شوقي وحافظ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا لَلرفاق ومثلُ ما كابدتُه | مما أُلاقي كابَدَتْهُ رفاقي |
وطني نقيض شُكوله فرجالهُ | شابوا وما شّبوا عن الأطواق |
عِتْقُ النِجار يَبين بين خُيوله | أما الرجال به فغير عِتاق |
ضرب الأسى سُوْراً عليه وأحدقت | سودُ الحوادث أيَّما إحداق |
إيهٍ خليليَ لا تَرُزْني طامِعاً | في منطقي فيَريبَكَ استنطاقي |
فلقد أكون وما غُلقن مقاولي | واليوم وهي كثيرة الأغلاق |
إن أطوِ يلتهبِ الضميرُ ، وإن أبُحْ | يوما ففوق يدي يد الارهاق |
ممَّ التعجبُّ صاحبِيَّ وإنما | قَسَمَ الحظوظ مقسِّم الأرزاق |
والحَذق في سبك القريض وصوغه | متفاوت متفاوت الحُذاق |
وأجلُّ ما ترك الفتى من بعده | أثرٌ على مر الليالي باق |
لا يفخرنْ أحد علىَّ بشعره | الفخرُ مدَّخرٌ ليوم سباق |
" شوقي وحافظ " لا يَجُسُّ سواكما | نَبْضَ القريض وما له من واق |
لكما الخِيارُ إذا الرجال تنافسوا | أو حرّروا دعوى بلا مِصداقق |
أن تَقْتُلا أو تُحرقِا متشاعراً | أو تقطعا يد شاعر سرّاق |
هل تحكمانِ اليومَ حكماً عادلاً | خِلواً من الارهاب والاشفاق |
في شاعر لزِم البُيوتَ وأخفقت | منه المآرب أيَّما إخفاق |
لكما شكا ظلم العراقِ ، وذِلةٌ | أن يشتكي ظلمَ العراق عراقي |
أهدى سوايَ نفيسَه وأنا الذي | أُهدي إليه نفائسَ الأعلاق |
" شوقي وحافظ " أوضِحا في أيَّنا | لُطْفُ الخيال والشعورُ الراقي |
أأنا الذي اتخذ البلاد شعاره | أم هم وقد لبسوا ثياب نفاق |
في كل يوم في رداءٍ وَفْقَ ما | تفضي بذلك عملةُ " الأوراق " |
وأنا الذ أعطى القوافيَ حقها | مِن ناصعاتٍ في البيان رِقاق |
ومهذَّباتٍ جمةٍ عشاقُها " أن المليحة جمة العشاق " | |
تُجلى على قُرَّائها فتُميلُهُمْ | سكراً كما يَجلو السُّلافَ الساقي |
أم هم وكم بيتٍ لهم مستجَنٍ | ناب عن الأسماع والأذواق |
وأنا الذي صان القريض عن الذي | يُزري به من فُرقةٍ وشِقاق |
ومدائح كانت لفرط غُلُوِّها | تشكو من المخلوق للخلاق |
أم هم وقد باعوا الضمائر واشتروا | عيشَ الذليل وبُلغةَ الأرماق |
غَنَّوا سواهم يطلُبون عَتاده | فكأنهم " جَوْق " من الأجواق |
أبياتُكمْ تبقى لهمْ وهباتُهُمْ | ليست بباقية على الانفاق |
وأجلُّ من هبةٍ يُذِلَّ بها الفتى | أشعارَهُ صبرٌ على الاملاق |
عاراً أرى وانا " الأديب " بضاعتي | معروضةً كبضائعِ الأسواق |
كيف التجددُ في القريض وأهلُه | شدّتْهُمُ أطماعهم بوثَاق |
أخذوا على الآداب من عاداتهم | وجمودِهم فيها بكل خناق |
إني لأصبو للقريض تهذّبت | منه الحواشي ، صبوةَ المشتاق |
وأُريدُ شعراً ليس في أبياته | غيرُ القلوب تَبِين للأحداق |
وأجل ما خلق الاله لخلقه | وحسابُ فضلِ الله غير مطاق: |
الشعرُ في تأثيره ، والغيثُ | في آثاره ، والشمسُ في الاشراق |