في كل جنس من الأجناس معلوم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في كل جنس من الأجناس معلوم | لابدّ من خادم فيهم ومخدوم |
وثالث هو بالإفساد بينهما | يسعى بعقل من الخيرات معدوم |
وكل طائفة تخشى أفاضلهم | تبدو أراذلهم بالقبح والشوم |
فكم رايت أناسا لا خلاق لهم | وظالما ظاهر في زيّ مظلوم |
وكم بليت بأقوام سواسية | في حكم أمر بعين الحس موهوم |
وكم عرفت بربي مشكلا قصرت | عنه لعقول عقول العرب والروم |
وليس من يأكل الأكوان عذب جنى | كمثل آكلها أشجار زقوم |
كل امرئ عقله ميزان حالته | فليس صوت هزار الدوح كالبوم |
كلامنا الحق لا تخفى فوائده | إلا على منكر للحق محروم |
به نخاطب أهل الاتفاق على | سرّ عظيم من الأسرار مكتوم |
هم المراد به لا غيرهم أبدا | بالقول في كل منطوق ومفهوم |
من العلوم وسلوى الغير أهلهما | في الشكل من عصبة القثاء والثوم |
أبو هريرة حيث الاختلاف رأى | في الحق ما بين ممددوح ومذموم |
لو قال ما عنده من علم خالقه | عن النبي دهاه قطع بلعوم |
ومثله شعر زين العابدين أتى | يا رب جوهر علم قول منظوم |
فتترك القاصرون الخوض في كلمي | هم أهل عقل من الأغيار مكلوم |
ونحن قلنا عن السرّ المصون وعن | نطق الوجود وأمر منه معلوم |
لا عن خيال ولا فكر وشاهده | كنت اللسان له في قرب قيوم |