قلوب متى منه خلت فنفوس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلوب متى منه خلت فنفوس | لأحرف وسواس اللعين طروس |
وإن ملئت منه ومن نور ذكره | فتلك بدور أشرقت وشموس |
رأيناه محبوبا مليحا مهفهفا | لأنواع خطاب الجمال عروس |
وإن ظهرت نار الحيا فوق خده | له سجدت من عاشقيه مجوس |
وجبريل إن ينفخ بروح مسيحه | تبدت رهابين به وقسوس |
وهمنا به حسنا كما البدر طلعة | وفي يده مما يدير كؤوس |
له مقلة ترمي علينا إذا رنت | سهاما وما للعاشقين تروس وقمنا به يوما ونمنا به دجى وشام حوت منه الرجال وطوس |
وبعنا به وهو الدراهم وهو ما | نبيع وما نشريه وهو فلوس |
وماء شربناه ولحما وخبزة | أكلناه واندارت بذاك ضروس |
ويا طالما ثوبا لبسناه زينة | ودارا سكناه وفيه ندوس |
وعفناه دودا في شراب ومأكل | ونفليه قمل في الثياب وسوس |
وتبغضه أعداؤنا وتحبه | أخلاؤنا إذ ضاحك وعبوس |
ونحذره أمرا مهولا ونرتجي | له أملا تسمو إليه رؤوس |
وذلك من حيث الصفات التي له | فكل ظلالات به وعكوس |
ومن حيث شأن الذات فهو منزه | وفيه انمحاء للسوى وطموس |
فإما تحقق وافهم الأمر أو فدع | وقل لفروع الحادثات شروس |
هو العاشق المسكين يفرح إن دنا | وإن مسه بالضر فهو يؤوس |
له ناقة الأشواق يركبها كما | أثارت قديما للحروب بسوس |
فخذ بكلامي وانتسب لطريقتي | ولا تك من طيشته دروس |
لقد سعدت قوم بحبلي تمسكت | تروض به أحوالها وتسوس |
وقوم رمتهم بالدمار ظنونهم | بنا فعيون لي تلاحظ شوس |
يرون ولا يدرون ما ذلك الذي | خلال ديار الكائنات يجوس |
وهل يدرك الأعمى بغير خياله | وما الجهل إلا شدة وبؤوس |
فلا تعتبرهم إنهم في سلاسل | من الوهم أسرى والعقول حبوس |
وحافظ على الإيمان بالغيب واحتفظ | فإنا قيام حوله وجلوس |
وليس لنا عن مذهب الحب مذهب | وإن بعثرت يوم النشور رموس |