أرشيف الشعر العربي

رحيــل

رحيــل

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

"كنّا نتمشّى جنباً إلى جنب

ثلاثتنا:

أنا وانوشكا والفراق"

- ناظم حكمت -

.

.

.

اقتربتُ منها

اقتربتُ أكثرَ...

وعندما مددتُ كفّي لأُودِّعَها...

لمْ أجدْ أصابعي

بل عشر شموعٍ – من الحنينِ -

تذوبُ ببطءٍ...

قالتْ: سأرحلُ

لمْ أُصَدِّقْها...

قالتْ: إنّي راحلةٌ

لمْ أُصدِّقْها...

وعندما لوّحتْ بكفّيها الممطرتين

من وراءِ نافذةِ قطارِ الرحيلِ

لمْ أُصدِّقْها...

وهكذا مرَّتْ ثمانيةُ أعوامٍ على غيابها

وأنا لا أُصدِّقُها...

*

عيناكِ حلوتان وحزينتانِ

عيناكِ رصيفُ وداعٍ مُبلَّلٌ

وصمتكِ يثيرني أكثرَ

من أيِّ زَبَدِ بحرِ قصيدةٍ خرجتِ

وإلى أيِّ قرارٍ مجهولٍ سترحلين

أيّتُها المجنونةُ كقلبي...

أنا شاعرٌ، وأَقْصِدُ: رجلاً مهشّماً

وعِطْرُكِ مرايا وبوحٌ وانكسارٌ...

ماذا أفعلُ؟

أمامَ صمتكِ أيّتُها الشاعرةُ المسكونةُ بالرحيلِ

قلتُ: علّني أزيحُ غمامَ الحُزنِ عن رصيفِ شفتيكِ

فوجدتُ حُزني يتشظّى

ويمطرُ قصائدَ وياسمينَ وفوضى

آهٍ... أيّتُها الفاتنةُ

أَيّها الحرفُ الممنوعُ

الحرفُ الموصولُ، بالقصائدِ... حتى تخوم البحرِ

الحرفُ الوحيدُ،... حتى ذبول الغروبِ على طاولتي

الحرفُ الناحلُ،.. كشجرةٍ سرقوا أحلامها

وخلَّفوها وحيدةً للخريف

ماذا أفعلُ...؟

غربتي تذبحني أمامَ أبوابِ العواصمِ المغلقةِ

ورجالُ الجماركِ لن يفهموا - بالتأكيد - وَلَعي بكِ

وَلَعي المفاجيء المجنون الغريب كزخّةِ مطرٍ

وَلَعي هذا...

كمْ أنا حزينٌ لذلك

كمْ حزينٌ أنا...

كيفَ لمْ أنتبهْ إلى جوازِ سفركِ، الموقوتِ كلغم

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

مرثية مبكرة

هواجس

تكوينات (2)

تكوينات (6)

تنويعـات