أرشيف الشعر العربي

كبرتَ فغيرُك الغِر الغلام صم وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ

كبرتَ فغيرُك الغِر الغلام صم وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ

مدة قراءة القصيدة : 33 دقائق .
كبرتَ فغيرُك الغِر الغلام صم وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ وأمسى ماء وجهك غاض عنه
فماء شؤونك الفيض السُّجام وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ
جنابَك مالها فيه بُغامُ وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي
فما هذا النِّفار ولاسِهام أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي
وأُونسها وفي نبلي الحِمام لياليَ لاتزال لديَّ صرعى
لرشْقي في مقاتلها احتكام ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً
تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ
ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام إلى الله الشَّكاة من اللواتي
مساكنُها الرُّصافة لا الرجام بحيث تجبح الهدي قذما
وهاشم الأكارم لا هشام مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ
لمن لابسْنَه الداءُ العُقام سقامُ عيونهن سقامُ قلبي
وقد يهدي السقام لك السقام أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى
وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى
وأسراري مع الخلل احتلام كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما
فوصْلُ البيضِ أخلاقاً رِمام فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ
فما للبيض والبيضِ التئام بليتُ سوى المشيب غدا جديدا
عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ
وما من نورها إلا النَّغام وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي
فما لثُغورها برقٌ يُشام وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ
لمن أمسى لمفرقه ابتسام كأن محاسني لم تَضْحَ يوما
وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام كأني لمأر اللمحاتِ نحوي
وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام لئن ودعتُ جهلي غير قولي
ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ
وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ
ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا
تغادر كل يومٍ وهو رامُ سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش
فذاك من السماع له إدام عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ
بها يُشفَى الجوى وبها يُهام بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ
وما جرمته بينهما الرِّهام غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ
روائمُ لا يزالُ لها رِزام فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ
وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ
عليه من زواهره فِدامُ كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى
له منها ائتزارٌ واعتمام يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب
وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ
وللأنوارِ فيهنَّ التئام تراهُ إذا تجاوب طائراهُ
تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ
فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى
حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا
ودونَ لِثام من أهوى لِثام وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ
ولكن خانني ذاك الندام كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً
يموتُ به ويحيا المُستهام تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا
كأن لقاءها حولا لِمام تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ
إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي
ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت
له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني
مُدامٌ لا يعادله مُدامُ عزاؤك عن شباب نالَ منه
رمانٌ فيه لينٌ واعتزام فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ
لريب الدهر أوقعد القيام وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ
فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ
كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ
وليلٌ شكلُهُ في اللون حام وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها
وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام فأعوام كأن العام يومٌ
وأيامٌ كأن اليومَ عام كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ
ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ
وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ
بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام يحُلُّ من المكارم والمعالي
بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ
وناحية ٌ إليها مُستنام مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ
كهِمَّتك المدبر والقِوام يروقك أو يروعك لابظلم
كما يتلوَّن السيفُ الحُسام يضاحك تارة ويكون أخرى
بحيث تَهُزُّه قصر وهام فآونة ً لصفحته انبلاجٌ
وآونة ً لشفرته اصطلام أخو قلم صروفُ الدهر منه
ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام كتابتُه مناقفة ُ العوالي
وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ
يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى
وتَخفى حين تبدو والخِدام إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ
على حركاته سكنَ الأنام أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ
بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام أمينٌ في معابيه أمونٌ
سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام تمج الفيء والمعروفَ مجا
وللأقلام حَطْم وانتقام بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ
وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا
ولايخبو لقدحته ضرام وزيرٌ للوزير يرى فيُغني
إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ
وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ
ولا لضريمة ٍ منه اقتحام ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ
ولا في عُروة ٍ منه انفصام متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ
ن نعاه ابن الحسين فلا انشيام يبيت أبو الحسين يرى أموراً
كبرتَ فغيرُك الغِرُّ الغُلامُ وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ
وأمسى ماء وجهك غاض عنه فماء شؤونك الفيض السُّجام
وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ جنابَك مالها فيه بُغامُ
وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي فما هذا النِّفار ولاسِهام
أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي وأُونسها وفي نبلي الحِمام
لياليَ لاتزال لديَّ صرعى لرشْقي في مقاتلها احتكام
ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام
عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام
إلى الله الشَّكاة من اللواتي مساكنُها الرُّصافة لا الرجام
بحيث تجبح الهدي قذما وهاشم الأكارم لا هشام
مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ لمن لابسْنَه الداءُ العُقام
سقامُ عيونهن سقامُ قلبي وقد يهدي السقام لك السقام
أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ
كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى وأسراري مع الخلل احتلام
كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما فوصْلُ البيضِ أخلاقٌ رِمام
فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ فما للبيض والبيضِ التئام
بليتُ سوى المشيب غدا جديدا عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ
وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ وما من نورها إلا النَّغام
وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي فما لثُغورها برقٌ يُشام
وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ لمن أمسى لمفرقه ابتسام
كأن محاسني لم تَضْحَ يوما وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام
كأني لمأر اللمحاتِ نحوي وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام
لئن ودعتُ جهلي غير قولي ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ
لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام
ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام
ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا تغادر كل يومٍ وهو رامُ
سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش فذاك من السماع له إدام
عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ بها يُشفَى الجوى وبها يُهام
بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ وما جرمته بينهما الرِّهام
غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ روائمُ لا يزالُ لها رِزام
فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ
تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ عليه من زواهره فِدامُ
كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى له منها ائتزارٌ واعتمام
يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام
وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ وللأنوارِ فيهنَّ التئام
تراهُ إذا تجاوب طائراهُ تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ
حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام
وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام
ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا ودونَ لِثام من أهوى لِثام
وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ ولكن خانني ذاك الندام
كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً يموتُ به ويحيا المُستهام
تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا كأن لقاءها حولا لِمام
تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام
وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ
وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ
فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني مُدامٌ لا يعادله مُدامُ
عزاؤك عن شباب نالَ منه رمانٌ فيه لينٌ واعتزام
فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ لريب الدهر أوقعد القيام
وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام
إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام
نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ وليلٌ شكلُهُ في اللون حام
وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام
فأعوام كأن العام يومٌ وأيامٌ كأن اليومَ عام
كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام
ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام
سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام
يحُلُّ من المكارم والمعالي بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام
له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ وناحية ٌ إليها مُستنام
مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ كهِمَّتك المدبر والقِوام
يروقك أو يروعك لابظلم كما يتلوَّن السيفُ الحُسام
يضاحك تارة ويكون أخرى بحيث تَهُزُّه قصر وهام
فآونة ً لصفحته انبلاجٌ وآونة ً لشفرته اصطلام
أخو قلم صروفُ الدهر منه ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام
كتابتُه مناقفة ُ العوالي وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام
ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ
به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى وتَخفى حين تبدو والخِدام
إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ على حركاته سكنَ الأنام
أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام
أمينٌ في معابيه أمونٌ سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام
تمج الفيء والمعروفَ مجا وللأقلام حَطْم وانتقام
بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ
يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا ولايخبو لقدحته ضرام
وزيرٌ للوزير يرى فيُغني إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام
له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام
فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ ولا لضريمة ٍ منه اقتحام
ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ ولا في عُروة ٍ منه انفصام
متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ نعاه ابن الحسين فلا انشيام
يبيت أبو الحسين يرى أموراً لها في سُدفة ِ الغيب اكتمام
يراه أبو الحسين وإن تَوارى كبرتَ فغيرُك الغِرُّ الغُلامُ
ص وغير قناعك الجَعْدُ السُّخامُ وأمسى ماء وجهك غاض عنه
فماء شؤونك الفيض السُّجام وأصبحتِ الظباء مُجانباتٍ
جنابَك مالها فيه بُغامُ وقد يأْلفْنَنِي ومعي سهامي
فما هذا النِّفار ولاسِهام أأُوحشها وقد نصلتْ نِبالي
وأُونسها وفي نبلي الحِمام لياليَ لاتزال لديَّ صرعى
لرشْقي في مقاتلها احتكام ألا جاد الحيا تلكم ظِباءً
تزيِّنها المقاصرُ لا الخيام عتُقن فهن من قربٍ مِلاحٌ
ورُقْن فهن من بُعْدِ فِخام إلى الله الشَّكاة من اللواتي
مساكنُها الرُّصافة لا الرجام بحيث تجبح الهدي قذما
وهاشم الأكارم لا هشام مريضاتُ الجفونِ لغير داءٍ
لمن لابسْنَه الداءُ العُقام سقامُ عيونهن سقامُ قلبي
وقد يهدي السقام لك السقام أعاذلتي وحَبْلي قد تداعى
وللحبل اتصالٌ وانجِذامُ كأن مناعمِي حُلمٌ تقضَّى
وأسراري مع الخلل احتلام كُسيتُ البيضَ أخلاقاً رِماما
فوصْلُ البيضِ أخلاقٌ رِمام فلا يتشتتنَّ عليك رأيٌ
فما للبيض والبيضِ التئام بليتُ سوى المشيب غدا جديدا
عليَّ الفدُّ منه والتُّؤامُ وكنتُ كروضة ٍ للعين أضحَتْ
وما من نورها إلا النَّغام وعبَّستِ الحِسانُ إلى مَشيبي
فما لثُغورها برقٌ يُشام وما يُرجَى من البيض ابتسامٌ
لمن أمسى لمفرقه ابتسام كأن محاسني لم تَضْحَ يوما
وفي لحظاتهنَّ لها اقتسام كأني لمأر اللمحاتِ نحوي
وفي اللمحاتِ لثْمٌ والتزام لئن ودعتُ جهلي غير قولي
ألا سُقِيتْ معاهدنا القِدامُ لقد يهتزلي غصنٌ رطيبٌ
وقد يرتجُّ لي دِعْصٌ ركام ويسقيني شفاءَ النَّفسِ ثغرٌ
ويسقيني شِفاء الوجْدِ جام ويُسمعني رقاة الهمِّ شدْوا
تغادر كل يومٍ وهو رامُ سماعٌ إن أردتَ إدامَ عيش
فذاك من السماع له إدام عجيبٌ كالحبيب له هناتٌ
بها يُشفَى الجوى وبها يُهام بأخضر جادَهُ طلٌّ ووبْلٌ
وما جرمته بينهما الرِّهام غوادٍ لاتفرطُ أو سوارٍ
روائمُ لا يزالُ لها رِزام فوردتُه وشُقْرتُه احمرارٌ
وحُمْرتُه وخَضرتُه ادْهِمَامُ تقسَّمَ أمره شجرٌ وروضٌ
عليه من زواهره فِدامُ كساه الغيثُ كِسوتَه فأضحى
له منها ائتزارٌ واعتمام يظلُّ وللرِّياح به اصطخاب
وللعُجْمِ الفصاحِ به اختصام وللقُضبِ اللِّدان به اعتناقٌ
وللأنوارِ فيهنَّ التئام تراهُ إذا تجاوب طائراهُ
تُجاوِبُ عَثْعِثا فيه زُنامُ حَمامٌ الأيكِ يُسعِدُه هَزارٌ
فدى المُكَّاء ذَيْنَكَ والسَّمام وأخلاطٌ من الغَرداتِ شتَّى
حواسرُ أو عليهنَّ الكِمام ألا لا عَيْشَ لي إلا زهيدا
ودونَ لِثام من أهوى لِثام وكم نادمتُ راحَ الروحِ فاهُ
ولكن خانني ذاك الندام كأني لم أبِتْ أُسقى رُضاباً
يموتُ به ويحيا المُستهام تُعلِّلنيه واضحة ُ الثنايا
كأن لقاءها حولا لِمام تنفّس كالشَّمولِ ضُحى شمالٍ
إذا ما فُضَّ عن فمها الخِتام وتسقيكَ الذي يشفي ويُدوي
ففي الأحشاء بردٌ واضطرامُ وقالوا لو أدارَ الراحَ كانت
له عِوَضا وفارقهُ الهُيامُ فقلتُ مُدامُ أفواهِ الغواني
مُدامٌ لا يعادله مُدامُ عزاؤك عن شباب نالَ منه
رمانٌ فيه لينٌ واعتزام فقَبْلكَ قام أقوامٌ قُعودٌ
لريب الدهر أوقعد القيام وما يَنفَكُّ يَلْقَى الكُرْهَ فيهِ
فِئامٌ قد تَقَدَّمَهُ فِئام إذا أدار على بني حامٍ وسامٍ
كؤوسا مُرَّة ً حامٌ وسام نهارٌ شكْلُهُ في اللون سامٌ
وليلٌ شكلُهُ في اللون حام وهذا الدهرُ أطوارٌ تراها
وفيها الشَّهْدُ يُجنى والسِّمام فأعوام كأن العام يومٌ
وأيامٌ كأن اليومَ عام كدأبِ النَّحلِ أرْيٌ أو حُماتٌ
ودأبِ النخلِ شَوْك أو جُرام ولاتَجزَعْ فصرفُ الدَّهْرِ كلْمٌ
وتَعفية ٌ وإن دَمِيَتْ كِلام سيُسليك الشبيبة َ أرْيَحِيٌّ
بجودِ يديْه أورقتِ السِّلام يحُلُّ من المكارم والمعالي
بحيثُ الرأسُ منها والسَّنام له ذِكرٌ إليها مُستراحٌ
وناحية ٌ إليها مُستنام مُدبِّرُ دولة ٍ وقِوامُ مُلْكِ
كهِمَّتك المدبر والقِوام يروقك أو يروعك لابظلم
كما يتلوَّن السيفُ الحُسام يضاحك تارة ويكون أخرى
بحيث تَهُزُّه قصر وهام فآونة ً لصفحته انبلاجٌ
وآونة ً لشفرته اصطلام أخو قلم صروفُ الدهر منه
ففيه العيشُ والموتُ الزُّؤام كتابتُه مناقفة ُ العوالي
وليستْ ما يُرَقِّشه القِلام ضئيلٌ شأنهُ شأنٌ نبيلٌ
يَطُوعُ لأمره الجيشُ اللُّهامُ به تَبْدو الصوارمُ حين تَخفى
وتَخفى حين تبدو والخِدام إذا سكناتُ صاحبه أمَّلتْ
على حركاته سكنَ الأنام أخو ثقة ٍ إذا الأقلام أضحتْ
بني حِمَّان عَمَّهُمُ الزكام أمينٌ في معابيه أمونٌ
سليمُ الأنفِ ليسَ به زُكام تمج الفيء والمعروفَ مجا
وللأقلام حَطْم وانتقام بكفِّ فتًى له نَفْعٌ وضرٌّ
وإنعامٌ يُؤمَّلُ وانتقامُ يُقلِّبهُ برأي لاتجزَّا
ولايخبو لقدحته ضرام وزيرٌ للوزير يرى فيُغني
إذا طرقت مجلِّحة ٌ جُلام له عزمٌ إذا نفذ ارتياءٌ
وإمضاءٌ إذا وقع اعتزام فما لعزيمة ٍ منه انفلالٌ
ولا لضريمة ٍ منه اقتحام ولا في عُقدة ٍ منه انحلالٌ
ولا في عُروة ٍ منه انفصام متى ما انشامَ في غيبٍ صوابٌ
نعاه ابن الحسين فلا انشيام يبيت أبو الحسين يرى أموراً
لها في سُدفة ِ الغيب اكتمام يراه أبو الحسين وإن تَوارى
بعين لا تَكِلُّ ولاتنام ولولا حَمْلهُ الأثقالَأضحت
ظُهورُ معاشرٍ ولها انحطام ولكنْ قدْ تَحمَّلها ضليعٌ
له في الخَطْبِ حَزمٌ واحتزام محمدٌ بنُ أحمد بن يحيى
لأنفِ عدو نعمتِه الرُّغام وغرس الأصبغي كفاكَ غرسا
إذا غُرِسَ الهشيمُ أو الحُطام تخيَّره الوزيرُ وزيرَ صدقٍ
وللوزراء خبطٌ واعتيام فرأفتُه بنا فوق التمنِّي
إذا كثُر التغطرسُ والعُرام ونائلهُ لنا فلنا اقتراعٌ
على نفحاتِه ولنا استهام ولاعاتٍ يصولُ على ضعيفٍ
صِيالَ الفيل هاج به اغتلام نُساسُ ولانُجاس وكم عداءٍ
غدا لمآثم منه النَّدام وقد نُحدَى كما تُحدَى المطايا
وقد نُرعَى كما تُرعى البِهام فتى ضامتْ يداهُ الدهرَ حتى
تعزَّ به المضيمُ فما يُضام يزيدُك كلَّما أغليتَ حمدا
به رِبحا وفيه لك انهضامُ كذا أخلاقُ مُبتاعي المعالي
ترفَّعُ كلما رُفِعَ استيام يجودُ فجودُهُ كرمٌ ودِينٌ
بعضُ الجودِ بذخٌ أو وئام تناهبَ مالهُ شرقٌ وغربٌ
ولمَّا يُعفِه يمنٌ وشام فأصبحَ والثناءُ عليه فرضٌ
على هذا الورى حتْمٌ لِزام جديرا أن يحوزَ الحمدَ عفواً
إذا ماعزَّ من حَمْدٍ مَرام بمالٍ لا يُشدُّ عليه عقْدٌ
وجاهٍ لا يُحَلُّ له حِزام أقامهما لملتمسٍ جَداهُ
كريمٌ للكرامِ به ائتمام تقاسَمَ وجهُهُ ويداه منه
محاسنَ لا يُعفِّيها القتام فأقسامُ المكارمِ في يديْهِ
وللوجهِ الوضاءة ُ والقسامُ فليستْ تُشرقُ الآفاقُ إلا
إذا طلعتْ محاسنه الوِسام رأى الضّلِّيلُ قَصدَ هُداهُ فيه
وأسهبَ في ممادحه العبام مكارمُهُ إذا ذُكرتْ جِبالٌ
وكم قومٍ مكارمُهم رِضام تعوَّدتِ المحامدَ والعطايا
أناملُ منه نائلها انسجام فليس لها عن الحمدِ انفراجٌ
وليس لها على المالِ انضمام لبدْأتِهِ حيا ومتى عَرَضْنا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) .

يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ

يروقك من جدٍ له وفكاهة ٍ

ثنى شوقه والمرء يصحو ويسكَر

سأرحلُ يا أسماءُ عن دار معشرٍ

دَعِ الوقوفَ على الأطلال والدمَنِ