تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
مدة
قراءة القصيدة :
10 دقائق
.
تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ | فإنك من ذوي الأيدي الطوال |
وكلٌّ يدٍ أطالَ الحظُّ منها | بلا طَوْلٍ مُقَصِّرَة ُ المنالِ |
وما يبقَى على الحدثانِ شيءٌ | سوى شرفٍ من الأفعالِ عالي |
هي الدنيا تزولُ بساكنيها | فأفضلها البعيدُ من الزوالِ |
وقد مُكّنْتَ من دَرَجٍ وِثاقٍ | فلا تَجْبُنْ من الرُّتَب العوالي |
واعدِدْ سحنة ً للحظّ ليستْ | لعمروٍ إنه مني ببالِ |
فإن الحظَّ لاشركاءَ فيه | وليس بمؤنسٍ حظٌّ مخالي |
لَكا لمرعَى الخصيبِ بلا سَوامٍ | أو البلدِ الرحيبِ بلا حِلالِ |
فلا تأنس أبا حسنٍ بحظّ | ومَعمرُهُ من الأخيارِ خالي |
ألا يومَاً إلى مثلي مُذالاً | بكم في حَشْوة السَّقَطِ المذالِ |
وقد حظيَتْ بحظكُمُ رزايا | يُطأطىء ُ ذكرُها صيدُ القَذالِ |
كعمروٍ أو كأندادٍ لعمروٍ | ألا يا قومُ للكفر الجُلال |
أتُشحنُ روضة ٌ عَرُضَت وطالتْ | بأشباهِ النعامِ أو الرّئالِ |
دعوتُك خاضعاً من تحتِ تحتٍ | فلا تشمخْ فتُدعَى من مُعالِ |
وينصرني عليك الناسُ نصراً | يطولُ به على الطاغي دلالي |
وقبلَكَ مانُصرتُ على ظلومٍ | وما أعملتُ أطرافَ الإلالِ |
ولكني أَويتُ من اعتصامي | إلى عَيْطاءَ شاهقة ِ القِلالِ |
وتلك أعزُّ لي منْ كل رمحٍ | وصَمصام إذا دُعِيتْ نَزالِ |
وكم عزَّ الذليل بلا قتالٍ | وكم ذلَّ العزيزُ مع القتالِ |
حلفتُ برأي سيدِنا المُصَفَّى | إذا فالاه غامضة ً مُفالي |
ونقصي بعد رُجْحاني لديه | وقد يئسَ الموازنُ من عَدالي |
لقد أوقعتَ من أمرين أمراً | أتى منه فسادي أو خبالي |
فإما أنْ تكون ثللتَ عرشي | وإمَّا أن تكون أهَلْتَ جالي |
أتلتمسُ الشفاءَ لديك حالي | فتُمنَى منك بالداء العُضال |
مِطالٌ منك قد أضنى اصطباري | وظلمٌ منك قد أفنى احتيالي |
وكان مطالُ مدحي بالمساعي | هداك الله أحسن من مطالي |
فماطِلْني الجزاءَ تؤُلْ بمدحي | من الأمدِ البعيدِ إلى مآل |
حلفتُ لقد حكمتَ بغيرِ عدلٍ | أمنتَ وأنت تشغلني اشتغالي |
لحيتَ ليَ الزمانَ وأنت عُطلٌ | وضافرت الزمان وأنت والي |
وكيف ولِمْ أمنتَ عليك عتبي | وسَيْلي بالأوابد وانثيالي |
أكنتَ ظننت سهوي عن حقوقي | أم استيقنتَ جبني وانخذالي |
أم استعهدتَ حلمي واغتفاري | أم استكفيتَ حزمي في حَوالي |
كلا الحسبين يوجب أن يُضاهَى | فساجِلني فإنك ذو سِجال |
أخفتَ عواقب السوء فخَفْها | فكلُّ إساءة ٍ مَجْنى وَبال |
أم استعليتَ عن إتيانِ سوءٍ | فكنْ في ذاك فوقي أوحِيالي |
كلا الأمرينِ من كرمٍ وحزمٍ | فإنك فيه ذو عمٍّ وخالِ |
وعظتُك أيها الإنسانُ وعظي | فلا أكُ واعظَ الدّمنِ الخوالي |
وأنت الحيُّ كُلُّ الحيّ فاتركْ | غروبَ الوعي للرممِ البوالي |
ورَجّ تغافلي لك وانخداعي | ولاترجُ اختداعي واغتفالي |
تواردْنا ونحنُ على ودادٍ | فلا نصدرْ ونحنُ على تَقالي |
فلستُ بمنْ يُعلَّلُ بالهَواهي | ولستُ بمنْ يفزَّعُ بالسعالي |
وسعتَ الناسَ إنصافاً وبراً | وإفضالاً فهم لك كالعيالِ |
سواي فإنني أُوسعت خسفاً | بلا جُرمٍ وأعجبَكَ احتمالي |
على أني أعادي مَنْ تُعادي | كما أني أوالي منْ توالي |
بلَى ذنبي ولستُ أتوبُ منه | ولو أني قُليتُ على المقَالي |
لسانٌ بالثناء عليك رطبٌ | وقلبٌ من مديحك في مَجال |
أعِدْ نظراتٍ أبا حسنٍ فإني | أراك وهِمتَ في أمري وحالي |
ولا والله ماتَسْوَى أمورٌ | تراها قيمتي أبداً قِبالي |
أزور فلا أرى منك اهتشاشاً | كما أني أَغيبُ فلا تبالي |
وقد يؤتَى هَجورٌ من سُلُوّ | كما يؤتى زَؤُورٌ من ملالِ |
ولم أكثر فأوجبْ عُذر قالٍ | ولم أهجر فأوجبْ عذرَ سالي |
فما بالُ الجفاء جفاءُ سالٍ | وما بالُ اللقاء لقاءُ قالي |
لقد أشجيتَني بالظلم حتى | جعلتُ تعجّبني جُلَّ اشتغالي |
وكم أرضيتَ من قومٍ وقومٍ | خُدودهُم تَسافلُ عن نِعالي |
أبيتَ فِصالهم من بعد رِيّ | وما أرويتني وترى َ فصالي |
بُخِستُ وفُضّلوا حتى كأنّي | حُبِيتُ بنقصِهم وحُبوا كمالي |
على أني أحاولُ بعضَ حَقّي | وأيسر ماأَسدُّ به اختلالي |
أراك إن اعتزلتك ذاتَ يومٍ | أبا حسنٍ سيوحشُك اعتزالي |
فكيف إن ارتحلتُ إلى بلادٍ | تَباعدُ عنك تصبرلارتحالي |
أليس من الشدائد أن تراني | على وُدّي وقد شُدَّتْ رحالي |
بل وكفتْك وحشتُنا جميعاً | إذا بكرتْ لطِيَّتها جمالي |
ولكنْ قد وثقتَ بصدقٍ وُدّي | وآمَنك اختبارُك من زيالي |
ولِمْ لا واعتقادُك في فؤادي | مُساكنُ مهجتي أخرى الليالي |
هَويتُك ناشئاً قبل التلاقي | هوى ً حدثاً تكهلَ باكتهالي |
ولم يكُ للرُّواءِ هواي لكنْ | لمحمودِ الشمائلِ والخصالِ |
وكلُّ مودة ٍ قبلَ اختيارٍ | فتلك هوى طِباعٍ لاانتحال |
رأت مافيك نفسي رأيَ حدسٍ | فلم يخطىء سَدادي واعتدالي |
فلما أن لقيتك واعترفنا | جلا عني ظلامَ الليلِ جالي |
وقال الرأيُ لي قولاً فصيحاً | وقعت على الهدى بعد الضلالِ |
فكيف أميل بين هوى ً ورأي | إلى صُرمٍ وقد شدَّ اعتقالي |
لقد حرسا وصالك من ملالي | وصرمي شئت صرمي أو وصالي |
فلو بودلتُ بالدنيا جميعاً | علقتُكَ وانحرفتُ عن البِدال |
ولايظلمْك من قبلِ التلاقي | هوى ً سبقَ اختياري وانتحالِي |
ولاحاباك بعدَ الخُبر رأيٌ | رأى فضل اليمينِ على الشمالِ |
وكم أصبحتَ معتلاً عليه | فجادل عنك أنواعَ الجدالِ |
وأيسرُ حجة ٍ للرأي مما | تكامل فيك يَعصِفُ باعتلالي |
ومثلك يا أبا حسنٍ حقيقٌ | بصَوْني عن فراقك واعتقالي |
لشكرِ محبتي قبل التلاقي | وشُكْم مودتي بعدَ التبالي |
أعيذك أن يَرى مثلي عدوٌ | لديك بحال مطَّرَح مُذالِ |
فيوسعُ رأيكَ المحمود ذماً | ويطعنُ في اختياركَ غيرَ آلي |
وهبْ أني عدمتُ الفضلَ طراً | سوى علمي بفضلك في الرجالِ |
أما في ذاك عندك مايعفّي | عل مابعد ذلك مِنْ خلالي |
كفافي يا أبا حسن يسيرٌ | وشكري ذو المثاقيلِ الثقالِ |
وكم شيء له بَذْرٌ يسيرٌ | ورَيْعٌ مثلُ أطواد الجبالِ |
أنا السيفُ المجرّدُ في الأعادي | أبا حسن فلا تُغفلْ صقالي |
أترضَى أن تقلّدني حساماً | وبي طَبَعٌ وجفني غيرُ حالي |
معاذَ الله أن ترضى بهذا | وأنت بحيثُ أنت من المعالي |
فجدد لي الصقالَ وحلّ جفني | يكنْ لك يومَ تُلبسني جمالي |
وصنّي يومَ سلمك إنَّ صوني | يسرُّك يوم حربك بابتذالي |
ألم تعلم هداك الله أني | أبَرُّ على المُناضل والمُغالي |
متى حققتُ لم أقعُدْ بحقي | وإن جادلْتُ لم يُخشَ انجدالي |
رويدَك إنني كاسيكَ بُرداً | جديداً من قريضٍ غيرِ بالي |
تَنافسُه مَسامعُ سامعيه | ويَطوى مُنشديه على اختيالِ |
مديحاً إنْ تُثبه يكن مديحاً | من الحُلل المحبَّرة الغوالي |
وإن تظلمْه تجعلْه هجاء | أشدَّ على الكريم من النبالِ |
وليس بلفظة ٍ لي فيك لكنْ | بما للناسِ منْ قيلٍ وقالِ |
يرون مدائحاً جُزيتْ بظلم | فألسنهُم أحدُّ من النصالِ |
وكم من ناصر لي لم أُرِدهُ | يماحل ظالمي عني مِحالي |
وأعوانُ الضعيف أُولو احتشادٍ | لنصرته وعنه ذو نضال |
وكم شعرٍ مدحتُ به ظلوماً | فصار هجاءَه لا بافتعالي |
ولو أني أشاء سكتُّ عنه | مجاهرة ً ودبّ له اغتيالي |
ولكنَّ المحقَّ له نصيرٌ | من الأيام والعُقَب المتالي |
وذمُّ الناس مجلوبٌ رخيصٌ | لأيسرِ علَّة ٍ والحمدُ غالي |
وأهلُ الظرف منصورون قِدْماً | لهم من كل طائفة ٍ موالي |
فلا تبعثْ عليكَ لسانَ حفلٍ | وحفلٍ بعد حفلٍ واحتفالِ |
أقاسي ساهراً إذا لا تقاسي | رياضتي القريضَ ولاارتجالي |
وأركبُ أخمصي إذ لاتُراعي | حَفَايَ كيف كان ولاانتعالي |
سأدعو الله مبتهلاً إليه | عليك مع الدعاة على الإلالِ |
وإن لم يبتهل جهراً لساني | عليك فنيّتي لك بابتهالِ |
بكت على أيري بعين استها | حّتى لقدْ بلَّتْ مناديلا |
قلتُ وما تهوَيْنَ من عاجزٍ | لم يمشِ من صحرائِكم ميلا |
ولم يغصْ في بحركم قامة ُ | حتى أراه عزرائيلا |
قالتْ صغيرٌ كاسَ في فعلِه | فلم أحاولْ عنه تحويلا |
لم يملأ الآفاقَ لكنّه | قد دَوَّخَ الآفاقَ تجويلا |
حتّى إذا صادمتَ خرطومَها | باليأسِ تنزيلا وتأويلا |
وقلتُ لما حاولتُ رجعتي | لَساء تسويلكُ تسويلا |
ثم تخلصتُ ففاصلتُها | فَصَلها الجزارُ تفصيلا |
وظُلْتَ لما غاصَ في بحرها | آملُ أن يرجع تأميلا |
واستدخلت إيري فعودْتُه | بربٌ أن يرجع تأميلا |
حَلَّت سراويلي على واسعٍ | ما خِلتُه إلا سراويلاً |
يا طالبَ التفضيلِ في شنطفٍ | حسبُك بالجملة ِ تفصيلا |
لا تعذلوا بظراء زمردة ً | تُضحى لها الأيدي خلاخيلا |
صادمَ حافاتِ حِرّي كُلَّها | مُكلّلَ الرأسِ ثآليلا |
فعُدْ ونِكني الآن قلت اغربي | لا أشتهي العُمش المهازيلا |
هل يُخجلُ التسفيلُ مَنْ كَلُّه | يصلحُ للتسفيل تسفيلا |
تسفيلُنا أملحُ من وجهِها | فما تبالي القال والقتيلا |
عذرتُ ذاك الوجه أنَّهُ | يصلح للرأسِ منديلا |
فانصرفت مكروبة ً شنطفٌ | تساجلُ الدمعَ المثاكيلا |
ما ذُقتِه عَوْداً ولو سُبّلت | وقوفُه في الفسق تسبيلا |
ثمّ تحمّلْتِ وكلّلتِه | من فاخر الدُّر أكاليلا |
أقسمتُ لو ألبستِه جمّة ً | يوسعُها كفُّك ترجيلا |
ولستِ والله تذوقينه | إلا إذا هوَّمْت تخييلا |
منِ اغتدَى بعدَك يخشَى لظَّى | لم يعتقد في الله تعديلا |
ولستْ أخشَى النارَ لظَّى | لم يعتقد في الله تعديلا |
وكلُّ منْ ظنَّك محظورة ً | معتقدٌ في الله تبخيلا |
أنت حلالٌ غيرُ محجوزة . | حسبي بتشويهك تحليلا |
احللتُ تنكيلي بباب استها | فكانَ للتنكيل تنكيلا |
لكنها مَرَّتْ على سمعها | قصة ُ هابيل وقابيلا |
قد عذَّبَ الله امرءاً ناكها | طورينِ تعجيلاً وتأجيلاً |
ما أحسن الأرقم طوقاً لها | وأحسنَ الأسود إكليلاً |
لو حُسّنَتْ معشارَ ما قُبّحتْ | خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا |
غولً يبيت الشّرب من قبحها | خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا |
إذا بدا الفيلُ وخرطومُه | قلنا أعارت بظرها الفيلا |
أزرَي بها الله فلم يعطها | إلا بطولِ البظر تفضيلا |
فاحشة ُ النقصانِ لكنها | قدكُمّلتْ بالبظر تفضيلا |
قبَّلها جلمودُ عرادة ٍ | يُحسنُ للبخراءِ تقبيلا |
مسمومة ُ الريق إذا قبّلت | صَحَّفت التقبيل تقبيلا |
لها ضُراطٌ ريحهُ عاصفٌ | تُطفىء بالليل القاناديلا |
ضرّابة ٌ بالطبلِ ضرّاطة ٌ | تُجيبُ بالتطبيل تطبيلاً |
إذا تغنتْ شنطف مرة ً | فاصفحْ ودعْ عنك الأباطيلا |
من نَتْن حشَّيها وتشويهها | ومن لظَّى تبَّاً وتضليلاً |
لا تعبدُ اللهَ ولكنها | تعبدُ بالليلِ الغراميلا |
ليست تواري من أخٍ سوءة | طالبة ً إذ ذاك تنويلا |
تحققتْ بالفسق في دارهِ | وزادت التكريعَ تطفيلا |
لو رامت التوبة َ لم تستطيعْ | لسُنَّة ِ الشيطانِ تبديلا |
يابسة العودِ وقد ذُللتْ | قطوفُها للنيك تذليلا |
إذا تغنّتْ سطعتْ نكهة ٌ | تتركنا عنها مشاغيلا |
في سكرة ِ الموتِ لنا مُذهلٌ | عنها وما أسرفتُ تمثيلاً |
واللهِ ما أدري إذا كَرَّعتْ | أأحسنتْ أم أقبحَتْ قيلا |
افادها تَبراكُها غُرة ً | وبذلُها الرّجلين تحجيلاً |
واضحة َ الأثْرين من طول ما | تُناك إبراكاً وتجديلاً |
في وجهها سميا وفي ساقها | من فعلها تلك الأفاعيلا |
منْ رتل الآية ألفيتُها | ترتّلُ الشهقة ترتيلاً |
عَطَّلتِ الأرباب لا قُدّستْ | وما ترى للأير تعطيلا |
أما يرعى جلالَ الحقّ حُرٌّسريعإذا تغنتْ شنطف مرة ًفاصفحْ ودعْ عنك الأباطيلاضرّابة ٌ بالطبلِ ضرّاطة ٌتُجيبُ بالتطبيل تطبيلاًبذيءلها ضُراطٌ ريحهُ عاصفٌتُطفىء بالليل القاناديلا بذيءمسمومة ُ الريق إذا قبّلتصَحَّفت التقبيل تقبيلاقبَّلها جلمودُ عرادة ٍيُحسنُ لل | وإن حَجدت بَصيرتُه جلالي |