فراشتي رأت النور الذي ظهرا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فراشتي رأت النور الذي ظهرا | نور الوجود الحقيقي يخطف البصرا |
وهاجها النفخ في الناي الرخيم وقد | بدا الجمال من الوجه الذي بهرا |
فألقت النفس منها فيه فاحترقت | فلم تغادر لها عينا ولا أثرا |
والناس قد جهلونا في فراشتنا | على اختلاف لهم في حقنا اشتهرا |
فقال بعض هوت للنار تعبدها | والبعض قال عليها وهمها قهرا |
وقال بعض لها عشق يهيج بها | فتحسب النار نورا والهوى غدرا |
وكلهم أخطأوا فيها الصواب ولم | يشعر بها غير حر يعرف القمرا |
يدري التجلي من الغيب الفريد على | من كان للفاعل الحق الحقيق يرى |
هذا ومن عجب أن الفراشة لا | تبقى على حالها لما قضت وطرا |
وكلما سقطت في الأرض محرقة | عادت كما هي داعي سرها جهرا |
حتى تعود إليه وهو يحرقها | وباطل هي وهو الحق قد ظهرا |
نحن الفراش جميعا حول شعلته | نطوف لكن درت عشاقنا الخبرا |
كما أتى في كتاب الله يوم يكون | الناس هم كالفراش البث منه طرا |
وليس يدري الذي لا عشق فيه إلى | وجه المليح ولا كيف الغرام جرى |
في الغيب نور حقيقي يجل فلا | يهواه إلا الذي عمن سواه سرى |
له ظهور بأشكال قد اختلفت | فيعشقون له الأشكال والصورا |
وهو الجميل فلا شيء يشابهه | والقلب يعرف من كل القلوب برى |
يا ناظرون قفوا ما عندكم خبر | حتى تذيبوا الحشى والعقل والفكرا |
فراشكم لا يرى نور المليح ولا | ذاك الجمال الذي عندكم قد استترا |
وإنما جيف الدنيا لكم فتن | وغيركم قلبه غيب الغيوب درى |