يا من زكا جهرُه وإسرارهُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا من زكا جهرُه وإسرارهُ | وصحَّ إبداؤه وإضمارُهُ |
أراك عاقبتَني لأني لم | أسألك شيئاً يجلُّ مقدارهُ |
وملتُ نحو الذي يميلُ أخو ال | جهل إلى مثله ويختارهُ |
وهْو البخورُ الذي محصَّلُنا | من ملكه قترة ٌ وإعصارهُ |
ذاك الذي أشبهتْ روائحه | روائحَ الروضِ فاح نُوارهُ |
ولا ترى عاقلاً يُعاملُهُ | إلا إذا زال عنه إعسارُهُ |
لكنَّه الندّ وهْو مقتَرحٌ | يجلُّ عن أن يُذم مختاره |
لا سيّما ندك الذي منعتْ | جوْدته أن يُسبَّ عطاره |
سُمِّي ندّاً لأنه أبداً | تَبعد في الخافقين آثاره |
تنِدُّ أرواحه فتطرأُ من | أقصى قَصيِّ البلادِ أخباره |
كأنما ذِكرُك الذي حلف ال | معروفُ أن لا تنام سُماره |
ينفذ أقطارَ كلِّ منخرقٍ | تحمي الرياحَ النَّفوذ أقطاره |
يبعثُ نشراً له تطيبُ به | أنجادُ إقليمه وأغواره |
إذا امتطى الريحَ سار منشمِراً | سيان مَدحيكمُ وسَياره |
حقرتَ لي منه غير محتقرٍ | فراث عني لذاك إحضاره |
وكُنتَ لا تَعذر المخفِّف في الت | تخفيف حتى يبينَ إعذاره |
وحاجة ُ السائل المثقِّل في | نفسك كالشُّهد حين تشتاره |
وإنني تائبٌ إليك من الت | خفيف توباً تصحُّ أسراره |
ما بيننا بعدها مُطالبة ٌ | إلا بما لا يُعاب مُمتاره |
كالحاجة ِ الفخمة ِ الجليلة من | جاهٍ ومال يميل مِعْياره |
وأنت أهلٌ لذاك يا سندي | ومن مَطافي وقِبْلتي داره |
يا من له السؤدد التمام إذا | كان لكل الأنام مِعْشاره |
لن يحسُنَ الاحتشامُ من ملك | درهمه للندى وديناره |
فحواه بشراه حين تسألهُ | وحلمهُ إن عثرتَ إنذاره |
أنذر في البخل معشرٌ مُنعُ | وفي السماح الغريبِ إنذاره |
يُقر بالوعد حين يعقدهُ | وإن أتى العرفَ طال إنكارُهُ |
يا لك من منكرٍ ومعترفٍ | يُكرمُ إنكاره وإقراره |
حرَّرنا طولهُ وعبَّدنا | فنحن عُبدانه وأحراره |
يا من إذا المال حلَّ عِقوته | حُسِّن إقباله وإدباره |
يورّد من حِلَّه على كرم | ثُم إلى العارفات إصداره |
يا من يجيرُ المُلاوذين به | فالله من كل آفة ٍ جاره |
قصَّر من يسأل الحقائر أم | ثالك جِداً وآنَ إقصاره |
فاعذر وإن كنتُ قد سألتك ما | يصغر فيما تُنيلُ قنطاره |
وعجِّلِ الندّ وليكن عبقَ النْ | نفحة يذكو وإن خبتْ ناره |
فما قليلٌ قليل ذي كرمٍ | يطيبُ إقلاله وإكثاره |
ومِن زَراءِ الكثير قطعُكَه | ومن بهاء القليل إدراره |
شجاً أن أروم الصبر عنك فيلتوي | عليَّولؤمٌ أن يساعدني الصبر |
فيا حَزَني أن لا سلوَّ يطيعني | ويا سوءتا من سلوتي إنها غدر |