، وأن يعلم أنه بذلك لا يرضي الله، وإنما يتبع هوى نفسه والشيطان لمخالفة موقفه لهدي الإسلام الذي قرر أنه لا تزر وازرةٌ وزر أخرى، وأن ما يدعيه لا يقدح فيك لا من قريب أو بعيد، وأنه ليس من العقل أو المنطق أن أحرم ابنتي من رجل مناسب لها بحجة أن في أهله من به بعض العيوب أو السمعة السيئة، فهذا غلوٌ لا يقره الإسلام.

وأوصيك أخي هشام بالصبر وعدم العجلة، وأكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدره، وأن يعطف قلبه عليك وعلى ابنته، وأن يبصره بالحق ويعينه على التزامه والعمل به، واعلم أخي أنه لا يجوز لك الاستمرار في الاتصال بالفتاة بهذه الصورة المذكورة؛ لما في ذلك من المخالفة للشرع، وإنما توقف عن ذلك حتى يفصل الله بينك وبين والدها؛ لأن مثل هذه الاتصالات لا تسلم من كلمات لا تحل لك ولا لها، كما أوصيك بمراجعة نصوص الأحاديث التي ذكرتها في رسالتك ومدى صحتها وصلاحيتها للاستشهاد بها أم لا.

واطلب من والدتك الدعاء لك؛ لأن دعوة الوالدين لا ترد، فلتكثر لك من الدعاء، واعلم أن الله لو قدر لك أن تكون هذه المرأة زوجةً لك فلابد من حدوث ذلك ولو بعد حين، وإن لم يقدر لك ذلك فليس أمامك إلا الرضا والتسليم.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق وقضاء حاجتك.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أحببت فتاة وأريد الزواج بها كزوجة ثانية.. كيف أقنع أم عيالي بذلك؟ 3814 الأربعاء 29-07-2020 04:47 صـ
أهلي يرفضون خطبة ابن الجيران لي، ماذا أفعل؟ 737 الأحد 09-08-2020 02:22 صـ
لا أستطيع كتم رغبتي في الزواج وأهلي يعارضون زواجي.. ما الحل؟ 3065 الأربعاء 22-07-2020 03:19 صـ
أعيش في حيرة بين تمسك الخاطب بي ورفض أبي له. 1247 الاثنين 06-07-2020 03:47 صـ
الزواج من شاب ينتمي لعائلة مرفوضة من المجتمع! 1417 الخميس 25-06-2020 08:12 صـ