الريف الضاحك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كلُّ أقطارِكِ يا " فارسُ " رِيفُ | طابَ فصلاك : ربيعٌ وخريفٌ |
لا عرَتْ أرضُكِ من لطفٍ فقد | ضَمِنَ الحسنَ لها جوٌ لطيف |
يا رِياضاً زهَرَتْ في فارسٍ | شكرَتْكنَّ عُيونٌ وأُنوف |
مثلَّما للقلبِ من حرِّ الجوي | رفَّةٌ للطيرِ فيكنَّ رفيف |
ألشيءٍ غيرَ أنْ نقطِفَه | ثمراً غضّاً دنتْ منكِ القُطوف |
نزلتْ ضيفاً بها أرواحُنا | فَقَرَتْها خيرَ ما تُقرى الضُّيوف |
مِن جمال خُط معناهُ على | فارسٍ واختصَّتِ الأرضَ حروف |
وخيَالٍ تُطربُ النفسَ به | هِزَّةُ الروضِ ويشجوها الحفيف |
صَنعةٌ للفرسِ في الوشيِ ولا | مثلَ ما وشَّى بها الروضُ المفوف |
لذَّ مشتاها فأنسانا بما | هزَّ منّا أنَّه لذَّ المصيف |
ما لأكنافِ الرُّبى مبيضَّةً | أتُراها بُدِّلت منها الشُّفوف |
أمْ هو الشيبُ دَهاها عَجباً | شيَّبت حتى الرُّبى هذى الصُّروف |
إنما جلَّلها الثلجُ الذي | غُمِرتْ منه جبالٌ وكهوف |
فارِسٌ أينَ وأُلافُ الصِّبا | أوَ هلْ يبقى على النأيِ أليف ؟ |
أمن الناسِ تُرجِّي صفوةً | عنكَ يا ناشدُ فالحيُّ خَلوف |
لا تعُدْ تسلُكُ فيها قفرةً | فطريقُ الودِّ في الناسِ مَخوف |
كلُّ هذا وهو يومٌ واحدٌ | كيف لو مرَّتْ مئاتٌ وألوف |
قد تَناوَمنْا على رغمِ الكرى | لنراكمْ .. أفلا طيفٌ يطوف |
سِمةٌ للشوقِ كانتْ سبباً | لسؤالِ الناسِ : مَنْ هذا النحيف؟ |
لا تقولوا وَحدةٌ تُوحِشُه | كيف يستوحشُ والشوقُ رديف |
أيها الحَضْرُ وفي أبياتكم | أوجه تُفدى بما ضم النصيف |
لم يفتها ترف الظل ولا | نال من أوراكها السير الوجيف |
حبذا حبُّكُمُ من معهدٍ | كم نما فيه أديب وظريف |