رح يا أنا يا فاسد التركيب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رح يا أنا يا فاسد التركيب | يا حائلا بيني وبين حبيبي |
يا غيمة سترت ضياء الشمس عن | عين الشهود وأبعدت تقريبي |
يا ليتني بك لم أكن متسترا | في زي أسود بالسوى غربيب |
أنت الذي أثقلتني ومنعتني | عن أن أفوز من العلا بنصيب |
مع أنك البرق اللموع من الحمى | لكن جمودك معجم تعريبي |
فأنا الكثيف ومن شغفت بحبه | ذاك اللطيف عليك فهو حسبي |
جسم بليت به كليل مظلم | من حكم طبع سائق للهيب نشأت به نفس تكامل جهلها فخلت من التثقيف والتأديب |
فكأنه وكأنها لما أبت | رشدا كنيسة راهب بصليب |
لولا العناية هكذا هي لم تزل | طبق الملام ومقتضى التأنيب |
لكن أنار الله مصباح الهدى | فيها بفتح للغيوب قريب |
وأحالها شمسا تشعشع نورها | بعد الجمود بسرعة التقليب |
والروح من أمر الإله ككوكب | دب الضيا منه بغير دبيب |
روح شريف حكمه متناسق | فينا بأنواع من التهذيب |
وهو الذي يروي لنا خبر الحمى | وتفوح فينا منه نفحة طيب |
فأنا الذي أبدو كلمعة بارق | عن غيب أمر الله بالترتيب |
وأنا الذي قد صرت روحا ظاهرا | في كل هيكل سائل ومجيب |
أبدا أحن إلى حقيقة منشئي | مني بقلب في الكمال منيب |
والأمر أمر الله ليس لغيره | من ذاك شيء يا ذوي التقريب |