هذه الكائنات أم هي حانه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هذه الكائنات أم هي حانه | اسكرتنا كؤوسها الملآنة |
أم هو البرق برق نور التجلي | خاطف كل من رأى لمعانه |
يا نديمي أعد عليّ وكرر | ذكر من غاب في ستور الصيانة |
وجهه البدر لا بل الشمس حسنا | لاعد منا طول المدى إحسانه |
سرّه دبّ في القلوب فهامت | عندما شاهدت بها سريانه |
ويذوب المحب فيه ويفنى | كلما لاح كاشفا أردانه |
واحد في القلوب وهو كثير | في العيون اقتضى هداه الأبان |
عرفته به السعاة إليه | بنفوس في حبه ولهانة |
ثم أفنت به النفوس وقامت | بتجلي صفاته الفنانة |
لا تقل غيره فذا قول من لم | يتحقق في غيره عرفانه |
يختفي تارة ويظهر طورا | كيفما شاء لم يزل ذاك شانه |
يا وحيد الوجود نحن حيارى | فيك فارفق بعصبة حيرانه |
أينما اقبلوا رأوك جهارا | والتقى من شهودهم والأمانة |
أهل صدق بسرّ سرّك قاموا | ولهم صولة به واستعانة |
كلما أشرق الوجود عليهم | فيه غابوا فشاهدوا رحمانه |
حفظوا العهد منه يوم ألستم | واستقاموا لا يعرفون الخيانة |
أمة أمت الفنا وترجت | معه من بقائهم غفرانه |
هم تجليه وانكشاف سناه | عنده يدخلون منه جنانه |
اسموا يوم فتح مكته إذ | كسروا من نفوسهم صلبانه |
ههنا سرّ نشأة كل عبد | ذاق منه لم يستطع كتمانه |
وهو حق به تحقق كوني | لا بسحر من السوى وكهانه |
وهو اضق لنا ونحن شهود | عندنا الشرع لم يزل ترجمانه |
وعلى حضرة النبي نزلنا | منه حتى بنا تلا قرآنه |
حضرة النور هي من حضرة النو | ر ونحن النور الذي قد أبانه |
إنني ظاهر به وخفيّ | وفؤادي محقق هيمانه |
كنت قرآنه ياجمال جمع | وبتفصيل فرقه فرقانه |
ولهذا شهدت جمعا وفرقا | ذاته والصفات فيه ديانه |