اعترافات !..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يقول : لَمَ اعتزلتَ؟ فقلتُ لِمْ لا | وخيرٌ من تظاهُريّ اعتزالي؟ |
نظمتُ فلم يُفد شيئاً نظامي | وقلت فلم يَجد أثراً مقالي |
وهل تجدي الشَّجاعةُ في كلامٍ | جبانا عن مقارعة الرحال |
أقول وذاك بهتانٌ وزورٌ | ظهوريَ لا لجاهٍ أو لمال |
ألا فليشهَدَ الثقلانِ أني | مع الأيام ! ترخُص ..او تغالي |
أذُم الناس إن غابوا ، ولكن | إذا حضروا فعُنوانُ الجلال |
أبالي بامتداح الناس فعلي | وان أظهرت أني لا أُبالي |
وازجُرهُم إذا نطقوا بعيبي | كأني بالغٌ حدَّ الكمال |
وأُظهر عِفّةً عن نيل شيءٍ | إذا ألقيتُه صعب المنال |
وأُسأل عن أمور لا أعيها | فأظْهِر أن نقصاً في السؤال |
وكم سليت بالأوهام نفسي | وغطَّيت الحقيقةَ بالخيال |
خططتُ على الرمالِ منىً فلما | تطامى السيلُ سِلْن مع الرمال |
وكم من منطقٍ حُرٍّ نزيهٍ | أُزيَّفُهُ عِناداً بالجدال |
مخافَة ان أُرى فيه اخيذاً | ومغلوباً ، كأني في قتال |
على عهدي ، فلا الأيام حالت | ظواهرُها ، ولم تشِب الليالي |
ولكنْ ، ضيقُ نفسي باعترافي | يريني أن ضيقاً في المجال |
وكم وعدٍ حلفتُ بأنْ يوفّى | كأني قد حلفت على المِطال |
أقول ، ولا أخاف الناسَ ، إني | مزجت حرامَ دهري بالحلال |
وقد حَسُنتْ خِصالٌ لي ولكن | رأيت القبحَ أكثرَ في خِصالي |