سرى طيفها والنجم في الأفق كالعقدِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سرى طيفها والنجم في الأفق كالعقدِ | فكاد سناهُ للعواذلِ أن يهدي |
سرى فسرى منهُ العبيرُ بعنبرٍ | وفاحَ شذاه بالفتيقِ وبالندَّ ؛ |
سرى في ظلام الليل والطرف ناعسٌ | وعادَ فلم يشفِ الفؤادَ ولم يجدِ ؛ |
فسلّ الكرى عنْ جفن عيني ولم أفزْ | بتقبيل كفَّ من سراهُ ولا خدَّ ؛ |
وبتُّ نديماً للسهى ذا ندامة ٍ | كئيب فؤادٍ لا أعيدُ ولا أبدي ؛ |
ومنها | |
أبيتُ ويأبى لي الخنا محتدٍ | كريمٍ ؛ وجدٌّ في العلى أيما جدَّ ؛ |
وإني من القوم الكرام فعالهم ؛ | وانهم يومَ الكريهة كالأسدِ |
كفاهم فخاراً في الأنام بأنهمْ | لآل رسول الله كالصارم الهندي |
وأنهمُ أهل الولاء لحيدرٍ ؛ | وشيعته ؛ أهلُ المحبة ِ والودّ . |
فقال يعارضها | |
نسيم الصبا كيفَ المنازل من نجد ؛ | كما كنّ عهدي ؛ أم تغيرنَ من بعدي |
ويا عذبات البانِ منْ سفحِ حاجرٍ | هلِ السفحُ معمور الربوع على عهدي |
ويا أثلات الجزع من شعب عامرٍ | لقد زادني ذكراكِ وجداً على وجدي |
منازل روى تربها مثلُ أدمعي | من الغيث منهلّ الحيا صادق الرعدِ ؛ |
قضيتُ بها حقَّ الصبا والزمان لمْ | يقابلْ إراداتي بعكسٍ ولا طردٍ ؛ |
وقومٍ بنعمانٍ الأراك عهدتهمْ | سقوني بها كأساً دهاقاً من الودَّ ؛ |
وكم همتُ فيهمْ والزمان مساعدٌ | وصرفُ القضا يجري الأمور على قصدي ؛ |
بمعسول أطراف الحديثِ كأنما | يدير على أهلِ الغرام جنى الشهدِ ؛ |
من الغيدِ سحار اللحاظِ معطر اللمى جائر الأحكام معتدل القدَّ | جائر الأحكام معتدل القدَّ |
وقد كان طوعي والحوادثُ نومٌ ؛ | فها أنا إن سلمتُ يبخلُ بالردَّ |
وكم ليلة ٍ قد زارني في ظلامها | وددتُ بها أني فرشتُ له خدي ؛ |
إلى أن سعتْ فينا الليالي بفرقة ٍ | وغربنني عنهُ وغيرنهُ بعدي ؛ |
وما زالَ دهري منذ كانَ يريشُ لي | سهاماً من الأحداث تصمي على عمدِ |
ليَ اللهُ كم ألقى الزمانَ بعزمة ٍ | تقصر عنها عزمة الصارمِ الهندي ؛ |
وكم حشدتْ يوماً عليّ جنوده | فما كلَّ عنْ حربٍ لهُ أبداً حدي ؛ |
وكم يلتقيني منْ بنيهِ محارباً ؛ | بأخبثِ من صلًّ وألأم من قردِ |
إلى اللهِ من أبناء دهري أشتكي | مرامي تصمي كلَّ محكمة ِ السردِ ؛ |
وما جهلوا قدري لديهم ورفعتي | وأنّ زماني فيهمُ زمن الوردِ |
وما ضرني أن لا يرون فضائلي | فما خفيتْ إلاّ على أعينٍ رمدِ ؛ |
ومالي ذنبٌ غير أني في العلى | تقدمتُ من قبلي وأتعبتُ من بعدي ؛ |
سلي الدهرَ عني إن شككتِ وعنهمُ | لمنْ قصبات السبق في حلبة المجدِ |
وقائلة ٍ لا عزّ إلاّ مع الغنى | فبالمالِ يستكسي الفتى حللَ الحمدِ ؛ |
فأعمل إلى نيل الغنى كلَّ حيلة ٍ | وشق أديمَ الأرضِ في طلب الرفدِ ؛ |
فقلتُ لها مهلاً فليس بنافعي | دها ثعلٍ والمالُ في غرر الأسدِ ؛ |