أغرُّ مُخيلاتِ الأماني لَمُوعها
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
أغرُّ مُخيلاتِ الأماني لَمُوعها | وأشقَى نفوس الشائميها طَمُوعُها |
دعتْنا إلى حمد الرجال وذمِّهم | هموعُ سحاباتٍ لهم ودموعُها |
وللدهر فينا قسمة عجرفية | على السخط والمرضاة ِ منَّا وقوعُها |
فهيماء في ضحْل السارب كُرُوعها | وهيماء في بحر الشَّراب كَروعُها |
وسافلة يُزرى عليها سفُولُها | ويافعة ٌ يزرى عليها يُفوعُها |
وفي هذه الدنيا عصائبُ لم تزل | لخطَّة ضيم لا لحقٍّ خُنوعها |
فلا في الهَناتِ المحفِظاتِ إباؤها | ولا في الحقوق الواجبات بخُوعها |
فلا يأمنوا وليحذروا غبَّ أمرهم | فبغيُ الجدود العاليات صُروعُها |
ومن أمنِ نفسٍ أن تخاف ولم يكن | لتأمنَ من مكروهة ٍ لا تروعُها |
سينفر من أمن العواقب آمنٌ | بلا من مُناه ما جناه خَدوعُها |
وللناس أفعالٌ يجازى مِدادُها | وللدهرِ أحوال يكايَلُ صُوعُها |
لعلَّ ذرى ً تهوي وعلَّ أسافلاً | ستعلو وخَفَّاض المباني رَفوعها |
فكم من جدودٍ ذل منها عزيزُها | وكم من جدود عزَّ منها ضروعها |
ألا أبلغا عني العلاء بن صاعد | رسالة ذي نفسٍ قليل هُلوعُها |
فإن تحتجز فاللَّه جمٌّ عطاؤه | وإن تحتجب فالشمس جمٌّ طلوعها |
أبت نفسُكَ المعروفَ حتى تبتَّلت | إلى اليأس نفسٌ واطمأن مَروعها |
ولكنكم لا تُبطنون محبة ً | لنخلتكم ماسحٌ أرضاً صقوعُها |
فقد عزفت عن كل ما كنت أبتغي | لديك فأمسَى كبرياءً خُضوعها |
سأظلفُ من نفسٍ بذلتُ سجودها | وكان حقيقاً أن يُصان ركوعها |
هي النفس أغْنتها عن الدهر كلِّه | قناعتُها إذ لم يفُتْها قنوعها |
عفاء على الدنيا إذا مستحقُّها | بَغاها ومن تُبغَى لديه منوعُها |
جزتكم جَوازي الشَّرِّيا آل مخلدٍ | وأقوتْ من النعمى عليكم ربُوعُها |
ولا انفرجت عنكم من الكره خطَّة ٌ | ولا التأمت إلا عليكم صُدوعُها |
ولا صمدت إلا إليكم مُلمَّة ٌ | ولا كان فيكم يومَ ذاك دُفوعُها |
ليهنيكُمُ أنْ ليس يوجد منكمُ | لَبوسُ ثيابِ المجد لكن خَلوعها |
وأن ركايا الماءِ فيكم جَرُورها | إذا كان في القوم الكرام نَزوعها |
نظرنا فأجدى من عطاياكُم المنى | وأندى على الأكباد منهن جوعُها |
وجدناكُمُ أرضاً كثيراً بذورُها | رِواءً سواقيها قليلاً رُيوعها |
فلا بوركت عينٌ تسيح لسقيها | كما لم تبارك في الزروع زروعها |
جَهدناكُمُ مَرْياً فقال ذوو النُّهى | لقد أشبهت أظلافَ شاة ٍ ضروعها |
ألا لا سقى اللَّه الحيا شجراتِكم | إذا ما سماءُ اللَّه صاب هُمُوعُها |
فما بردت للاَّغبين ظلالُها | ولا عذُبت للسائغين نُبوعُها |
أبتْ شجراتٌ أن تطيب ثمارُها | وقد خَبُثتْ أعراقُها وفروعُها |
نكحتُمْ بلا مهرٍ قوافيَ لستُمُ | بأَكْفائِها فاللائعاتُ تلوعُها |
رويدَكُمُ لا تعجلوا ورويدَها | ستغلو لدى قومٍ سواكم بَضوعُها |
سُتمهَر أبكاري إذا وخَدتْ بها | خَنوف المهاري بالفلا وضبوعها |
وإنِّي إذا ما ضقْتُ ذرعاً ببلدة ٍ | لجَوّاب أقطار البلاد ذَروعها |
وليس القوافي بالقوافي إن اتُّقى | هجوعُكم عن حقِّها وهجوعُها |
وليس بأشباه الأفاعي عرامة ٌ | متى لم يطل بالعيث فيكم وُلوعُها |
وكانت إذا أبدتْ خشوعاً فخيبت | أبى عزُّها أن يستقاد خشوعها |
ومن لم تجد في فضل كفَّيه مرتعاً | ففي عرضه لا في سواه روعُها |
ألا تلكم الغيدُ العَطابِيل أصبحتْ | إلى غيركم أرشاقُها وتلُوعها |
عذارى قوافٍ كالعذارى خريدُها | يقود الفتى نحو الصبا وشَموعُها |
كسوناكُم منها ونحن بغرة ٍ | مدائح لم تُغبَط بربح بُيوعها |
وكم نزعت منا إليكم مطامعٌ | فأضحت وعنكمْ لا إليكم نُزوعها |
لقد ضُلِّلَتْ وَجْناءُ باتت وأصبحت | يُهزُّ إليكم رحلُها وقطوعها |
قضى ربُّها أن لا تحلَّ نسوعُها | يدَ الدهر إذ شُدَّت إليكم نسوعُها |
تسربلتُمُ النعمى فطال عِثاركم | بأذيالها واسودَّ منها نصُوعُها |
وما عَطِرتْ أثوابها إذ علتكُمُ | ولا حسُنَتْ في عين راءٍ دروعها |
ولم تظلموا أن تعقروا في ملابسٍ | مذيَّلة أبواعُكم لا تبوعُها |
على أنكم طُلتُم بحظِّ علائكم | فلجَّ بعيدانٍ لئامٍ منوعها |
بسقُتْم بسُوقَ النخل ظلماً فأبشروا | ستسموبكم عما قليل جذوعُها |
وقُلتُم رجَحنا بالرجال بحقنا | وأيُّ رجال لم تَزِنْكم شسُوعها |
وهل أنتُم إلا مُذيعو مَناسبٍ | تردُّ عليكم ما ادعاه ذيوعُها |
أحلُّكم ورهاء يُرذم أنفُها | فيمخِطُها من شدة الموقِ كُوعُها |
مفكَّكُ أوصالٍ معلَّل فقحة ٍ | عضوضٌ بسُفلاه الأيورَ بَلوعُها |
ضعيف اللُّتيَّا في الدماغ سخيفُها | قويُّ اللُّتيَّا في الحِتارِ لَذوعها |
يلاحظ دنياه فأحلى متاعِها | طَواميرُها في عينه وشَموعها |
وما عَدمْتَ وَجْعاءُ عبدونَ سلحة ً | ولا طَهُرتْ إلا وفحلٌ يقُوعها |
أنُوفَكُم أعني بما قلت آنفاً | بني مخلد حَيَّ الأنوفَ جُدُوعُها |
أفدتُمْ ثراء فاستفدتم عُروبة ً | وقد فضح الأنساب منكم شيوعُها |
وإن بيوت البدو لو تصدقوننا | لأبنية ما ظلَّلتكم نُطوعُها |
ولو أنكم كنتمُ دهاقين سادة | لما راقكم جوعُ العريبِ ونُوْعُهَا |
أبتْ ذكَر حُزوى منُكم واشتياقكم | إليها قلوب ذِكْرُ جُوخَى يضُوعها |
فديتم بني وهب فإنِّي رأيتُهم | أبوْا قذعة ً يحتجُّ فيها قذوعُها |
وأقنعهم من مدهم ما كفاهمُ | وأعلى نفوسِ الراغبين قَنُوعُها |
وما درك الدِّهقانِ في قيل قائلٍ | ألا ذاك خصَّافُ النعال رَقُوعها |
ألا ذاك بنَّاء الحياضِ وَرودُها | ألا ذاك حلاّب اللِّقاح رَضُوعها |
وإن كان في عدنانَ نورُ نبوَّة ٍ | فَروْجٌ لظلماء الضلال صَدُوعها |
ومن حكمها لعنُ الدَّعيِّ وثلْبُه | إذا واصلَ الأرحام عُدَّ قطوعُها |
أرى سَقم الدنيا بصحة حظِّكم | شفى داءها ضرَّارُها ونَفوعُها |
وهذا أبو العباس حيّاً مؤمّلاً | ضروب الرؤوس الطامحاتِ قَموعُها |
فتى من بني العباس كهلٌ جَلالُه | رَكوبٌ لأشراف النِّجاد طلوعُها |
فَروقٌ لأَلباس الأمور فَصُولُها | ضَمومٌ لأَشتاتِ الأمور جَموعُها |
وللَّه والأيام فيه وديعة ٌ | تُداوَى بها البلوى وشيكٌ نجوعُها |
وما برحتْ في كل حال تسُوسها | له شِيَمٌ زهْر المحاسن روعُها |
فصبراً لأيامٍ له ستروْنها | يطولُ عليكم أيها القومُ سُوعُها |
وقد شمتُمُ منه ومن أوليائه | بوارقَ لم يُخلِفْ هناك لَموعُها |
ألا تلك آسادُ الشَّرى وبروزُها | فدتْها خنازير القرى وقُبوعها |
بدوا وحَجرتم ظالمين بني استها | فبتُّمْ وفي الأستاه منكم كُسُوعُها |
وما يستوي في الطير صقرٌ وهامة ٌ | لعمري ولا شحَّاجُها وسَجُوعُها |
جمحتم إلى القصوى من الشرِّ كلِّه | وللدهر فيكم روعة ٌ سيرُوعُها |
وأبطركم أكل الحرام فأمْهِلوا | لكلِّ أكولٍ هَوعة ٌ سيهوعُها |
كأن قد دسعتُم بالخبيث ولم تزل | لكم دَسعات لا يُسقَّى دسوعها |
ستكْسَع منكم دولة ٌ حان بينُها | بدولة ِ صدق قد أظلَّ رجُوعها |
نقوم بها من آل وهبٍ عصابة ٌ | تحنَّت على نصح الملوك ضُلوعُها |
لهم دولة ٌ منصورة ٌ بفعالهم | أبى النصرُ أن تنفضَّ عنها جُموعُها |
تَقَدَّمُهُمْ في كل فضلٍ سيوفُها | ومعروفهم في كل أزْلٍ دروعُها |
هنالك يشفى من صدور غلِيلُها | إذا ما الدواهي طال فيكم شرُوعها |
أرتني سعودي ذلك اليومَ أنه | برود نفوسٍ حُلِّئتْ ونُقوعُها |
ولا رقأتْ إبَّان ذاك دماؤهم | ولا أعين فاضت عليكم دُموعُها |
منحتكموها شُكم نفْسٍ أبيَّة ٍ | قليلٍ عن الطَّاغي الأبيِّ كُيوعُها |
فدونكمُ شوْهاء فوْهاء صاغها | مُشَوَّهُ أقوالٍ وطوراً صَنوعُها |
وما كنتُ قوَّال الخنا غير أنني | قؤول التي تُشْجِي اللئيم سَموعُها |
رؤوم صفاة ٍ أنبتتْ وتفجَّرت | رجومُ صفاة ٍ أصلدتْ وقَروعها |
وإني لمَنَّاح الأنوف تحيَّتِي | فإن جهلتْ حقي فعندي نُشوعُها |
فإن شمختْ من بعد ذاك فإنني | قَذوع لآنافٍ قليلٍ قُذُوعها |
بحدٍّ جرتْ جريَ الرياح فأصبحت | سُطوعُ حياء النيِّرين سُطوعها |
فمن صدَّ من نَفَّاحها وبَرُودها | فعندي له لفَّاحها وسَفُوعها |
وإنِّي لطلاّبُ التي أنا أهلُها | وغيري إذا ولّت قفاها تَبوعُها |
وما أنا في حال العطايا فَروحها | وما أنا في حال البلايا جَزُوعها |
لقد سرَّت الدنيا وضرَّت جُناتَها | فمجَّاجُها للقوم أَرْياً لسَوعُها |
فلا تأس للدنيا ولا تغتبطْ بها | فوهَّابُها سلاَّبها وفَجوعُها |