أرشيف الشعر العربي

تخطيطات أليفة... عن الأصدقاء

تخطيطات أليفة... عن الأصدقاء

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

(1)

"الشهيد محمد عبد الزهرة ياسين"

في آخرةِ الليلِ

طَرَقاتٌ ناحلةٌ

في البابِ

ـ مَنْ..!؟

ـ محمد عبد الزهرة..!

يَدْلِفُ للبيتِ.. كعادتهِ

ضحكتهُ المعهودةُ، والخطو الملكيُّ..

ورائحةُ الآسْ

ـ اليومَ قرأتُ قصيدتَكَ الحلوةَ في "الجمهورية"

عن وطنِ الوردةِ

والنورسِ...

والشهداءِ

و{ليل الدمعةْ}

فأتيتُ..

لكي أُشعِلَ – قربَ سريركَ –

شمعة!

5/12/1983

*

(2)

"الفنان محمد لقمان"

ماذا تقرأُ.. في الموضعِ!؟

ماذا تَرْسُمْ..؟

قلْ لي.. وبماذا تَحلُمْ!!؟

الأرضُ – أمامَكَ – لوحةْ

واللونُ هو الدمْ!

1983

*

(3)

"حسن صكبان"

أُبْصِرُهُ..

في حانوتِ "الحربية"

وَجْهاً يَحْمِلُ كلَّ عذوبةِ نهرِ الديوانية

وأريجِ حدائقها..

ومواويلِ أهاليها..

كانَ يلوّحُ لي، بصحيفتهِ، منتشياً

يسألني:

- أقرأتَ - اليومَ - قصيدةَ هذا الديوانيّ الناحلِ

حدّ الحبِّ "كزار حنتوش"

1983

*

(4)

"الصديق الذي..."

تَلَفَّتُ، أبحثُ عن مقعدٍ هاديءٍ

في انتظارِ صديقي..!

كان مقهى "أم كلثوم" مزدحماً

و"الزهاويّ" مستغرقاً في دُخانِ النراجيلِ

و"البرلمان" الذي ابتلعتهُ المحلّاتُ...

قلتُ لنفسي..

وكانتْ ظهيرةُ تموز تصهرُ قيرَ الدقائقِ

تصهرُ حتى الشوارعَ.. والأصدقاءْ

- ألمْ يأتِ بعدُ صديقي..؟

وقلتُ:

لأمضي إلى شارعِ "المتنبِّي"

أضيّعُ بعضاً من الوقتِ.. في المكتباتِ

أُمَشِّطُها – مثلما اِعْتَدْتُ – مكتبةً، مكتبةْ

ولكنَّني..!

بين كدْسِ الحروفِ

وبين الرفوفِ

نسيتُ صديقي..!

2/11/1983 بغداد

*

(5)

"عِزّ الدين سلمان"

يا عِزّي..

غَنِّ.. يا عِزّي

فالدُنيا لا تستأهلُ أنْ تحزنَ.. يا عِزّي

أَعْرِفُ أنَّ الحانةَ

تطردُ في آخرةِ الليلِ.. زبائنها

وتظلُّ خطاك الملعونةُ..

- وهي تُمزِّقُ صمتَ الطُرُقاتْ -

تبحثُ عن مصطبةٍ فارغةٍ

تتمدّدُ فيها..

رغمَ البقِّ وصفَّاراتِ الشرطةِ، والبردِ،

وحُزنِ الكلماتْ

لكنَّكَ، حينَ يُطِلُّ الصبحُ نديّاً

يمتليءُ الشارعُ بالناسِ.. وبالدفءِ..

وعِطْرِ الفتياتْ

عَبَثاً تبحثُ عمّا أفلتهُ النادلُ من بين أصابعهِ

لا بأسَ..!

ستمضي للشغلِ.. بدون فطور..

وعيناكَ الناحلتان.. تقلّبُ في أعمدةِ الصحفِ اليوميَّةِ

.. بحثاً عن كلماتٍ...

لمْ تكتُبْها!

1983

*

(6)

"كاظم عبد حسن"

قَلِقاً..

حتى العظمْ

وكأنَّ على كَتِفَيكَ المهزولين، همومَ العالمْ

لكنَّ العالمَ ينسى "كاظمَ عبد الحسن"...!

حين تموتُ غداً.. يا كاظمْ

* * *

1983

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

بطاقة حب

صورة جانبية

مشاكسة

هي..

صباح الخير.. أيها المعسكر