صح قولي إن السماع دواء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صح قولي إن السماع دواء | لجميع الأمراض فيه شفاء |
لكن النفع عند أصحاب ذوق | وطباع سليمة لا جفاء |
ينشط المرء من عقال إذا ما | صرخ الناي حيث راق الغناء |
فاستمع يا نديم إن كنت مثلي | مطلق الحال ليس فيه خفاء |
وتنصت للدف والعود لما | يتوالى عليهما الإطراء |
والذي يلتهي بذلك غرّ | ليس يدري ما ذلك الإيحاء |
هو سرّ يبدو من الغيب جهر | لقلوب الرجال فيه انتشاء |
يسكر العقل بالذي منه يبدو | فتفيض العلوم والأنباء |
إن علم الإله يملأ قلبا | فارغا عنه زالت الأشياء |
وهو قلب للعرافين صحيح | صقلته عناية واهتداء |
ملأ الله منه كل البرايا | والبرايا قد عمهنّ الفناء |
عدم كله وربي وجود | هم له العرش فوقه الاستواء |
يتجلى بنا ونحن شهود | باطل نحن كلنا وانمحاء |
لكن لقدرةا القديمة أبدت | لانتقاء لنا وفيها البقاء |
منه طفل ورحمة شملتنا | وعطاء ورأفة واعتناء |
دار كاس السماع منه علينا | فيه للكشف والتجلي احتواء |
فإذا دندن الرباب أجابت | نغمة الدف فاستقر العناء |
وصريخ النايات قد شاكلتها | نقرات للطبل فيها الهناء |
قم تأمل وزد بربك علما | ماله في علومهم إكفاء |
كل علم مما سوى الله جهل | فتنت في الورى به الجهلاء |
غير علم الإله ما هو علم | إنما الظنّ ذاك والادّعاء |
ولهذا ترى التكبر فيمن | علمه الكون وهو شيء هباء |
والذي يعرف الإله تراه | دام فيه تواضع وانحناء |
حاصل الأمر كله ليس غير ال | علم بالله أهله العلماء |
هكذا جاءنا الكتاب وجاءت | سنة المصطفى وتم الوفاء |