صباحُ العيدِ ممتزجٌ ببهجةِ الشوارع، حيثُ تتكدّسُ كركراتكِ |
على الأرصفةِ وأراجيحِ الطفولةِ والورقِ |
صباحُ شفتيكِ تقطرُ بوحاً وحمرةً وقرنفلاً |
تلحسها نهاراتي الظامئة |
حدَّ أنْ تترنَّحَ من فرطِ الثمالةِ |
صباحُ العُشْبِ وهو يتسلَّقُ أصابعي |
ليصافحَ ربيعَ يديكِ |
صباحُ الفرحِ الذي باغتَ أحزاني فجأةً |
وأقنعها بقصرِ العُمرِ والفساتينِ |
وراحا يتسكّعان معاً غير عابئين لشيءٍ.. |
صباحُ قميصكِ المنقّطِ وهو ينفتحُ على الغاباتِ |
حيثُ يختبيءُ الحَمَامُ الزاجلُ خائفاً من عيونِ الصيّادين |
حيثُ رائحةُ الأزهارِ البرِّيةِ تعبقُ تحت إبطيكِ فتثملني… |
صباحُ الينابيعِ وهي تتدفّقُ |
باتجاه أيائلِ شَعركِ |
صباحُ القصائدِ التي تسلّلتْ من تحت وسادتي |
إلى مرآتكِ.. |
ففضحتني |
* |
في العيدِ الثاني |
في كلِّ عيدٍ |
أَصُفُّ شموعَ عُمري على الطاولةِ |
وأُشعِلُها بالشوقِ إليكِ، واحدةً واحدةً |
محتفلاً بعيدكِ، أتأمَّلُ القطرات البيضاء |
وهي تنسالُ بهدوءٍ كالأيّامِ |
أو كالأحلامِ |
أو كالدموعِ |
وبعد أنْ تذوبَ آخرُ شمعةٍ |
سأجلسُ أمامَ رُكامها - صفّ ذكرياتي - |
متأمِّلاً خيوطَ دُخانِها المتلاشي |
وأقولُ لعينيكِ |
ياهٍ.. إنَّها أجملُ أيّامي معكِ |
كيف ذابتْ سريعاً.. |
* |
سأقولُ لساعي البريد |
لا تستغربْ منِّي |
إنَّكَ لا تحمِلُ بطاقةَ حبٍّ |
بل قلباً مغلّفاً |
عليهِ عنوانها |
في أقاصي الحنين |
فلا تُخطِيءْ هذه المرَّة |
أرجوكَ |
* * * |