أنا غيرانُ ولا زوجة َ لي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنا غيرانُ ولا زوجة َ لي | بل على النعمة عند ابن خلفْ |
ويمينُ الله لو أن يدى | ملكَتْ تنكيرَ نُكرٍ ما طَرفْ |
أسفي لو أن قولي أسفي | كان يشفينيَ من حر الأسفْ |
كيف لا يغضبُ حرٌّ ماجدٌ | فاتك الهمة من أهل الأَنف |
يا بني العباس أنتُمْ عِترة | طَهُرتْ من كل رجسٍ ونَطَف |
قد رمى الناس به أختكمُ | من سفيهٍ وحليم مُسْتَخف |
زعموا لما رأوا أختكمُ | أسرفتْ في أمره كلَّ السرف |
إن هذا الأمرَ أمرٌ معوِرٌ | دونه سِتر رقيقُ المستشَف |
ولقد مانُوا وقالوا باطلاً | غير أن السهمَ قد ناغَى الهدف |
فاغسلوا العار الذي لِيط بكم | بدم الخلاَّل غسْلاً في لَطف |
لهف نفسي أن عِلْجاً مثله | ناعمُ البال وأنتم في شظفْ |
وله آنية ٌ من فضة ٍ | بعدما كانت رواقيدَ خزف |
لو تراه ثانياً من عِطفه | مائلاً في السَّرج من فرط الصلفْ |
شامخاً بالأنف من نخوته | فهو لم يُسترعَف الخل رَعَفْ |
لرأتْ عيناك منه عجباً | مُنسِياً كل عجيبٍ مطَرف |
نحن أحياء على الأرض وقد | خسفَ الدهر بنا ثم خَسف |
أصبح السافلُ منا عالياً | وهوى أهل المعالي والشرف |
ربِّ أنصفني من الدهر فما | ليَ إلا بك منه منتصَف |
فاستجب يا ربِّ وارحم دعوة ً | من لهيف القلب ذي دمعٍ ذَرِف |
وأَدِلْنا من زمان جائرٍ | واسمعن يا رب منا وانتصِف |
من غَشومٍ كلما لِنَّا له | زاد بغياً وتمادى في العُنف |
كأخي الثأر الذي قد فاته | طلبُ الثأر فأضحى ذا أسف |
يسفُل الناس ويعلو معشرٌ | قارفوا الأقرافَ من كل طرف |
ولعمري إن تأملناهُمُ | ما عَلوا لكن طفوْا مثل الجيف |
جيف تطفو على بحر الغنى | حين لاتطفو خبيئاتُ الصدف |