المجلس المفجوع
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يبكي عليكَ وكلُّهُ أوصابُ | شَعبٌ يمثِّلُ حزنَه النُواب |
غطَّت على سُود الليالي ليلةٌ | وعلى المصائبِ كلِّهِنَّ مُصاب |
المجلِسُ المفجوعُ رُوِّع أهلُهُ | وبكتْكَ أروقةٌ له وقِباب |
قد جلَّلتْه وجلَّلتهُمْ رَهبةٌ | فهل البلادُ يسودُها إِرهاب |
كادت تحِنُّ لفقدِ وجهِك ساحةٌ | فيه ويُسألُ عن دخولِك باب |
عبءٌ على الأوطانِ ذكرى ليلةٍ | عن مثلِ مَصرع " مُحسنٍ " تَنجاب |
عن مصرعٍ في المجلِسَين لأجلهِ | وهما البلادُ بأسرِها إِضراب |
بالدمع يَسألُ عن غيابك سائلٌ | في المجلسَين وبالدموعِ يُجاب |
هذي الثمانونَ التي هي جُلُ ما ارتضَتِ | البلادُ وضمَّتِ الاحزاب |
مُتجلببونَ سكِينةً وكآبة | ومن السواد عليهم جِلباب |
متشنجون يخالَهم من راءهُم | للحزن – أنَهمُ عليه غِضاب |
ناجي لسانَ النثر قمْ واخطُب بهم | وأعِنْ لسان الشعر يا ميرابو |
هَدِّأْْ بنطقِك رَوعَهم قد أوشكت | للحُزنِ ان تتمزقَ الأعصاب |
ولقد أقولُ لرافعين أصابعاً | ليست تُحِسُّ كأنَّها أحطاب |
رهنَ الاشارة تختفي أو تعتَلي | وينالُ منها السَلْبُ والإيجاب |
ماذا نَوَيتمْ سادتي : هل أنتُمُ | بعد الرئيس – كعهده – أخشاب |
هل تنهضونَ إذا استُثيرتْ نخوةٌ | أو تجمُدون كأنكم انصاب |
هل أنتُمُ – ان جدَّ أمرٌ ينبغي | توحيدَ شملِكُمُ به – أحزاب |
يا أيها " النوابُ " حسبُكُمُ عُلا | قولي لكم يا أيها " النواب " |
روحُ الرئيس ترفٌ فوقَ رؤسِكم | ارَعوا لها ما تقتضي الآداب |
سترى حضوراً غائبينَ بفكرهم | سترى الذين بلا أعتذارٍ غابوا |
سترى الذين له أساءوا تُهمة | وإلى البلاد جميِعها ، هل تابوا |
سيقولُ ان خَبُثَت نواياً منكُمُ | اخشَوا رفاقي أنْ يحِلَّ عذاب |
لتكنْ محاكمةُ الخصومِِ بريئةً | في قاعِكم وليحسُنِ استجواب |
تأبى المروءةُ ان يُقدَّسَ خائنٌ | أو أن يطولَ على البريءِ حساب |
من أجل أن ترعَوا مبادئَ " مُحسنٍ " | لتَكنْ أمامَكُمُ له أثواب |
متضرّجاتٌ بالدماء زكيةٌ | فيهنَّ للجرحِ البليغِ خطاب |
فيهنَّ من تلك " الرَّصاصة " فَتحْةٌ | هي للتفادِي ان وَعَيتُمْ باب |
ليكُنْ أمامَكُمُ كتابٌ صارخٌ | فيه ثوابٌ يُرتَجى وعِقاب |
فيه الوصيةُ : سوف َتحنوا رأسَها | عَجَباً بها الأجيالُ والأحقاب |
أوحى " الزعيمُ " إلى الجزيرةِ كلَّها | أنْ ليسَ يُدركُ بالكلام طِلاب |
يا هذهِ الأممُ الضِعافُ تَروّ ياً | لا تنهضي صُعُداً وأنت زِغاب |
لا تقطعي سبباً ولا تتهَّوري | نزقاً إذا لم تكمُلِ الأسباب |
لا تقرَبي ظُفرَ القويِّ ونابَه | ان لم يكنْ ظُفْرٌ لديك وناب |
وإذا عتبتِ على القويِ فلا يكنْ | إلا بأطرافِ الحرابِ عتاب |
فاذا تركَتِ له الخيارَ فانه | أشهى إليه أن يكونَ خراب |
هذا القصيدُ " أبا عليٍ " كلُّه | حزنٌ وكل سطوره أوصاب |
ثق أنَّ أبياتي لسانُ عواطفي | ثقْ أنَّ قلبي بينَهن مُذاب |
الحزن يملؤُها أسىً ومهابةً | ويُمدُّها بالروح منه شباب |
منسابةً لطفاً وبين سطورها | حزناً عليك مدامعي تنساب |
ماذا عسى تََقوىَ على تمثيله | بمصابِك الشعراءُ والكتاب |
ضُمّوا القلوبَ إلى القلوبِ دوامياً | ستكونُ أحسنَ ما يكونُ كتاب |