على دربند
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أحبَّتنا لو أُنزل الشوقُ والهوى | على قلب صخرٍ جامدٍ لتصدَّعا |
خليليَّ ما أدنى الممات إلى الفتى | وأقربَ حبلَ العمرِ أنْ يتقطَّعا |
ولمْ تطلُعِ الأقمارُ إلاَّ لتختفي | ولا عقربُ الساعات إلا لنُلسعا |
فانْ لم يكن إلاَّ نهارٌ وليلةٌ | فما أجدرَ الإنسان أنْ يتمتَّعا |
ولمَّا أبتْ أيَّمُنا غيرَ فُرقةٍ | ولم تُبْقِ في قوس التصبرُّ منزعِا |
وكنَّا وفي كأس الرزايا صُبابةٌ | فما برِحتْ حتى شربناه أجمعا |
نوينا فأزمعنا رحيلاً وما التوت | بنا نُوبُ الأيَّام إلاَّ لنُزمعا |
نزلنا ففرَّقنا هموماً تجمَّعتْ | أبى صفو " شمرانات " أن تتجمَّعا |
أحتىَّ لدى الجنَّاتِ أهفو إليكمُ | ويسمعني داعي الصبابة أنْ دعا |
رعى الله أُم الحُسن " دَرْبندَ " إنَّنا | وجدنا بها روضاً من الصفو مُمرِعا |
لقد سرَّنا منها صفاها وطيبَها | ولكن بكيناه جمالاً مضيَّعا |
مَريعاً من الحُسن الطبيعيِّ لو سَعتْ | بنوه إلى إنعاشه كان أمرعا |
قُرىٍ نظِّمتْ نظمَ الجُمانِ قلائداً | أو الدُّرِّ مُزداناً ، أو الماسِ رُصِّعا |
صفوفٌ من الأشجار قابلْنَ مثلَها | كما مَصرعٌ في الشعر قابل مصرعا |
نَظَمنا فأهدَينا القوافي بديعةً | وكانَ جمالُ اللهِ فيهنَّ أبدَعا |
وقفتُ على النهر الذي من خريرِه | فرْعتُ من الشعر الالهيِّ مطلعا |
لقد وقَّعتْ كفُّ الطبيعةِ لحنه | وشابهه في الشعر طبعي فوَّقعا |