أرشيف الشعر العربي

قلبي.. زهرة عباد

قلبي.. زهرة عباد

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

"قالتْ قطعةُ الجليدِ وقد مسَّها أولُ أشعةِ الشمسِ في مستهلِ الربيع:

- أنا أُحِبُّ، وأذوبُ، وليسَ لي أنْ أُحِبَّ وأنْ أوجدَ معاً. إذنْ لا بدَّ من الاختيارِ، بين أمرين: وجود دون حبٍّ وهذا هو الشتاءُ القارسُ، أو حبّ دون وجودٍ، وذلك هو الموتُ في مطلعِ الربيع".

- شِعر روسي قديم -

.

.

.

لا أملكُ خياراً

كقطرةِ مطرٍ…

أتسرَّبُ في مساماتِ جَسَدِكِ

وإلّا فأين أمضي؟…

كقطرةِ مطرٍ..

أمسحُ الغبارَ والملحَ والخيباتِ

ليورق الزغبُ الذهبيُّ

مُغطِّياً هذا الزَبَدَ الممتدَّ… حتى ركبتيكِ

وإلّا فأين أورقُ؟

كقطرةِ مطر ٍ

أنقرُ زجاجَ نافذتكِ

كي لا تستسلمي للشرودِ

وتنسي كتابي المفتوحَ في حضنكِ

وإلّا بماذا تفكّرين؟

كقطرةِ مطرٍ

أشتاقُ إلى صيفِ شفتيكِ

ولكنَّكِ تخافين عَبَثَ المطرِ، وجنونَ الشعراءِ، ورحيلَ القطاراتِ

وإلّا فلماذا تتهرّبين منِّي؟

لا أملكُ خياراً

الكتابةُ لحلِّ ديوني، والقصيدةُ لزيادةِ شجوني

وبينهما، سأضيّعُ الكثيرَ من سنواتي عَبَثاً

من أجلِ وجبةِ كلماتٍ في حانةٍ تملؤها الفئرانْ

أنتِ، أيّتُها الجالسةُ بهدوءٍ

تنظُرين من خللِ زجاجِ اللامبالاةِ

إلى شوارعِ قلبي وهي تضجُّ بزِحامِ الناسِ والهمومِ والباصاتِ

سأنقرُ زجاجَ وحدتكِ

وأدعوكِ إلى التسكّعِ معي تحتَ شمسِ الحياةِ الدافئة

*

لا أملكُ خياراً

فأنتِ…

تَتَرَبَّعين على عرشِ مملكةِ قصائدي

تفتحين خزائنَ الكلماتِ

تنتقين ما يروقُ لكِ

ثم تخرجين.. إلى الشوارعِ

مزهوّةً بين الأخرياتِ

بلآليء الحروفِ التي تطوّقُ جيدكِ المرمريّ

وحشدِ أيائلِ القصائدِ التي تتبعُ رائحةَ سَنَابِلِ شَعركِ الطويلِ

تختارين القاموس الذي يناسبُ جمالكِ الفاضحَ

ثمَّ – بلا مبالاةٍ –

تضرمين الحرائقَ في أكداسِ اللغةِ

ماذا أفعلُ إذنْ…

– حين ترحلين عَنِّي غداً –

برمادِ الكلماتِ…

الذي تخلّفينهُ وراءكِ...

*

لا أملكُ خياراً

إلّا ببقائكِ

وإلّا ماذا ستجدُ من تأتي... بعد غيابكِ

غير كرسيٍّ مكسورٍ

هو قلبي...

ومملكةٍ من الخرابِ... هي أيّامي

وشوارع بلا فرحٍ

ولا لغةٍ

ولا ذكرياتٍ

هي كلماتي...

*

لا أملكُ خياراً

أنتِ شمسٌ...

شمسٌ...

شمسٌ...

وقلبي...

آهِ...

قلبي... زهرةُ عَبَّادٍ مجنونة

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

خلود

أزهار.. على ضريح الجندي المجهول

الإسكافي الكهل

إمرأة من دخان

بلا ذكرياتكِ.. ماذا أفعل بقلبي؟