قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قدمتَ قدوم البدر بيتَ سُعُودهِ | وأمرُك عالٍ صاعدٌ كصعودِهِ |
لبستَ سناه واعتليتَ اعتلاءه | ونأمل أن تحظى بمثل خلودِهِ |
وأقبَلت بحراً زاخراً في مُدُوده | على متنِ بحرٍ زاخرٍ في مدودِهِ |
وأُقسمُ بالمُعْلِيكَ قدراً ورتبة ً | لجَودُكَ بالمعروف أضعافُ جودِهِ |
ومارفدُك المحمودُ من رفْد رافدٍ | تُعَدُّ عيوبٌ جمَّة ٌ في رفُودِهِ |
تذوبُ رفودُ البحر بعد جمودها | ومالَكَ رفدٌ ذاب بعد جمودِهِ |
وأنت متى جُزْتَ الحدود نفعتنا | وكم ضرَّ بحرٌ جاز أدنى حدُودِهِ |
ومازلت في كل الأمور تبزُّهُ | بمايعجز الحُسَّابَ ضبطُ عقودِهِ |
وقد عرفَ البحرُ الذي أنا عارفٌ | فطأطأ من طغْيانه ومُرُوده |
وأضحى ذَلولاً ظهرُه إذ ركبتَه | لمجدٍ يبيد الدهْرُ قبل بُيُودِهِ |
ومن أجلك استكسى الشَّماَل بروده | وأقبل مزفوفاً بها في بُرُودهِ |
ولولاك لاستكسى الجنوبَ سلاحَهُ | فكان ورودُ الحرب دون ورودِهِ |
ولكن رأى سعدَ الكواكب فوقه | فسار وديعاً سيرُه كركُودِهِ |
فهنَّاكَ الله السلامة َ قادماً | برغم مُعادِي حَظِّكم وحَسُودِهِ |
وهنأك الله الكرامة خافضا | وفي كل حال يا ابن مَجْدٍ وعودِهِ |
وبعد فإنِّي المرءُ أجديتُ قاعداً | ولم يجدِ قبلي قاعدٌ بقعودِهِ |
وماذاك إلا أنَّ أرْوَعَ ماجداً | وفى لي بعهدٍ من كريم عهودِهِ |
على أنَّ عَتْبا منه حَوَّلَ حالتي | لبعض عُنُودي لا لبعض عُنُودِهِ |
وكان مَحَلِّي في النجود بفضله | فبدَّلني أغوارَهُ من نجودِهِ |
فهل قائل عني له متوسل | بلين سجاياه ومجد جُدُودِهِ |
لعبدك حق بالتَّحَرُّمِ واجب | أبى لك طيبُ الخِيم لؤمَ جحودِهِ |
وفي جيده طوقٌ لنعماك لازِبٌ | أبى ربُّه إلا قيامَ شهودِهِ |
وأنت الذي يأبى انحلال عقوده | وإن كان لا يأبى انحلال حُقُودِهِ |
فَجَدِّدْ له نعمى بعفوٍ ونائلٍ | فما زلتَ أعْنَى سَيِّدٍ بمسودِهِ |
وبشرى من البِشْرِ الجميل فلم يزلْ | يبشر بالصبْح انبلاجُ عمودِهِ |
خَصصتُ وأثنى بالعموم ولم أكن | كصاحب نومٍ هبَّ بعد هجودِه |
ولكنَّني بدَّأْتُ أبلَجَ لم أزل | أقاتل أسباب الردى بجنودِه |
بقيتم بني وهبٍ برغم عدوكم | وشدة بلواه وطول سهودِه |
ولابرحت بيضُ الأيادي عليكُمُ | ومنكمْ مدى بيض الزمان وسودِه |
دُفِعْتُمْ إلى مُلك كثير سدُودُه | فعادت فتُوح الملك ضِعْفَيْ سُدودِه |
بكيْدٍ لكم قد زايلته غُمُوده | يؤيده كيْدٌ لكم في غموده |
وألفيتُمُ المرْعى كثيراً أُسُودُهُ | فأَنصفتُمُ خِرْفانه من أسودِهِ |
ولم يركم أمرٌ طلبتُمْ صلاحه | تَكأَّدَكم مادونه من كَئُودِهِ |
فأعرض عنا كلُّ شرٍ بوجهه | وأقبل وجه الخير بعد صدودِهِ |
فزاد مُصَلِّينا بكم في رُكُوعه | وزاد مصلينا بكم في سجودِهِ |
ألا لا عدمنا طِبَّكُمْ وشفاءه | فقد بردت أحشاؤنا بِبَرُودِهِ |
ولاعدم العرفُ الذي تصنعونه | مِداداً نُفُوذُ البحر قبل نفودِهِ |
إليكُمْ رأى الراجي مَشَدَّ قُتُودِهِ | وفيكم رأى الساري محطَّ قُتُودِهِ |
أتاكم ولم يشفعْ فلقَّاه طَوْلُكُمْ | نسيئاتِ مارَجَّاه قبل نُقُودِهِ |
وقد كان تأميلُ النفوس مُقَيَّداً | فأطلقتُمُ تأميلَها من قيودِهِ |