عن يمين الحيّ من إضم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عن يمين الحيّ من إضم | سرب غزلان تبيح دمي |
يا لقومي من لواحظهم | أسرت في الحب كلّ كمي |
والوجوه الغرّ طالعة | أوجدوا وجدي من العدم |
واستباحوا يوم جفوتهم | مهجتي شوقا لوصلهم |
واستهانوا بي وقد قهروا | ثم صالوا صول منتقم |
ليت لو جادوا ولو سمحوا | لي ولو بالطيف في الحلم |
أيها العذال في شغفي | لومكم من أخبث الكلم |
لو شهدتم ما أشاهده | من حبيبي ذقتمو ألمي |
لكن الألباب زائغة | لا تعي والطرف عنه عمي |
قرّبوا منامسا معكم | علكم أن تسمعوا حكمي |
واعلموا أني نصحت لكم | لو عقلتم ما يقول فمي |
غير أني في نصيحتكم | ناثر درّا على غنم |
كيف تصغي العاذلون لنا | وهم الأعدا من القدم |
كل مغرور بغير هدى | ربه ناش من الوهم |
عابد من فكره صنما | هائم بالجهل في الصنم |
محض تشبيه عقيدته | في سوى التجسيم لم يهم |
جاهل بالطبع لذته | لذة الثيران والنعم |
وعلى تشبيهه حذر | خائف منا عليه ظمي |
إن نقل تنزيه خالقنا | قال هذا زلة القدم |
وإذا بالفتح فهت له | حلّ مني ساحة التهم |
يا بني قومي ومن ألفوا | نصرتي في كل مزدحم |
ذاكروني في مواجدكم | علّ أن يشفى بكم سقمي |
واسألوا برق الحمى كرما | عن لويلات بذي سلم |
هل له في عود هنّ لنا | إذ له التصريف في الحرم |
ليت أهل المنحنى عطفوا | لي وراعوا حرمة الذمم |
أغمضوا عنا لواحظكم | قد مزجتم دمعتي بدمي |
واعلموا أني شغفت بكم | وأنا من جملة الخدم |
هائم صب كثير جوى | في الهوى لحم على وضم |
كل أحوالي بكم ظهرت | وغرامي غير منكتم |