أرشيف المقالات

منظومة العروة الوثيقة للعلامة محمد بن عمر بن مبارك الشهير ببحرق

مدة قراءة المادة : 6 دقائق .
سلسلة إتحاف الأماجد، بنفائس المنظومات والأراجيز والقصائد (35)

منظومة العروة الوثيقة

للعلامة القاضي جمال الدين محمد بن عمر بن مبارك الحضرمي الشافعي
الشهير ببَحْرق

صاحب شرح لامية الأفعال وشرح ملحة الإعراب وغيرها من المؤلفات النافعة
ولد 869 - توفي 930 هـ رحمه الله تعالى
وهي من بحر الوافر

ضبط: محمد بن أحمد بن محمود آل رحاب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
فصل في الوعظ
إلامَ وقد بدت سبل الرشادِ ♦♦♦ ونادى بالرحيل لك المُنادي
تسوِّف بالنهوض مع التمادي
أغَيًّا بعدما وخَط المشيبُ ♦♦♦ وأخلَق ذلك البُرْد القشيبُ
وآذَنَ زادُ عمرِك بالنفادِ
أَعِدَّ الزاد للسفر الطويلِ ♦♦♦ فليس إلى الإقامة من سبيلِ
وما يُغني القدومُ بغير زادِ
 
فصل في الوصية
وخيرَ الزاد تقوى الله أوصى ♦♦♦ بها أدنى بريتِه وأقصى
وعمَّ بحكمها كلَّ العبادِ
فتلك الربحُ والغنْم الجسيمُ ♦♦♦ وتلك الكنز والمُلْك العظيمُ
وتلك سبيلُ أرباب الجهادِ
وهاك إذا أردتَّ الإتصافا[1] ♦♦♦ بها حِكَمًا مُدوَّنةً طِرافا
فأصْغِ لها بفهمٍ وارتيادِ
 
باب الواحد
فأصلح مُضغةً في الجسم تقوى ♦♦♦ على التقوى، ففي الأخبار يُروى
صلاحُ الكلِّ فيها كالفسادِ
وحاذرْ مِن دسائس الامتلاءِ ♦♦♦ فما ملأ ابنُ آدم من وعاءِ
أشرَّ عليه مِن بطنٍ بزادِ
وخُذْ بالعلم معْ حفْظٍ ودرسِ ♦♦♦ وكن متفقهًا في الدين تُمْسِ
على الشيطان أعدى مَن يُعادي
 
باب الاثنين
وبادرْ صحةً لك والفراغا ♦♦♦ فكم غُبِن امرؤٌ فيها فَرَاغا[2]
وأصبح نادمًا عند الحصادِ
وفي الدنيا الدنية إنْ زهدتا ♦♦♦ وفيما عند أهلِيها ظفرتا
مِن المولى ومنهم بالودادِ
ولا تبخلْ بها وتسوء خُلْقا ♦♦♦ فما اجتمعا مع الإيمان حقا
وكنْ سمْحًا بها سلِسَ القِيادِ
 
باب الثلاثة
وصِلْ واسمحْ لمَن أولاك قَطْعا ♦♦♦ تفُزْ بمكارم الأخلاق جَمْعا
وثالثها اعْفُ عن ظلْم الْمُبادي
وإن حدَّثت فاصدقْ، أو وعدتا ♦♦♦ فلا تُخلفْ به، وإذا ائتمنتا
فصُن حفظَ الأمانة بافتقادِ
وعاصِ المهلكاتِ أيِ اتِّباعا ♦♦♦ هوًى والعُجْبَ والشحَّ المُطاعا
لتنجوَ بالفلاح وبالرشادِ
 
باب الأربعة
وكنْ بكتابِ عُمْرٍ ثم رزقِ ♦♦♦ وسعْيٍ والذي يُدني ويُشقِي
عليمًا مُوقنًا بالإعتقاد[3]
ولِلخلفاء فاعتقدنَّ فضلا ♦♦♦ وترتيبًا وعُمَّ الصحب كُلَّا
بحبٍّ واحترامٍ في اقتصادِ
ووِرْدَ الباقيات الصالحاتِ ♦♦♦ فرِدْ والهَجْ بهنَّ إلى المماتِ
ترى الريَّ الهنيءَ وأنتَ صَادي
 
باب الخمسة
وخمْسَ قواعدِ الإسلام فاعلمْ ♦♦♦ بها واعملْ وكمِّلْها لتَسْلَمْ
من النقصانِ، وارْقَ للازديادِ
وزِدْ في خمسِ أوقاتِ الصلاةِ ♦♦♦ مُحافظةً لتظفرَ بالصِّلاتِ
إذا انفصَمت عُرى أهلِ البِعَادِ
وأعدِدْ يوم تُسأل عن شبابِ ♦♦♦ وعن عُمْرٍ وعلمٍ واكتسابِ
وإنفاقٍ جوابًا للسدادِ
 
باب الستة
وقل: آمنتُ بالستِّ الأصولِ ♦♦♦ إلهي والملائكِ والرسولِ
وكُتْبٍ والقضاءِ وبالمَعادِ
وشمِّتْ عاطسًا وانصحْ وسلِّمْ ♦♦♦ وعُدْ واتْبَعْ جنازةَ كلِّ مسلمْ
تقُمْ بالحق واستجبِ المُنادِي
وآت الحقَّ ذا القُربى وأصْلا ♦♦♦ وجيرانًا ومملوكًا وأهلا
وأصحابًا ببِشْرٍ وانقيادِ
 
باب السبعة
وكُنْ ممن يُظلهمُ الإلهُ ♦♦♦ بظِلٍّ يومَ لا ظلٌّ سِواهُ
وقد حَمِيَ الوَطيس بالاشتدادِ
إمامٌ عادلٌ وفتًى عفيفُ ♦♦♦ ومُخْفٍ للتصدُّقِ والأَلُوفُ
لأرجاءِ المساجدِ ذو اعْتيادِ
ومَن في الله والَى مَن يُوالِي ♦♦♦ وصَدَّ إذا دَعَت ذاتُ الجمَالِ
وباكٍ للمخافةِ في انفرادِ
 
باب الثمانية
وأبوابُ الجِنانِ إذا اخْتتمتا ♦♦♦ بتوحيدٍ طهارَتَك افتتحتا
وتُغْلَق عنك أبوابُ النَّكَادِ
وأَشْهِدْ في الصباح وفي المساءِ ♦♦♦ على تنزيهِ ربٍّ ذي العَلاء[4]
ثمانيةَ الملائكةِ الشِّدادِ
وأهلَ الكهفِ فادَّكرِ اعْتبارا ♦♦♦ بهم وبثامنٍ حازَ افتخارا
بصحبته لأهل الإنْجراد[5]
 
باب التسعة
وخَفْ تسعًا تكونُ جزاءَ تسْعِ ♦♦♦ كمَوتِ فُجاءةٍ لزِنًى، ومنْعِ
زكاةٍ منْعِ قَطْرٍ في البَوادي
ومِن قَحْطٍ لتطفيفٍ وظُلْمِ ♦♦♦ وعُدوانٍ يعُمُّ لجَورِ حُكْمِ
ونقْضِ العهْد تسليطِ الأعَادي
وتركِ الأمرِ والنهْيِ اختلالِ ♦♦♦ لمُلْكٍ والقطيعةِ جعْلِ مالِ
مع الأشرار لا أهلِ الأيادي
 
باب العشرة
وزكِّ القلبَ عن عشْرٍ صفاتِ ♦♦♦ مُفصَّلةٍ بـ (رُبْعِ المُهلكات)
بتأليف الإمام المُسْتجادِ[6]
وبالمحمودةِ العَشْر اللواتي ♦♦♦ حواها منْه (ربع المُنْجياتِ)
تَحَلَّ مُشَمِّرًا ساقَ اجتهادِ
هنالك ترْتقي كم مِن مَقامِ ♦♦♦ بأحوالٍ سَنياتٍ جِسامِ
مِن التقوى وتحظى بالمُرادِ
 
فصل في الإهداء
فخُذ غَرَّاءَ مُحْكمةَ القَوافي ♦♦♦ هديةَ واصفٍ لا ذي اتِّصافِ
ولكنْ يَرتجي فَضْلَ الجَوَادِ
حوت حِكَمًا وأحْكامًا وعِلْما ♦♦♦ وموعظةً وآدابًا ونَظْما
تروقُ السَّمْعَ مِن حضَرٍ وبَادي
يؤمِّل مِن ذوي الشيمِ الكرامِ ♦♦♦ قَبولاً باحتشامٍ واحترامِ
وصفْحًا عن مُناقشة النُّقَادِ
 
فصل في الدعاء
فيا مَن مَنَّ بالصفح الجميلِ ♦♦♦ أدِمْ كرمًا وسامِحْ بالقَبول
لأعمالٍ روائحَ أو غَوادِي
إلهي إغفر[7] الذنبَ العظيما ♦♦♦ بفضلك واهدنا السَّنَن القويما
ولا تُشْمِتْ بنا يومَ التَّنادِي
وأصلِحْ ذاتَ بينِ المسلمينا ♦♦♦ وصَيِّر قُطْرَنا بلدًا أمينا
وعُمَّ الأمنَ في كلِّ البلادِ
 
فصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وصلِّ على الرسول بغير لبْسِ ♦♦♦ إلى الثقلينِ من جِنٍّ وإنسِ
صلاةً لا تَؤولُ إلى نَفَادِ
أجَلِّ الرُّسْل منزلةً وقَدْرا ♦♦♦ ورحمةِ ربنا دنيا وأُخْرى
لكلِّ العالمينَ بلا عنادِ
وكلِّ الآل والصحْب الكرامِ ♦♦♦ فشَرِّفْ بالتحية والسلامِ
وكلٌّ مهتدٍ منهم وهَادِي
 
 

 

[1] بالهمز لأجل الوزن.

[2] من الروغان.

[3] بالهمز لأجل الوزن.

[4] في الأصل: "ربِّ الإستواء" بالهمز لأجل الوزن.

[5] بالهمز لأجل الوزن.

[6] يقصد ربع المهلكات بكتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي ت 505 هـ.

[7] بالهمز لأجل الوزن.
ولو قال: "فاغفر" لكان أحسن وتخلص من الضرورة.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١