الرجعيون !
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ستَبقى طويلاً هذه الأزماتُ | إذا لم تُقصِّرْ عُمرَها الصدَّمَاتُ |
إذا لم يَنَلْها مُصلحونَ بواسلٌ | جريئونَ فيما يَدَّعونَ كُفاة |
سَيبقى طويلاً يَحمِلُ الشعبُ مُكْرَهاً | مَساوئَ مَنْ قد أبْقَتِ الفَتَرات |
قُيوداً من الارهاقِ في الشرقِ أُحكِمَتْ | لتسخير أهليه ، لها حَلَقات |
ألمْ ترَ أنَّ الشْعبَ جُلُّ حقوقهِ | هي اليومَ للأفرادِ مُمتلَكات؟ |
مشتْ كلُّ جاراتِ العراقِ طموحةٍ | سِراعاً، وقامتْ دونهُ العَقَبات |
ومِنْ عَجَبٍ أن الذينَ تكفَّلوا | بانقاذِ أهليهِ همُ العَثَرات |
غداً يُمْنَعُ الفتيانَ أنْ يتعلَّموا | كما اليومَ ظُلماً تُمنَعُ الفتيات |
أقولُ لقومٍ يَحْمَدونَ أناتهم | وما حُمِدتْ في الواجباتِ أناة : |
بأسرعَ مِن هذي الخُطَى تُدرَكُ المُنى | بِطاءٌ لَعَمْري مِنكمُ الخُطُوات |
وما أدَّعي أنَّ التهوُّرَ صالحٌ | متى صَلُحَتْ للناهضِ النزوات؟! |
ولكنْ أُرَجي أنَّ تقوم جريئةً | لصدِّ أكُفِّ الهادمين بُناة |
أُريدُ أكُفّاً مُوجِعاتٍ خفيفةً | عليها – متى شاءتِ – الَّلَطمات |
فانْ ينعَ أقوامٌ علىَّ مقالتي | وما هي إلَّا لوعةٌ وشَكاة |
فقد أيقَنتْ نفسي ، وليسَ بضائري | بأنّيَ في تلكَ العُيونِ قَذاة |
وما النقدُ بالمُرضي نفوساً ضعيفةً | تهدُّ قُواها هذهِ الحَمَلات |
وَهَبْني ما صلَّتْ علىَّ معاشرٌ | تُباعُ وتُشرى منهمُ الصَّلَوات |
فلو كنتُ مِمَّنْ يطعمونَ بمالهِ | لعادَتْ قِداساً تلكمُ اللعنات |
دَعُوها لغيري عَلَّكُمْ تحِلُبونها | ستُغنيكمُ عن مِثليَ البَقَرات |
وما هيَ إلاَّ جمرةٌ تُنكرونَها | ستأتيكُمُ من بَعدِها جَمَرات |
قوارصُ قولٍ تقتضيها فِعالُكُمْ | وتدعوا " الهَناتِ " القارصاتِ " هَنات " |
وإنْ يُغضِبِ الغاوينَ فضحٌ معاشرٍ | همُ اليومَ فيه قادةٌ وهُداة |
فما كان هذا الدينُ ، لولا ادّعاؤهم | لِتمتازَ في أحكامهِ الطَّبَقات |
أتُجبى ملايينٌ لفردٍ ، وحوَلُه | أُلوفٌٌ عليهمْ حَلَّتِ الصَّدقات؟! |
وأعجبُ منها أنَّهم يُنكرِِونَها | عليهم ، وهمْ لو يُنصِفونَ جُباة |
قذىً في عيونِ المصلحينَ شواهقٌ | بدتْ حولَها مغمورةً خَرِبات |
وفي تلك مِبطانونَ صُغْرٌ نُفوُسُهم | وفي هذه غرثى البطونِ أُباة |
ولو كانَ حُكْمٌ عادلٌ لتهَّدَمتْ | على أهلِها هاتيكمُ الشُرُفات |
على باب " شيخِ المسلمين " تكدَّسَتْ | جِياعٌ عَلَتْهم ذِلَّةٌ وعُراة |
همُ القومُ أحياءٌ تقولُ كأنَّهم | على بابِ " شيخِ المسلمين" موات |
يُلَمُّ فتاتُ الخُبزِ في التربِ ضائعاً | هُناك، وأحياناً تُمَصُّ نواة |
بيوتٌ على أبوابها البؤسُ طافحٌ | وداخِلَهُنَّ الأنسُ والشَّهَوات |
تحكَّمَ باسمِ الدّينِ كلُّ مذَمَّمٍ | ومُرتكِبٍ حفَّتْ به الشُبُهات |
وما الدينُ إلا آلةٌ يَشهَرونها | إلى غرضٍ يقضُونه ، وأداة |
وخلفَهُمُ الأسباطُ تترى ، ومِنهُمُ | لُصوصٌ ، ومنهمْ لاطةٌ وزُناة |
فهَلْ قَضتِ الأديان أن لا تُذيعَها | على الناسِ إلَّا هذه النَّكِرات |
يدي بيدِ المستضعَفِينَ أُريهمُ | من الظُلْمِ ما تعيا به الكَلِمات |
أُريهمْ على قلبِ " الفُراتِ" شواهقاً | ثِقالاً تَشَكَّى وطأُهنَّ " فُرات" |
بنتْهُنَّ أموالُ اليتامى ، وحولَها | يكادُ يَبينُ الدمعُ والحسَرات |
بقايا أُناسٍ خلَّفوها موارداً | تسدِّدُ لهوَ الوارِثِينَ ، وماتوا |