أسرّحُ طرفي |
السماءُ التي أثلجتْ |
لوّحتْ لي، وغامتْ وراءَ الصُنَوْبَرِ |
ما لي وهذا الصُنَوْبَر مُدّثرٌ بالعصافيرِ والقُبلاتِ السريعةِ؟! |
ما لي وتلك البنات يُدخِّنَّ أسرارَهنَّ وراءَ النوافذِ؟ |
ما لي وهذي البلاد التي لمْ يُعَكِّرْ فضاءاتِها مدفعٌ منذُ قرنين؟ |
ما لي |
وهذي السماء التي أثلجتْ |
أو ستصحو .…؟! |
……………. |
……….. |
ما لي |
ولا أرضَ لي |
غيرُ هذي الخطى |
لكأنَّ الحنينَ يقصّرها أو يسارعها |
وأنا أتشاغلُ بالواجهاتِ المضيئةِ |
عمّا يشاغلني |
……… |
أقول لقلبي إلى أين؟ |
هم خرّبوا وطني |
وتباكوا عليَّ |
المفارزُ عند الحدودِ البعيدةِ |
ترنو لوَجْهي المشطّبِ بالسُرفاتِ |
تدقّقُ منذ الصباحِ باسمي وتقذفني |
لكأنَّ بلاديَ ممهورةٌ بالدموع التي تتساقطُ سهواً |
لكأنَّ المخافرَ تفترُّ بي |
لكأنّي وحيدٌ بزنزانتي آخرَ البار |
أكرعُ ما ظلَّ لي جُرْعَةً واحدة |
وأغيبُ… |
رُوَيْداً، رُوَيْداً |
……….. |
….. |
ليس لي غيرُ هذي الثلوجِ تظلّلُ نافذتي والشجرْ |
كلّما سألتني الفتاةُ اللصيقةُ عن وجهتي |
اشتبكَ الغيمُ فوق مدامعِنا وانهمرْ |
* * * |
6/4/1997– حانة في جنوب القطب |