أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ابني يعاني من التبول اللاإرادي ليلا، فما العلاج؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
ابني يبلغ من العمر أربعة عشر سنة يعاني من التبول اللاإرادي ليلا، وهذا الأمر يزعجه ويزعجني جدا، ذهبت به لدكتور أطفال منذ أكثر من سنة وطلب منا تحاليل ثم أعطاه علاجا (ديترونين) ونصحنا بألا يشرب قبل النوم، وبعد ذلك أصبح لا يبول لمدة شهر أو أكثر، ومنذ مدة عاد للتبول مرة أخرى، أعطيت له العلاج مرة أخرى دون جدوى، فما الحل؟، جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن التبول اللاإرادي في هذا العمر يمثل حوالي اثنين بالمائة من الذكور وثلاثة بالمائة من الإناث، ولابد أن يبحث في أسبابها هل هي عضوية أم هي نفسية، التبول اللاإرادي كثيرًا ما يكون مرتبطًا بعوامل وراثية نشاهده في بعض الأسر، كما أن عدم الاستقرار النفسي ربما يكون سببًا في ذلك، لكن كثيرًا من الأطفال واليافعين قد لا يكون السبب نفسيًا ولا عضويًا، إنما هو فقط من العادة السيئة التي اكتسبها الطفل ومن ثم وجد صعوبة في التخلص منها.
هذا الابن حين أعطي العلاج توقف عنه التبول اللاإرادي، وهذا إن شاء الله تعالى دليل على أنه لا يعاني من علة عضوية رئيسية.
سيكون من الأفضل أن تُعاد له الفحوصات خاصة فحص البول للتأكد أنه لا توجد لديه أي التهابات، وإذا كان الابن يعاني من القلق أو التوتر يجب أن نشعره بالأمان، ومن واجبكم أن تقوموا دائمًا بطمأنته وتحفيزه وعدم انتقاده، وفي ذات الوقت توجيهه لكيفية التخلص من التبول اللاإرادي.
من الطرق الجيدة جدًّا هي:
أولاً أن يتعلم هذا الابن أن يحصر ويمسك البول في أثناء النهار، بمعنى: لا يفرغ مثانته على عجل، بل ينتظر حتى يحس بألم البول. هذا يعطي المثانة فرصة جيدة جدًّا للاتساع لتستوعب كميات أكبر من البول، وفي نفس الوقت يعطي المحابس التي تحبس السبيل الفرصة لأن تتقوى أفضل، وأن لا تفتح لتفريغ البول إلا عند الرغبة الإرادية من جانب الطفل.
ثانيًا: يجب أن يُكثر من التمارين الرياضية، خاصة التمارين التي تقوي عضلات البطن.
ثالثًا: لابد أن يبتعد تمامًا من تناول جميع أنواع المدرات ليلاً، وهذا يبدأ من الساعة السادسة مساءً، تجنب الشاي وكذلك الحليب والبيبسي والكولا والشكولاتا والكاكو، هي من أهم الجوانب التحوطية التي ننصح بها هذا الابن.
رابعًا: لابد أن يذهب للحمام قبل النوم. هذا مهم جدًّا ويهمله الكثير من الأطفال، وحتى الأسر، حين يذهب إلى الحمام يجب أن يجلس فترة دقيقة بعد انقطاع البول، وخلال هذه الدقيقة يحاول أن يدفع لإخراج أي كميات متبقية من البول، هذا التمرين البسيط مهم وضروري جدًّا.
إذن هذه هي المكونات الأساسية للعلاج السلوكي لعلاج التبول اللاإرادي لدى الأطفال، وكما ذكرت لك إذا عرف الطفل بأهميته وأن نسعى لطمأنته وأن لا ننتقده وأن يساعد كثيرًا فيما يخص توزيع وقته والتركيز على دراسته، هذه كلها أساليب سلوكية جدًّا تساعد هذا الطفل في التخلص من التبول اللاإرادي.
أما بالنسبة للأدوية فهنالك أدوية جيدة جدًّا لعلاج التبول اللاإرادي، لكن الأدوية يعاب عليها أنها بعد أن يتم التوقف منها قد يرجع التبول اللاإرادي للطفل، ولذا لابد من التركيز كثيرًا على الإرشادات التي ذكرناها وذلك بجانب تناول الدواء.
من الأدوية المعروفة جدًّا عقار يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) ويعرف علميًا باسم (إمبرامين)، لكن حقيقة أفضل أن تذهبوا به إلى الطبيب حتى يقوم بوصف هذا الدواء، وهناك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (ألفاظوبرسين) لكن هذا دواء متخصص جدًّا، حيث إنه يعطل هرمون إدرار البول بصورة مؤقتة ويفيد بعض الأطفال.
إذن الذهاب إلى الطبيب سيكون ضروريًا لوصف الدواء، وأعتقد الطبيب ربما يصف التفرانيل، والجرعة في مثل هذا العمر هي خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، يستمر عليها الطفل لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك تخفض إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف من تناول الدواء.
أسأل الله تعالى له الشفاء والعافية، ونشكركم على تواصلكم مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |