حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ | فإن تناسى حقَّه فقد ظلم |
أما رآه لم يزل أعنَى الخَدمْ | بالأدبِ الشعري طوراً والحِكم |
مستملياً من عَرَب ومن عجمْ | مُنحرِفاً عن كلّ كسبٍ يُغتنم |
حتَّى إذا ما قام في شخصٍ عَمَم | من أدبٍ ذي قيمة ٍ تعلو القيمْ |
باتَ الخليُّ نائماً ولم ينم | فتّاق أرتاقٍ وغوَّاصَ حُوَم |
بل بات يمري فكره تحت الظُّلم | مريَ أنوف إليهم أطراف الحلم |
بمدحٍ أحسنَ من نشر الرممْ | أو من شباب ناشىء بعد هرمْ |
أو من شفاء طاردٍ ضيفَ سقمْ | أو نعمٍ ملبوسة بعد نقمْ |
أو من ثغورٍ واضحات تبتسمْ | أو من صدور كاعبات تُلتزَم |
أو من ثُدِيّ ناهداتٍ تُستَلم | أو من تناغي النَّقرات والنغمْ |
بين رياض أقلعتْ عنها دَيمْ | وأعقبتْها بعدها عُقبى وَهَم |
أَرضعَ فيها الغيثُ شتّى ونظم | بكى على عابسها حتى ابتسم |
ذو غُمة ضامنة ٍ كشفَ الغُمم | مُتَّصل الإيماض رجَّاس الهزم |
قصائد نُظمْن كالدُّر التُّوَم | مثلَ التلاقي واقعاً بعد الندمْ |
أومن هُدوّ بعد إقلاق الم | كأنما من كلّ قلب تُنتطم |
يُخْترمُ الدهر وليست تختَرم | ألَّفها ذو طَبن وذو فَهَم |
وسُهمة في الفكر ليست كالسُّهم | مُؤتمنُ في علمه لامتّهم |
يلقي إليه سَلَمٌ بعد سلمْ | مُعوّلا على كريم ذي نعمْ |
متَّكلاً فيما بنى وما نظمْ | وما رجا من الأُحاظي والقِسم |
على كريم حرب لاسلم نغم | مُستحسنُ الشاهد محمود السّيمْ |
منخفضُ النظرة طمَّاحُ الهممْ | حلاَّه من جوهره الغالي القيم |
وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ | يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرم |
وأن تثاب بالغنى منه القدم | ماحقُّ هذا دفعهُ إلى العدمْ |
حكمتُ فيه قاسماً نعم الحَكم | بَخْبِخ لشمس الأوْج لا نارِ الظُّلمْ |