أنا صبٌّ مُستهامُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أنا صبٌّ مُستهامُ | ممن هَوى من لا يُرامُ |
شادِنٌ من نشرِه المس | كُ ومِن فيه المُدام |
وله نثرٌ من الدُرْ | رِ مليحٌ ونِظامُ |
فالنظامُ المضْحك الوا | ضحُ والنثرُ الكلام |
قاتلٌ بالصدّ محي | إن بدا منهُ ابتسام |
فاتنُ الطُّرَّة ِ والغُرْ | رة ِ مافيه ملامُ |
يلتقي في وجهه ضِدْ | دانِ نورٌ وظلامُ |
فهْو بالليل نهارٌ | فوقه ليلٌ رُكامُ |
حار في خدَّيهِ ماءٌ | مازجَ الماءَ ضِرامُ |
فمن الماءِ اطَّراد | ومن النار اضْطرام |
أورثتْ قلبي سقاماً | نظرة فيها سقامُ |
من ضعيفِ الركنِ لكنْ | لحظُ عينيهِ سهامُ |
واهنُ البطشِ ولكن | ليس بي منه انتقام |
من يكن من أمة ِ الحس | نِ فمن أهوى إمامُ |
أو يكنْ للحسن خَلفاً | فهْو للحسن أَمامُ |
هو بالدَّل فتاة ٌ | وهو بالزي غلام |
فله في مهج العشْ | اق حكمٌ واحتكامُ |
بي من حُبّيه بلوى | ما يوازيه اكتتامُ |
بي مايعجز عن أَد | ناه رضوى وشَمامُ |
ولقد قام بذاك الثّق | ل جِلدٌ وعظامُ |
أيها الذاهلُ عني | نمتَ عمَّن لا ينامُ |
سيدي كم يَسعد الوا | شي ويشقى المستهامُ |
طال بي صدُّك والصدْ | دُ على الضبّ غرامُ |
أبدا تُضحي وألحا | ظك من وجهي صيامُ |
والرضابُ العذبُ من في | ك على فيّ حرامُ |
أعلَى عينكِ عينٌ | أم على فيك ختامُ |
سيدي إن لم يكن من | ك عناقٌ ولثامُ |
فلحاظٌ كوميض البر | قِ في الأفق يُشامُ |
فإن استكثرتَ أو عا | قك عن ذاك احتشامُ |
فكتابٌ أو رسولٌ | معه منك سلامُ |
ذاك حسبي منك إن أعْ | يا لقاءٌ أو لمامُ |
هبك لاتهوي ألا | تُرعَى لمن يهوى ذِمامُ |
أنا شاكيك إلى مَنْ | هو للعدْل قَوامُ |
وإلى مَن يُذْعَر العا | رمُ منه والعُرام |
وإلى مَن منه يُخشى | وإليه يُستنامُ |
وإلى مَن يؤُثر لحقْ | قَ إذا اشتدَّ الخصامُ |
صاحب الحسبة ِ والعز | زِ الذي لا يُستضامُ |
حسْبة ٌ أدرك فيها | طعمَ السوء الفِطام |
فتناهَى طاعموها | وعلى القوم كِعام |
حسبة ٌ ليس عليها | لذوي الغش مُقام |
فاتَ أهلَ الحطْم ذا | ك الحطمُ فيها والحُطامُ |
فعلى التّنين منها | وعلى الليْث لجامُ |
كلما راموا فساداً | عَزَّهم ذاك المرامُ |
عاقَهم عن ذاك من في | ه على الحق اعتزامُ |
سيّد من آل عبا | س ذَوي المجد همامُ |
مَعشرٌ مازال منهم | من له العز اللُّهام |
فجميع الناس أقدا | مٌ وهم للناس هامُ |
يا أبا العباس لا فا | رقَ نعماك التمامُ |
والتقى عندّك شُكْرٌ | ومزيدٌ ودوامُ |
أنتَ للدنيا إذا جا | رت خِطامِ وزمامُ |
أنتَ يقظانٌ لهذا ال | خَلْق والخَلْقُ نيامُ |
فهُمُ بالحمد والشك | ر قُعودٌ وقيامُ |
حَسَمَ الإدغالَ عزمٌ من | ك صَمْصامُ حُسام |
وأعانَتْك على ذا | لك أعراقٌ كرامُ |
فيك للباطل تشتي | تٌ وللحقّ انتظامُ |
فيك للأموالِ تب | ذير وللحمد اغتنامُ |
بَطنُ يُمناكَ لنا زم | زمٌ يغشاها الحِيامِ |
وقِراها الركن أضحى | يتهاداه اسْتلاَمُ |
فهْيَ ما أزْبد بحرٌ | لأعاليه التِطامُ |
بين تقبيل وعُرْف | أوْرَقَتْ منه السّلامُ |
جعلتْك الفذَّ في النا | س أياديك التؤامُ |
فيك للخيرِ شهي | دان وِسامٌ وقَسام |
ولقد قيل قديماً | شيمة ُ الخير الوسَامُ |
كلُّ حسناءَ لها ذا | م وما إنْ فيك ذامُ |
أنت مصباحٌ وغيثٌ | بهما يحيا الأنامُ |
لك آراءٌ ووجْهٌ | هُنَّ أنوارٌ عِظامُ |
وبنانٌ مستهلٌّ | جودُه سَحٌّ سِجام |
فبأنوارك نُضْحَى | وبسقياك نُغامُ |
جمع الصحو لنا وال | قَطْر إذ قلَّ الرّهامُ |
وجهُك الساطعُ نُوراً | وعطاياك الجِسام |
كلُّ أيامِك يومٌ | فيه شَمْسٌ وغَمامُ |
فبإشراقك فينا | يَنجلي عنا القَتام |
وبجدْواك علينا | تلقَح الأرضُ العقامُ |
فالْبِس العيدِ سعيداً | وأعاديك رِغام |
أَلفَ عام كل ما أد | بر عامٌ كرّ عام |
وتخطَّاك إلى حسْ | سادٍ نُعماك الحِمام |
نسك اللَّهُ بهم عنْ | ك وإن قيل طغام |
ما زكتْ منهم دماءٌ | لا ولا طابتْ لحامُ |
غيرَ أن قد قيل أولى | من فَدى الناسَ اللئامَ |
فيهمُ للسيف والنا | ر وإن خَسُّوا طعامُ |
ولتُمتَّع بأبي إس | حاق ما غنَّى الحمام |
كوكب الصبح هلال الأفُ | ق والأُفْق الشآم |
أو ترى منه فِئاماً | بعدَهم منك فئام |
لك باللَّه اتصال | وانتصار واعتصام |
فيكفّيك من الل | ه إذا خِيف ارتطام |
بل إذا خيف اجتياح | وإذا خيف اصطلام |
عُروة ٌ ما تقواها | آخرَ الدهر انفصامُ |
ليس في حكمك إح | جامٌ ولا فيه اقتحامُ |
لا ولا تغرس غرساً | يجتنَى منه نِدامُ |
كن بهذا الوصف ما اخ | ضرَّ بشَام وثُمام |