الأصيل في لبنان ..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أأنتَ رأيتَ الشمسَ إذ حُمّ يومُها | تَحَدَّرُ في مهوىً سحيقٍ لتغربا |
تَحدَّرُ في مهوىً تلقفَ قُرْصَها | تلقُّفَ تَنُّورٍ رغيفاً محصبا |
وما خلفت في الجو من خطراتها | وما خلعت من مرقصات على الربى |
وما بدلت من زرقة البحر ألهَبَتْ | بحمرتها آذيَّهُ فتلهبا |
تغيّر حتى حِوَّمَ الطيرُ فوقه | يحاذر أن يدنو إليه ليشْرَبا |
وقد صَمَتَ الكونَ الرهيبُ ضجيجُه | على أنّهُ في صمتهِ كان أرهبا |
وهيمنَ رَوحٌ من جِمام ورقةٍ | على الشاطئين استيقظا فتوثّبا |
أأنت رايتَ الغيمَ يلتَمُّ فوقها | يجاذِبُ متنَْها رداءً مذهَّبا |
يغازلها ما غازلتْهُ ، اخو هوىً | يلاعبُها ما استمتعتْ منه ملعبا |
تجَمع من أطرافها ثم مسّه | بروعته لالاؤها فتشعبا |
أأنت سألت الكون عن أي باعث | بدا في غروب الشمس جذلان معجبا |
وأيّ يد مرت عليه كريمةٍ | صناعٍ . فردَّتْهُ أديما مخضّبا |
وما هذه الأشباحُ تترى ؟ اغيمةٌ | تولّد أظرفا ، ونابا ، ومخلبا |
غرابٌ تصبّاه غرابٌ ، وثعلبٌ | يطارد في جَوْز السمواتِ ثََعْلبا |
وثمَّ سنامٌ مُستَجدٌّ وغاربٌ | يناديك أن تسعى إليه فتركَبا |
وثَمَّ سفينٌ من دخانٍ قلوعُه | ونوتيُّهُ رَوح رخيٌّ من الصبا |
واولاءِ رهطُ الجنَّ بين نديّهم | يُقيمون من سحرٍ رواقا مطنّبا |
كأني أرى المزمارَ في فَم عازفٍ | وأسْمَعُ – لو أقوى – الغناءَ المشببا |
وتلكمْ على النادي تطوفُ عرائسٌ | بدا سافراً رهطٌ . ورهطٌ تَنَقَّبا |
وهاتيك اقزاعٌ لطافٌ كؤوسُها | وخَمْرَتُها جَوْنُ السَّحاب تذوَّبا |