نفَّرتْ هِيفَك الليالي وغيدَكْ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
نفَّرتْ هِيفَك الليالي وغيدَكْ | بمشيبٍ كفى النُّهى تفْنِيدَكْ |
أيها الشيْبُ قد ذَعَرتَ ظباء | سَمِعَتْ في دُونها تهديدَكْ |
عجبي من نِفارهنَّ ولم تُهْ | د إليهنَّ بل إليَّ وعيدَكْ |
ولقد كنتَ من أمانيَّ مُذ كنْ | تُ وإن كان مذهبي أن أكيدَكْ |
يا عجيباً من كل وجهٍ ألا تَع | جب من ذي حجاً تمنَّى زهيدَك |
أنت شر المجدَّدات على الح | يِّ ولا بأس باكتسابي جديدك |
ولمَا قلتُ ذاك مُلْتَذَّ مكرو | هك جهلاً ومُسْتَهيناً شديدَكْ |
أنت عندي العَدُوُّ أكره إقدا | مك لكن أرى ردى ً تعْريدك |
ما أرى من مُشَرَّدٍ غير خصيمك | وإلا مُبِيدَهُ ومُبيدَكْ |
أنتَ والموتُ غائبان لذي الصَّبْ | وة تلقى حياضه أو مُذيدَكْ |
فابقَ لي صاحبي على رغم أنفي | حُبِّيَ العْيشَ حاكمٌ أن أُريدَكْ |
قد أبى الله أن تكونَ فقيدي | وأبى الله أن أكون فقيدَكْ |
أولا يعشق الحياة من اسْتَوْ | طأ يا قاسمَ الندى تمهيدَك |
قسماً يا أبا الحسين بالا | ئك ما دمتَ للعُلا تشييدَكْ |
وقديماً وطَّدتها قبل تجري | مك عَشْراً فما اشتكت توطيدكْ |
لا يغيظنَّ معشراً حسدوني | أنْ توالت إجادتي تمجيدَكْ |
ولقد قلت للشباب الذي با | ن قليلٌ من قاسم أن يعيدَكْ |
يا شبابي أبو الحسين زعيمٌ | ونداه بأنْ تُميد مُميدَكْ |
ولقد قلتُ للحمام وقد غرَّ | دَ في أيكه يُضاهي نشيدَكْ |
أيُّها الطائر المغرِّد في الأيْ | ك قصيدي يبذُّ حسناً قصيدَكْ |
إنه في أبي الحسين وما أحْ | سب إلا بمدحه تغريدكْ |
ولو استيقَنَتْ بذلك نفسي | لم أدع ما حِييتُ أن أستعيدكْ |
ولما شدتُ منك غيرَ مُشِيدٍ | إنَّ ما قلتُ قد يُناغي مشيدكْ |
قلتُ قولي له وقال كما قل | ت وفي الحق أن تُشيد مشيدَكْ |
وبتسديدك استفدتُ سدادي | ولَحَسبي بأن أكون سديدكْ |
لا تُصيخَنَّ نحو شعري ونحوي | أنت جوَّدْتَ فاستمع تجويدَكْ |
أنت أبَّدْتَ في المعاني فأبَّدنا | الأماديح نقتفي تأْبيدَكْ |
لم يُقلدكَ شاعرٌ جوهرَ الفْخْ | رِ ولا صاغ مادحوك فريدَكْ |
بل رُواءٌ ومَخْبرٌ وفِعَالٌ | عقدتْ دون غيرها تسويدَكْ |
فاعتَدِدْ للثلاث بالصُّنْع فيه | واحمدِ اللَّهِ واصلاً تحميدَكْ |
أنتَ زنتَ القلائدَ الزُّهْرَ قِدْماً | ضعفَ ما زانتِ القلائدُ جيدَكْ |
كم مُهينٍ غدا عليك بظلمٍ | حين لا يظلم العزيزُ وليدَكْ |
أنت أبدْعتَ من طريف المعاني | ما تَحلَّى به فجازَ تليدَكْ |
فهْو من كلِّ جانبٍ مستفيدٌ | منك خيراً به وليس مُفيدَكْ |
وَلَمَا تلك ضَعْفَة ٌ أنطق الل | ه قديماً بغير تلك شَهيدَكْ |
لكن الجودُ سَنَّ في كل يومٍ | لك عيداً فأنت تعتادُ عيدَكْ |
تسمع الشعر مُعْمِلاً فيه تهوِي | نك صَفْحاً وفي الندى تشديدَكْ |
مُصغياً عن معايبٍ فيه شتى ً | حقُّها أن تُدِرَّ غيظاً وريدَكْ |
وإذا قام قائلُ الشعر أرسَلْ | تَ إليه مع اللُّهى تَسديدَكْ |
حائداً عن سبيلِ كلِّ لئيم | شكر الله عند ذاك مَحيدَكْ |
لم تُخَيِّبْ ولم تؤِنِّبْ ولم تحْ | رمْ نصيباً من انْتِباهِ بليدَكْ |
قلتُ للدهر حين أعتبني في | ك لحا الله بعدها مُستزيدَكْ |
وحقيقٌ من اصطفاك على الأش | ياء أن لا تَسُوء فيه عَقِيدَكْ |
أرضِ فيه الندى وزِدْه فإن تا | بع قولاً حسبي فتابعْ مزيدَكْ |
قد بعثتَ المبشِّرات بريداً | بغناه فلا تُكذِّبْ بريدَكْ |
هَبْ لعبدٍ غدا سعيدك بالحرْ | مة مَغْداه لليسار سعيدَكْ |
لدَّدتني شدائدٌ فأجِرْني | لا أطالتْ شدائدٌ تلديدَكْ |
أي مَغْنى ً سواك بعدك يُؤْوِي | نِي والناس يطردونَ طريدَكْ |
ومتى ما رأيتَ وجهاً من الرأْ | ي رأى كلُّ سَيِّدٍ تقليدَكْ |
واعتددْني قُبِلْتُ هل مُستجيدٍ | بدلاً منك من غدا مُسْتَجِيدَكْ |
أنت زَهَّدْتَ فيَّ الكرامَ فلا أعْ | دمنا الله فيهِمُ تزهيدَكْ |
ما نَذُمُّ امرءاً حميداً ولكن | هل حميدٌ وقد بلونا حميدَكْ |
هاكها من جلائب الفِكَر السَّف | رِ اللواتي زوَّتْهَا تزويدَكْ |
واخْلع العَشْر والبس الدَّهْرَ واستَقْ | بِلْ صحيحاً في غِبطة ٍ تَعْييدَكْ |
جاعلاً للتَّواضُعِ الحرِّ تصْوِي | بك طوْراً وللعُلا تصعيدَكْ |
وادَّرِعني إلى الإمام مقالاً | فيه لي خُطْبة ٌ تَكِيدُ مَكيدَكْ |
أيها السيدُ الجليل أطال الْ | لَهُ في طُولِ مُدَّة ٍ تأييدَكْ |
يا إمام الهُداة في كل أرض | جمل الله من عَصاك حصيدك |
وَلَّدَ الغيْث بعد قَحْطِ ندى ك | فَيْكَ لا يَعْدَمِ الحيا توليدَكْ |
ولقد رام أن يكون نديداً | فأبى الله أن يكون نديدَكْ |
خَدَّ في الأرض حين خدَّدْتَ في الها | م بِبِيض صوارمٍ تَخْديدَكْ |
قسماً ما رجا العَدوُّ هُويْنا | ك ولا خاف آمِلٌ تنكيدَكَ |
لا ولا سُمْتَ مجتديكَ إذا جدتُ | عليه بنائلٍ تَصْرِيدَكْ |
كم رأى الله منك عَرْفاً وعُرْفاً | لا يرى شُكْرَ بعضه تخليدَكْ |
فبْقَ لا فلَّ جدَّكَ اللَّهُ عن حدٍّ | ولا فَضَّ عن عديدٍ عديدَكْ |
قَيِّمَ المُلْك يمنح الشمل تألي | فَك للمال واللُّهى تبديدَكْ |
وتُلَقِّي الطريدَ يَعْروكَ إيوا | ءكَ إياه والعِدا تطْريدَك |
مُعْمِلاً في الورى لُجَيْنَكَ بل عَيْ | نك ما أحسَنوا وطوراً حديدَكْ |
تستميحُ البدوُر منك ولا يب | لغ مجهودُ واصفٍ تحديدَكْ |
ويميناً لقد تَقَبَّلْتَ مَهْدِيّ | كَ في أمْرِ قاسمٍ ورشيدَكْ |
إن تُوَحِّدْهُ في الصَّنِيعة والصُّنْ | عِ فقد راح مخلصاً توحيدَكْ |
سُدْتَ أنتَ الملوكَ حزْماً وعزْماً | ومُلوكيَّة ً وسادَ عبيدَكْ |
فإذا استغْلَقَتْ أُمُورُكَ فاجعل | ه لمغلاق بابها إقْليدَكْ |
وأباهُ الذي اقتدى بكَرَاهُ | وبتَسْهيد عيْنه تسْهيدَكْ |
جرَّدَ الرأْيَ قبل تجريدك السَّيْ | فَ فأعفى تجريدُهُ تجريدَكْ |
وحَقيقٌ بأن تُنَقَّلَ تَقري | بَك شُكْماً وضدَّه تبعيدَكْ |
قلتُ للمنزل الذي أنت مولا | ه لقد عظَّم الإلهُ صعيدَكْ |
حلَّ فيك الذكاءُ شخْصاً وأضحى | كلّ لؤْمٍ طريدَه وشريدَكْ |
لا أصاب الرَّدَى جوادَك يا ربْ | عُ ولا فاجَأ الحمامُ نجيدَكْ |
فابْقَ والشُّمَّخُ الرواسي على المسْ | نَد تُنْسيكَ ثم تُنْسىء بيدَك |
قسماً أيها المَحلُّ لقد شا | كل تَنْضيدُهُ العُلا تنضيدَكْ |
وأفاعيلُه تماثيلَك الزْه | رَ وتمريدُ عزِّه تمريدَك |
لا تزلْ والوفود تَعْفر أفنا | ءك ما عشتَ والأسودُ وصيدَكْ |
حولك الصِّيدُ من رجالك كالجن | ان والهاشميُّيفرع صيدَكْ |
مُستَقلُّ العماد مُعْتَضدٌ بال | له أضحى عَضيدَنا وعضيدَكْ |
فمتى كان مَغْرَمٌ ومُقامٌ | كان من بين أهله صنْديدَك |
ومتى كان مأثمٌ أو ملامٌ | كان من خوف ذا وذاك عيدك |
قاسم الخيرأمْض أمرَكَ في أمْ | ري فما جرَّبَ الندى تبليدَكْ |
وأَقدْني من الليالي مُثيباً | عن إمامٍ ولاَّكَها ليَقيدَكْ |
أنا من كلِ ناصرٍ غير نُعْما | ك وحيدٌ فلا تُضَيِّعْ وحيدَكْ |
أنت وكَّدْتَ حرمتي بك فانْفِ | أن تَرى الغدْرَ ناقضاً توكيدَكْ |
واغتفرْ لي تَوَرُّديك اغتفاراً | من رأى حُسْنَه رأى توريدَكْ |
أنت عَوَّدَتني التَّسَحُّبَ بالحلْ | م فلا تَمْنَعنَّني تَعْويدَكْ |