البادية في إيران
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بهجة القلب جلاء البصرِ | هذه الأرياف غِب المَطَرِ |
يا أصيلاً هاجَتْ الذكرى به | نسمةً أنسَتْ نسيمَ السحر |
أنت هيَّجتَ شُعوري طَرَباً | أنا لو لم تحلُ لي لم أشعرُ |
لطفُك اللهُمَّ ما أعظمَه | أفهذا كلُّه للبشَر |
أبساطُ الورد ممدوٌ على | هذه الأقطارِ مَدَّ البصر |
وبأنفاسٍ حِرارٍ خَبُثَتْ | تتلاشى نفحاتُ الزَهَر |
يا خليليَّ أجيلا نَظَراً | تَرَيا الآفاقَ كُحلَ النظر |
تريا " البقعةَ " من بعد العرا | تَكتسي نورَ بساطٍ أخضر |
عَمِيت عيني َ أن أشغلَها | منظرٌ عن حُسن هذا المنظر |
ألشيءٍ غيرَ أنَ تؤنسَني | تظهرُ الأرضُ بهذا المظهر |
لستُ بالشاعر ان لم يُصْبنِي | أينما كان ، جمالُ الصُورَ |
في الثرى ، في الروضِ ، في أفق السما، | في شأبيبِ الحيا ، في الحَجَر |
واشكري يا أرضُ ألطافَ السّما | تُسلَبُ النعمهُ إن لم تشكري |
واذكري الشدةَ في فرحِتها | واعرفي حُسنَ صنيعِ المطر |
حَسُنَت باديةٌ فارهةٌ | هي أَنستْنيَ حُسنَ الحضَر |
كم على أُمواهها تعريسةٌ | ومَقيلٌ تحت ظلِّ الشجر |
ونهارٌ مشمِشٌ نَقْطَعُهُ | بالأحاديثِ كليلٍ مقمر |
راقت الوحدةُ لي في غربتي | أنا لا أهوى ضجيج الزُمِر |
شُغِل الناسُ بسُمّارِهُمُ | وأنا وحدي هواكم سَمَري |
انا والروضُ وأشباحُكُمُ | نتناجى تحتَ نُور القمر |
هيَّجوا أوتارَهم وانبعثت | هِزّةُ الحب فهاجت وَتَري |
نَفسَ للشعر في تقطيعه | أثرٌ من نَفَسِ المحتضَر |
يا أحبايَ وما أصبرَكم | أحسَنُ الأحباب من لم يَصبِر |
طال إسهابي وما أشوقَني | لكتابٍ منكُمُ مختصَر |
كم أرى منتظراً وعدَكمُ | ثَقُلَ الوعدُ على المنتظِر |
أنا إنْ عَدُّوا عليكم عثرة | قلت : أيُ الناس من لم يعثُر |
وإذا ما قيل : ظلمٌ هجرهُم | قلتُ : لا لو زلةٌ لم أهجُر |
يطمع القلب بسُلوانِكُمُ | فاذا حاوَلَه لم يقدِر |
تعتريهِ هزَّةُ الشوقِ لكم | ومن القسوة أن لا تَعتري |
أتُرى ريحَ الصبا يُثقلها | خبرٌ تحمله عن جَعفَر |
عن أديبٍ جَمَعَتْ أنفاسُه | صنعةَ " الفنِ " وطبعَ " العبقري " |
أنا خاطرت بنفسي في الهوى | والهوى لذَّتهُ في الخَطَر |
قد سَهِرْنا فوجدنا أنه | فوق طعم النوم طعمُ السَهَر |
حب قلبي ذكركم تعويذةً | وأماناً من صروف القدر |