"قالتْ قطعةُ الجليدِ وقد مسَّها أولُ أشعةِ الشمسِ في مستهلِ الربيع: |
- أنا أُحِبُّ، وأذوبُ، وليسَ لي أنْ أُحِبَّ وأنْ أوجدَ معاً. إذنْ لا بدَّ من الاختيارِ، بين أمرين: وجود دون حبٍّ وهذا هو الشتاءُ القارسُ، أو حبّ دون وجودٍ، وذلك هو الموتُ في مطلعِ الربيع". |
- شِعر روسي قديم - |
. |
. |
. |
لا أملكُ خياراً |
كقطرةِ مطرٍ… |
أتسرَّبُ في مساماتِ جَسَدِكِ |
وإلّا فأين أمضي؟… |
كقطرةِ مطرٍ.. |
أمسحُ الغبارَ والملحَ والخيباتِ |
ليورق الزغبُ الذهبيُّ |
مُغطِّياً هذا الزَبَدَ الممتدَّ… حتى ركبتيكِ |
وإلّا فأين أورقُ؟ |
كقطرةِ مطر ٍ |
أنقرُ زجاجَ نافذتكِ |
كي لا تستسلمي للشرودِ |
وتنسي كتابي المفتوحَ في حضنكِ |
وإلّا بماذا تفكّرين؟ |
كقطرةِ مطرٍ |
أشتاقُ إلى صيفِ شفتيكِ |
ولكنَّكِ تخافين عَبَثَ المطرِ، وجنونَ الشعراءِ، ورحيلَ القطاراتِ |
وإلّا فلماذا تتهرّبين منِّي؟ |
لا أملكُ خياراً |
الكتابةُ لحلِّ ديوني، والقصيدةُ لزيادةِ شجوني |
وبينهما، سأضيّعُ الكثيرَ من سنواتي عَبَثاً |
من أجلِ وجبةِ كلماتٍ في حانةٍ تملؤها الفئرانْ |
أنتِ، أيّتُها الجالسةُ بهدوءٍ |
تنظُرين من خللِ زجاجِ اللامبالاةِ |
إلى شوارعِ قلبي وهي تضجُّ بزِحامِ الناسِ والهمومِ والباصاتِ |
سأنقرُ زجاجَ وحدتكِ |
وأدعوكِ إلى التسكّعِ معي تحتَ شمسِ الحياةِ الدافئة |
* |
لا أملكُ خياراً |
فأنتِ… |
تَتَرَبَّعين على عرشِ مملكةِ قصائدي |
تفتحين خزائنَ الكلماتِ |
تنتقين ما يروقُ لكِ |
ثم تخرجين.. إلى الشوارعِ |
مزهوّةً بين الأخرياتِ |
بلآليء الحروفِ التي تطوّقُ جيدكِ المرمريّ |
وحشدِ أيائلِ القصائدِ التي تتبعُ رائحةَ سَنَابِلِ شَعركِ الطويلِ |
تختارين القاموس الذي يناسبُ جمالكِ الفاضحَ |
ثمَّ – بلا مبالاةٍ – |
تضرمين الحرائقَ في أكداسِ اللغةِ |
ماذا أفعلُ إذنْ… |
– حين ترحلين عَنِّي غداً – |
برمادِ الكلماتِ… |
الذي تخلّفينهُ وراءكِ... |
* |
لا أملكُ خياراً |
إلّا ببقائكِ |
وإلّا ماذا ستجدُ من تأتي... بعد غيابكِ |
غير كرسيٍّ مكسورٍ |
هو قلبي... |
ومملكةٍ من الخرابِ... هي أيّامي |
وشوارع بلا فرحٍ |
ولا لغةٍ |
ولا ذكرياتٍ |
هي كلماتي... |
* |
لا أملكُ خياراً |
أنتِ شمسٌ... |
شمسٌ... |
شمسٌ... |
وقلبي... |
آهِ... |
قلبي... زهرةُ عَبَّادٍ مجنونة |
* * * |