سلام عظيم من عظيم تفردا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
سلام عظيم من عظيم تفردا | من الله رب العالمين الذي هدى |
إلى الشيخ ذاك المرعشي حبيبنا | ومن نال فضلا حين سمي محمدا |
إليه تحياتي على البعد لم تزل | تصافح محرابا لديه ومسجدا |
وتسبح في بحر من العلم سبحة | له لا غدير حيث كان مؤيدا |
وقد جمع الإنسان في ضمن خلقه | جميع تناويع الوجود الذي بدا |
إلى أبد الآباد من غير غاية | وإن كان في خلق جديد لقد غدا |
وما الموت إلا نقلة وفناؤه | ملابس قرب لم يزل متجددا |
له في ذرى العلم القديم حقيقة | أتى خبرا عنها هنا وهي مبتدا |
وأنزله قد قال ربي بعلمه | ورداه في كل الملابس فارتدى |
محبا له إذ كان كنزا قد اختفى | فأذكره منه وأدنى وأبعدا |
وما هو إلا أمره سر خلقه | يبين ويخفى مطلقا ومقيدا |
ونحن التقادير التي هو عالم | بها وهو عنا في الغيوب توحدا |
فلم ندر منه غير ما نحن فيه من | معان ومحسوس وما خلقنا سدى |
هو الله لا عقل له مدرك ولا | يحيط به علما سواه مؤبدا |
ولكننا بالغيب نؤمن لا بما | لدينا من المعنى الذي طاب موردا |
تبارك رحمانا على عرشه استوى | كما هو يدري والذي قد درى اعتدى |
ونحن له الأفعال يفعلنا متى | أراد فندري فعله اليوم لا غدا |
ونسلم إخلاصا إليه نفوسنا | مطيعين إما للنجاة أو الردى |
ولا حكم فينا للعقول ولا لما | تحدده كل العقول تحددا |
وإيماننا بالمرسلين جميعهم | وبالأنبيا طرا أولي الفضل والندا |
وبالخاتم الماحي الذي ثبتت له | مراتب فضل أرغمت سائر العدا |
محمد الداعي إلى الحق والذي | أتانا بأنوار الشريعة مرشدا |
له ولهم صلى الإله مسلما | مع الآل والأصحاب ما طائر شدا |
وبعد فمن عبد الغني رسالة | إليك أتت تتلو سلاما مرددا |
وتكشف عن سر الغدير لأهله | وعن سبح أهل الله فيه توددا |
وعن كونه بحرا بلا ساحل له | ومن وجد الزاد الكثير تزودا |
فثق بودادي يا ابن ودي فإنني | أحب الإمام المستقيم الموحدا |
ألا إنها الأكوان أجمعها بدت | بخير وشر طبق ما العلم حددا |
وذاك قديم كله وهو حادث | لدينا وعلم الله لن يترددا فإن سلم الإنسان يسلم ولم يجد على القدر المحتوم منه تنكدا |
وإن يعترض كان اعتراضا على الذي | له الخلق والأمر اللذان تأكدا |
وكن حاكيا للأمر والنهي مخلصا | لربك وارفع عن تحكمك اليدا |
ولا تتعرض للتقادير إنها | مراد الذي أشقى قديما وأسعدا |
على مقتضى أسمائه وصفاته | يضل ويهدي من يشاء على المدى |
وما الأمر بالمعروف إلا حكاية | عن الله لا عن نفس من سمع الندا |
كذلك إنكار المناكر كلها | حكاية عبد عن شريعة أحمدا وليس عليه الامتثال وإنما على كل عبد فيه أن يتعبدا |
غديرك يا هذا كمثل غديرنا | به حشرات ليس تحصى تعددا |
نرى جوهرا فيه وطورا نرى حصا | وطورا نرى ماء وروثا وجلمدا |
ولكنها الأقدار أمر محتم | نعيم جنان أو جحيم توقدا |
هم الناس إما صالحا عند ربه | تقدر قدما أو تقدر مفسدا |
فكن آمرا بالخير لا تقصد أمرا | وفي النهي عن شر فدع عنك مقصدا |
كما فعل القرآن والسنة التي | آتت في عموم الناس نرويه مسندا |
وحرر عليك الأمر والنهي تاركا | لغيرك يستوفي وعيدا وموعدا |
وكن رجلا يبغي خويصة نفسه | عسى أن توافي في الجنان مخلدا |
ولا تشتغل بالناس عمن يراك إن | غفلت بأمر عنه لم تر منجدا |
وكن ذاكرا بالفعل ربك دائما | تراقبه في فعله لك سرمدا |
ومني صلاة الله ثم سلامه | على المصطفى المختار من جاء بالهدى |
وآل وصحب ما بدا الفجر مشرقا | وما طائر فوق الأراكه غردا |