إلى الشهيد كريم يوسف الذبحاوي |
. |
. |
على نخلةٍ.. |
في "المحاجير"( ) |
حطّتْ ثلاثُ حَمَامات |
كان الصباحُ ينفّضُ أغصانَهُ |
من بقايا الندى |
فيرتعِشُ العُشْبُ… |
كان أبوهُ بزهوِ عباءتهِ، والعقالْ |
يسرّحُ عينيهِ نحو الفضاءاتِ |
نحو الدروبِ التي نبتَ الدَغلُ فيها |
لعلَّ غريباً ببابِ "المضيفِ" يؤجّجُ جمرَ الدِلالْ |
لعلَّ كريماً يجيءُ |
بنجماتِهِ اللامعاتِ على الكَتِفَين، وضحكتِهِ الآسرةْ |
يُنَفِّضُ عنه شجونَ المشيبِ، وصمتَ الليالْ |
لعلَّ…… |
* |
إلى نخلةٍ في "المحاجير" |
طارَ الحَمَامْ |
يرفُّ على موكبٍ عابرٍ في الأثيرِ |
اشرأبّتْ له |
كلُّ أعناقنا |
والنخيلُ المكابرُ |
كلُّ المدى، |
وعيونُ الرجالْ |
* |
يا عذارى "أبي صخير" |
إنْ جاءَكنَّ الفتى القرويُّ |
على كفِّهِ قمرٌ وعراقْ |
مُحَنَّىً بدمِّ شهادتِهِ |
فاحملنَّ صواني الشموعِ إلى عرسِهِ |
ثم حَنّينَ من دمِهِ المستطابِ جدائلَكنَّ |
فما كان يعشقُ إلّا الأقاحي |
ونخلَ "المحاجير" |
والخُصلاتِ المحنّاةَ في ليلةِ العُرسِ |
ما كان يحمِلُ في روحِهِ |
غيرَ وهْجِ العراقْ |
* |
يا رجالَ العشيرةِ، لا تكسفوا "يوسفاً" |
اِنْحَرُوا لمجيء كريم الذبائحَ |
لا تُقْلِقُوا شيبَهُ والعقالَ الوقور |
فالمضيفُ امتلأ بالرجالْ |
وما زالَ دربُ "المحاجير" |
يقطرُ بالناسِ من كلِّ فَجٍّ |
إلى بيتِهِ |
ويا "أم كريم"، أما قلتِ: إنْ جاءَ – دَيْنٌ عليَّ – |
أزفُّ لعينيهِ أحلى صبايا "المحاجير" |
ها هو جاءَ |
فما تَنظُرينْ |
والعذارى؛ |
جميع العذارى، تقاطرنَ من كلِّ بيتٍ، إليكِ |
على خَفَرٍ |
كنَّ يرفعنَ ألحاظَهنَّ، |
لصورتِهِ |
* |
......... |
........ |
إلى نخلةٍ… |
في "المحاجير" |
طارَ حَمَامُ العراقْ |
* * * |
2/4/1985 الكوفة |