في اربعين السعدون
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سَلوا الجماهيرَ التي تَبصرونْ | ماذا أتاحتْ لكُمُ الاربعونْ |
تخبركُم حرقةُ انفاسِهم | كيف – تقضَّت – وانتفاخُ العيون |
سَلوهُمُ ما بالُكُمْ كلَّما | عنَتْ لكم خاطرةٌ تنحَبون |
أكلُ شيٍْ موجبٌ للبكا | أكلُّ شيء باعثٌ للشجون |
ريعتْ قلوبٌ واستضيمتْ جفون | واحتقروا أعزَّ ما يملكون |
راضونَ ممتَّنون عن حالةٍ | لا يرتضيها مَن به يحتفون |
يبكون للشعرِ ولا يعرفون | وللخطاباتِ ولا يسمعون |
ما رقة الأشعارِ أبكتهُمُ | لكنهم بالقلب يستعبِرون |
مكدودةٌ أنفسهُمْ حسرةً | وبالبكاء المرِّ يستروَحون |
وهكذا الدمع بريئاً يُرى | وهكذا الحزنُ بليغاً يكون |
أبكى وأشجى لوحةً أحكمت | تصويرَها كفُّ الزمانِ الخؤون |
مَغنىً على دجلة مستشرفٌ | دامعة ترتدُّ عنه العيون |
احتلَّت الوحشةُ أطرافَه | ورفرفَ الحزنُ به والسكون |
أخلاه فرطُ العزَّ من ربِّه | والعزُّ باب مُشرَعٌ للمنون |
أقولُ للقوم الغَيارى وقد | أعوزَهُم كيفَ به يحتفون |
أحسن من كلِّ اقتراحاتِكم | مما تشيدون وما تنحِتون |
قارورة يُحفَظ فيها دم | يعرفه الخائنُ والمخلصون |
يلقَى بها تشجيعةً مخلصٌ | وعبرة مخجلة مَن يخون |
مِيتةُ هذا الشهم قد بيَّنتْ | للقوم أنا غيرُ ما يدَّعون |
وأننا ناسٌ أباةٌ متى | نُرهق فمضطرُّون لا مُرتَضون |
وأننا بالرُغم من صبرِنا | إن حانت الفرصةُ مستغنِمون |
انتبهوا لا الحزنُ يُجديكُمُ | شيئاً ولا استنزافُ هذي الشؤون |
هاتوا بما نبني دليلاً على | أنا على آثاره مقتفون |