أرشيف المقالات

وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} :
بالرغم من تمسحهم بالعقل في الدنيا ونفيهم ما جاءت به الرسل وادعائهم الباطل بأن الشرائع تنافي العقل, وأن الله لم ينزل شيئاً على أحد من الرسل, هاهم في الآخرة يعترفون بذنوبهم وينفون عن أنفسهم العقل الذي تمسحوا به في الدنيا , ويبلغ إدراكهم عين اليقين حين يرون ما وعد المرسلون, وهنا يقولون:  {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} .
اعترفوا بعد فوات الأوان وقد ساد الندم وفاتت كل الفرص وبدأ سعير الانتقام الإلهي من الظالمين والمجرمين والكافرين.
قال تعالى:
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) } [تبارك]
قال السعدي في تفسيره:
{ {وَقَالُوا} } معترفين بعدم أهليتهم للهدى والرشاد: { { لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } }فنفوا عن أنفسهم طرق الهدى، وهي السمع لما أنزل الله، وجاءت به الرسل، والعقل الذي ينفع صاحبه، ويوقفه على حقائق الأشياء، وإيثار الخير، والانزجار عن كل ما عاقبته ذميمة، فلا سمع [لهم] ولا عقل، وهذا بخلاف أهل اليقين والعرفان، وأرباب الصدق والإيمان، فإنهم أيدوا إيمانهم بالأدلة السمعية، فسمعوا ما جاء من عند الله، وجاء به رسول الله، علمًا ومعرفة وعملًا.
والأدلة العقلية: المعرفة للهدى من الضلال، والحسن من القبيح، والخير من الشر، وهم -في الإيمان - بحسب ما من الله عليهم به من الاقتداء بالمعقول والمنقول، فسبحان من يختص بفضله من يشاء، ويمن على من يشاء من عباده، ويخذل من لا يصلح للخير.

{ {فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} } أي: بعدًا لهم وخسارة وشقاء.
فما أشقاهم وأرداهم، حيث فاتهم ثواب الله، وكانوا ملازمين للسعير، التي تستعر في أبدانهم، وتطلع على أفئدتهم!
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

المرئيات-١