خذها إليك لها هدى وبيان
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
خذها إليك لها هدى وبيان | منا نصيحة من له عرفان |
مغرى بحب المذعنين يسوقهم | للغيب منه تحقق وعيان |
وبها يد التوحيد قد مدّت لمن | حفظ العهود وعند الإذعان |
إني بحبك يا محمد مغرم | أنت البديري بالكمال مصان |
وعليك من نسج الهداية حلة | وطرازها التوفيق والايقان |
فأبشر كلب سعاد وعناية | وحماية ومن الإله تصان |
أنت الحقيق بأن يقال له انتبه | من رقدة الغفلات با إنسان |
أعني بذلك رقدة الدين التي | من كان راقدها هو اليقظان |
عند العوام وعند من هو غافل | والذكر منه بها هو النسيان |
علم اليقين فإن ذلك بعده | عين اليقين به الأحبة دانوا |
من بعده حق ولليقي | ن حقيقة لظهورها لمعان |
هي وحدة باسم الوجود تحققت | وهي الوجود الحق والوجدان |
تنحل فيها المشكلات جميعها | والسنة الغراء والقرءآن |
وكلام أهل الله في طبقاتهم | وبها يكون من الشكوك أمان |
إنا لوجود لمن تحقق واحد | ليس الزيادة فيه والنقصان |
ذات منزهة عن التركيب لا | شيء يشابهما له الحدثان |
وصفاتها في نفسها هي عينها | وكذاك أسماء لتلك حسان |
والعقل يدرك أن ذلك غيرها | وهي المراتب ما لها نكران |
لا عينها لا غيرها فافطن هنا | ليزول عنك الظن والحسبان |
وهي اعتبارات كثيرات وما | هي غير ذات الحق جل الشان |
والحس والمحسوس قد قاما بها | والعقل والمعقول ياإخوان |
والكل خلق الله أي تصويرهفانظرْ إلى هَذا الوجودِ مجرِّدا عنهُ تقاديراً هي الأكوانُ | مثل المعاني تدرك الأذهانسقط بيت ص |
ومنزها لجماله عن كل ما | يحوي المكان وتجمع الأزمان |
فالكل موجودون منه به له | لولاء كان وجودهم ما كانوا |
والكل معدومون فيه وإنما | هو وحده المتفضل المنان |
وهو الذي هو عين ما هو لم يزل | ما غيرته بخلقها الأعيان |
وكذاك لم تتغير الأعيان من | عدم بها لكن لها لو ذان |
تبدو به وهو الذي يبدو بهاوهُما جميعًا ظاهرانِ فتارة ً خلقٌ يقالُ وتارة ً رحمنُ | كل لكل نسبة وقرانسقط بيت ص |
حق على العرش العظيم قد استوى | وبه محل قائم ومكان |
سبحانه من أن يحل بغيره | أو في مكان أوله إمكان |
هو أول هو أخر هو ظاهر | هو باطن هو واحد ديان |
والكائنات جميعها معدومة | في نوره ولها به ابطان |
وهو الموجود الحق جل جلاله | والإنس قد قاموا به والجان |
في الملك والملكوت عزوجل عن | معنى الشريك وما هي الأوثان |
فالجأ إليه وكن به متمسكاً | وليستو الإسرار والإعلان |
واطرح قيودك في حماه ولذ به | وليكثر التفويض والتكلان |
وبه فقم واقعد به واركع به | واسجد إليه به لك استيقان |
واترك مرادك في قديم مرادهواتركْ بهِ دعوى الوجودِ لَهُ وكُنْ فيهِ بِلا كونٍ يزولُ الرانُ | يمضي الفساد ويذهب الطغيانسقط بيت ص |
واجعل فناءك في هواه هو البقا | إن الفنا هو للبقا ميدان |
واعكف على سنن النبي محاذراً | بدع الزمان يسوقها الشيطان |
فالسنة الغراء منهاج التقى | تمحى به الآثام والعصيان |
واكفف عن الناس الظنون وسوءها | واحذر ففي هذا لك الحرمان |
واترك على العاصين ستر الهمم | وأعلم بأنك كيف دنت تدان |
واكتم سريرتك التي هي قد صفت | لك عن سواك يزينك الكتمان |
وأقم على نصحي وكن متحققا | بمقالتي فقالتي الفرقان |
وأدر لسانك بالصلاة على الذي | غيث الهدى أبدا به هتان |
ولآله ولصحبه من بعده | فليكثر التسليم والرضوان |
وانهض بحب الصالحين وذكرهم | فيما تروم فتذهب الأحزان |
ولك الحوائج تنقضي بسهولة | وإليك يأتي الغفور والغفران |
وبما أتي عبد الغني فخذ ولا | تتبع عداه فإنهم عميان |