(4) النفاق مرض خطير وشر مستطير - المنافقون - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
لكن للأسف المشكلة في المنافقين ليست قاصرة عليهم وليس منتهى خطورتهم إليهم المشكلة أن ضررهم متعدي وخطرهم ممتد وفتنتهم مستشرية إنه ليس مرضا داخليا وحسب إنه سوس شرس ينخر جسد الأمة نفسه ويدمر مناعته من الداخل تأمل قول ربك عنهم {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} [ التوبة : 47].إنها الوسيلة والغاية تعرضهما الآية بوضوح كاشف فاضح لسبيل المنافقين ولأوضعوا خلالكم تكسير لأواصر الأمة وتوهين للروابط بين المؤمنين والمبتغى واحد والغاية واضحة الفتنة هكذا ببساطة حاسمة وليس هذا مستغربًا منهم بل هو متوقع وطبيعي من أمثالهم لكن العجب الحقيقي فيمن يعطيهم الفرصة على طبق من ذهب حين يسلمهم أذنيه وقلبه العجب الحقيقي في السماعين لهم الراضين بقبيح فعلهم وقولهم {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة: 47]
نعم..
فيكم..
في المؤمنين..
أنتم من تفتحون لهم أبواب أسماعكم وأبصاركم أيها المؤمنون ليدخلوا حماكم وليبثوا سمومهم في أعز حصونكم قلوبكم {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} [المنافقون: 4]
هذه المشكلة الحقيقية:
يعجبكم مظهرهم ويفتنكم حرفهم وتتناسوا الحقيقة المحكمة التي طالما نبهكم إليها ربكم حقيقة {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4]