مجالسة العارف الزاهد تدعو من ست إلى ست
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
مجالسة العارف الزاهد تدعو من ست إلى ستمجالسة العارف الزاهد تدعو من ستٍ إلى ست:
من الشك إلى اليقين.
ومن الرياء إلى الإخلاص.
ومن الغفلة إلى الذكر.
ومن الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة.
ومن الكبر إلى التواضع.
ومن سوء الطوية إلى النصيحة.
الأفضل في أوقات السحر الاشتغال بقراءة القرآن والصلاة والاستغفار.
وفي وقت الأذان إجابة المؤذن والدعاء لأنه وقت إجابة.
وفي وقت الصلوات الخمس الاستعداد لها والجد والاجتهاد والحرص على طرد الأفكار الصادة عن تأمل معاني الآيات والتسبيح والتكبير.
والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه، والمبادرة إلى تأديتها في أول وقتها والخروج إلى الجامع وإن بعد كان أفضل لكثرة الخطى.
والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج إلى المساعدة بالمال أو الجاه أو البدن، الاشتغال بمساعدته وإغاثته.
والأفضل في وقت قراءة القرآن الحرص على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبه به ويعزم على تنفيذ أوامره واجتناب نواهيه.
والأفضل في عشر ذو الحجة الاجتهاد والحرص على الإكثار من الأعمال الصالحة والدعاء والتضرع والإكثار من قراءة القرآن وذكر الله.
والأفضل في الوقوف بعرفة الاجتهاد في الدعاء والتضرع والإكثار من قول: لا إله إلا الله.
والأفضل في العشر الأخير من رمضان لزوم المساجد والخلوة والاعتكاف وتلاوة القرآن.
والإكثار من الباقيات الصالحات، والحرص على إخراج الزكاة في هذا الشهر المبارك وإفطار الصوام.
والأفضل في وقت مرض أخيك المسلم أو موته عيادته، وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلواتك وجمعيتك.
والأفضل في وقت نزول النوازل وأذاة الناس لك أداء واجب الصبر مع خلطتك بهم دون الهرب منهم، فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يؤذونه.
والأفضل خلطتهم في الخير، فهي خيرٌ من اعتزالهم فيه واعتزالهم في الشر أفضل، فإن علم أنه إذا خالطهم أزاله أو قلَّله، فخلطتهم حينئذ أفضل من اعتزالهم.
شعرًا:
إني أرقت وذكر الموت أرقني
وقلت للدمع أسعدني فأسعدني
يا من يموت فلم يحزن لميتته
ومن يموت فما أولاه بالحزن
تبغي النجاة من الأحداث محترسًا
وإنما أنت والعلات في قرن
يا صاحب الروح ذي الأنفاس في البدن
بين النهار وبين الليل مرتهن
لقلما يتخطاك اختلافهما
حتى يفرق بين الروح والبدن
طيب الحياة لمن خفت مؤونته
ولم تطب لذوي الأثقال والمؤن
لم يبقَ ممن مضى إلا توهُّمه
كأن من قد مضى بالأمس لم يكن
وإنما المرء في الدنيا بساعته
سائل بذلك أهل العلم والزمن
ما أوضح الأمر للملقي بعبرته
بين التفكر والتجريب والفطن
ألست يا ذا ترى الدنيا موليةً
فما يغرك فيها من هن وهن
لأعجبن وأنى ينقضي عجبي
الناس في غفلة والموت في سنن
وظاعن من بياض الريط كسوته
مطيب للمنايا غير مدهن
غادرته بعد تشييعيه منجدلًا
في قرب دار وفي بعد عن الوطن
لا يستطيع انتقاصًا في مَحلته
من القبيح ولا يزداد في الحسن
الحمد لله شكرًا ما أرى سكنًا
يلوي ببحبوحة الموتى على سكن
ما بال قوم وقد صحَّت عقولُهم
فيما ادعوا يشترون الغي بالثمن
لتجذبني يد الدنيا بقوتها
إلى المنايا وإن نازعتها رسني
وأي يوم لمن وافى منيته
يوم تبين فيه صورة الغبن
لله دنيا أناس دائبين لها
قد ارتعوا في راض الغي والفتن
كسائمات رواع تبتغي سمنًا
وحتفها لو درت في ذلك السمن
اللهم اسلُك بنا مسلك الصادقين الأبرار، وألحقنا بعبادك المصطفين الأخيار، وآتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.
اللهم أحي قلوبًا أماتها البعد عن بابك، ولا تعذِّبنا بأليم عقابك يا أكرم من سمح بالنوال وجاد بالإفضال.
اللهم أيقِظنا من غفلتنا بلُطفك وإحسانك، وتجاوز عن جرائمنا بعفوك وغفرانك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.