سائل أبا الصقر إذا جئته
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سائل أبا الصقر إذا جئته | عن أمِّه ذاتِ البساتيق |
وضرْبِها الكامخَ في طيزها | بين دِنانٍ ودواريقِ |
قاد أبا الصقر إلى ما أرى | من فعله قائدُ توفيق |
عرّض لي بعد مواعيدِه | دون المُنى عارضُ تعويق |
ياعجباً ليس لأنْ ردَّني | من بعد إيماضٍ وتبريق |
ولا لأن أخلَفَني وعدَه | لكن لإيماني وتصديقي |
أعجبْ بمثلي سائلاً مثلَه | مهر استه ذاتِ الأفاويق |
بحقِّه المسكين لم يُعطني | غير الهَواهي والمخاريق |
ماكان من كان يبيع استَه | من نائكيه بالدوانيق |
مشترياً حمداً بما جمَّعتْ | كفاه من تلك التفاريق |
لم يجمع المالَ ببذل استه | من فِرقٍ شتى وتفريق |
اللَّه صديقي في ذمّه | بل لؤمُه المشهور صدِّيقي |
شأنك والضيقَ كما لم تزل | بل وكِّدِ الضيق بتضييقِ |
من جمع الأموال من مثل ما | جمَّعته لم يلجَّ في ضيق |
ماكنتُ أهلاً حين أَمّلتُه | إلا لتجهيل وتحميق |
بأي حقٍّ لي أو حرمة ٍ | أملتُ أن يُبْلعني ريقي |
هل كنتُ في العزّاء عوناً له | أيامَ يُرمَى يالمزاريق |
أو شاهداً مالقيتْه استُه | إذ ذاك من شقٍّ وتخريق |
أو حاملاً أثقالَ أحمالِه | تلك التي لا في جَواليق |
ولا صناديقَ سوى رزمة ٍ | تُدَسُّ في شر الصناديق |
أو رقَّع المدْحُ الذي قلتُه | وهْيَ استه الواهية الريق |
كلا فما يَحْفى على مثله | أمر تفاقيع وتشقيق |
سبحان من خَوَّله نعمة ً | أنستْه جهد البؤس والضيق |
إذ تلعب الناكة في مَتنِه | مابين تزليق وتسليق |
بكل جُردانٍ له فيشة ٌ | كأنها قرعة ُ إنبيق |
كم من حروبٍ قد أناختْ له | بلا عَجاجٍ وبلا ضيق |
بل كان منها في ندى مالِهِ | بل في بحارٍ ذاتِ تغريق |
درَّت عليه دِررٌ جِمَّة | من نُطفٍ ذات أفاويق |
فاستُ أبي الصقر وماحولها | أهوية ٌ ذات زَحاليق |
يالَكَ في الهيجاء من فارس | مشتهر بالصبرِ بطريق |
يظلُّ مركوباً بها راكباً | مَذاكيَ الجُرد المعاتيق |
يركبُ من راكبه شُنعة ً | زِينتْ بتتويجٍ وتطويق |
مُطاعِناً والطعنُ من قِرنه | وليس منه غيرُ تدريقِ |
سبحان واقيه سوى دُبره | وقْعَ جِرابٍ ذاتِ تذليقِ |
جازتْ عن الجلد إلى عرضهِ | فمزَّقتْه كلَّ تمزيق |
خفِّض أبا الصقر فكم طائرٍ | خرَّ صريعاً بعد تحليق |
زُوِّجت نُعمى لم تكن كُفْأها | فصانها اللَّه بتطليق |
وكل نعمى غير مشكورة | رهنُ زوالٍ بعد تمحيق |
لاقُدِّسْت نعمى تسربلتها | كم حُجة ٍ فيها لزنديق |
صبراً أبا الصقر للوم امرئٍ | أصْلاك ناراً ذات تحريق |
شرَّد عن عينيك حُلو الكرى | وشاب دنياك بترنيق |
أرقه مدحُك لا مُجدياً | فاقتصَّ تأريقاً بتأريق |