بغداد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خذي نفسَ الصبا " بغداد " إني | بعثتُ لكِ الهوى عرضاً وطولا |
يذكّرُني أريجٌ بات يُهدي | إلىَّ لطيمُه الريحَ البليلا |
هواءك إذ نهشُّ له شَمالاً | وماءك إذ نصّفِقه شَمولا |
ودجلةَ حين تَصقُلها النُعامى | كما مَسَحتْ يدٌ خداً صقيلا |
وما أحلى الغصونَ إذا تهادت | عليها نُكَّسَ الأطراف مِيلا |
يُلاعبها الصِّبا فتخال كفّاً | هناك ترقِّصُ الظلَّ الظليلا |
ربوعُ مسرَّةٍ طابت مُناخاً | وراقت مَربعاً ، وحلَتْ مَقيلا |
ذكرتُ نميرها فذكرتُ شعراً | " لأحمدَ" كاد لطفاً أن يسيلا |
" وردنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ | وزرنا أشرفَ الشجر النخيلا" |
" أبغدادُ " اذكري كم من دموع | أزارتكِ الصبابةَ والغليلا |
جرينَ ودجلةً لكن أجاجاً | أعدن بها الفراتَ السلسبيلا |
" ولولا كثرةُ الواشينَ حولي " | أثرتُ بشعريَ الداءَ الدخيلا |
إذن لرأيتِ كيف النار تذكو | وكيف السيل إنْ ركب المسيلا |
وكيف القلبُ تملكه القوافي | كما يستملك الغيثُ المحولا |
أدجلةُ إنَّ في العبرات نطقاً | يحّير في بلاغته العقولا |
فانْ منعوا لساني عن مقالٍ | فما منعوا ضميري أن يقولا |
خذي سجعَ الحَمامِ فذاك شعرٌ | نظمناه فرتَّله هديلا |