ياأيها المرء الكريم والدا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ياأيها المرء الكريم والدا | ذو المَحْتِد المستفرغ المَحاتدا |
أعاذك الله أخاً مُعاضدا | مُحامياً عن حوزتي مُناجدا |
منتصراً طوراً وطوراً صافدا | مازلت أختارُ لك المحامدا |
وأعمر الدهر بها المَشاهدا | عُمرانَ تالي السُّور المساجدا |
وأرتجي طارفَهُ والتَّالِدا | وتتقي كفِّي به الشدائدا |
إعاذة ً تحْميك أن تُناكدا | أو أن ترى تلك العُلى زوائدا |
تُطيعُ في قطعِكَها الثَّرائدا | إذا عَلتْ أنواعها الموائدا |
و الحُللَ الخدَّاعة َ البوائدا | والكاعباتِ البيضَ والنواهدا |
الخائناتِ العهدَ والمعاهدا | وإن تلبَسْن لك المجاسدا |
يحكين غزلان اللّوى العَواقدا | حاذرْ هَداك اللَّه أن تعاندا |
فيخطىء الغيُّ بك المَراشدا | ويسلك الجورْ بك المآسدا |
لا ينصِب البغيُ لك المصائدا | فتستخفَّ بكتابي وافدا |
أو بكلامي مُوعداً وواعدا | ما كُّل من وافق جَدَّا صاعدا |
وأصبح الدهرُ له مساعدا | وأحرزَ الحظُّ له غَدائدا |
أعرضَ عن إخوانه لا رافدا | ولا مجيباً كتبهم بل جامدا |
كأنَّما يجامد الجَلامدا | صمتاً ومنعاً بادئاً وعائدا |
يابن عليٍّ إنَّ شكماً راصدا | وإنَّ شعراً يقطع الفدافدا |
طوراً وطوراً يردُ المواردا | ولا يزال يقصد المقاصدا |
فيدرك الآثار والطرائدا | ويَنحل الأغلال والقلائدا |
وينقض الأوتار والحقائدا | فلا تُثرْ من لم يُثرك عامدا |
ولا تُثر من عَتبهُ الأساودا | ليس بأن تمنعه المرافدا |
لكن بأن تحقر منه ماجدا | ذا هممٍ قد ناغت الفَراقدا |
يحسبُهُ عطاردٌ عُطاردا | قولاً وحولاً صادراً وواردا |
تبلوه ألفاً وتراهُ واحدا | تلقى إليه العُضُل المقالدا |
قد طال بالعفوالقيام قاعدا | أجب كتابي باخلاً أو جائدا |
تجد أخاك عاذراً أو حامدا | وإن غدوتَ لشقاقي صامدا |
مستبطناً من دوني الأباعدا | ورُمت أن تُرضيَ منِّي حاسدا |
معتمداً ما ساءني لا حائدا | عنهُ تُراعي الحُرم التلائدا |
ولم تُعظِّم أن أبيتَ واجدا | ألفيتني أحمي محلِّي حاشدا |
ذا شيعة ٍ طوراً وطوراً فاردا | أُلقى لقاء الأجدلِ الصَّفاردا |
مُنازلاً دون الحمى مُطاردا | مُطَاعناً ذا نجدة مُجالدا |
تكفي هُوينايَ المُشيح الجاهدا | مبارزاً طوراً وطوراً لابدا |
كالقُسور الضاري تربَّى صائدا | ولم أزل عضاً أكيدُ الكائدا |
ولا أَخِرُ للمعادي ساجدا | ولم أُقارب صاحباً مُباعدا |
قَطُّ ولا أُعطيتُ رأسي القائدا | ولم أكن للمُطمعاتِ عابدا |
إياك إياك وبعثي حارِدا | فيخطىء الحلمُ الصِّراطَ القاصدا |
ويركب الجهلُ الطريق العاندا | واعلم وإنكنتَ صليباً ماردا |
ص | أن الكريم يتَّقي القصائدا |
إذا غدت أعناقُها شواردا | قد قُلِّدت أمثالُها الأوابدا |
هَبْك حديداً حاذرِ المباردا | واعلم بأن الشعر ليسَ بائدا |
بل خالدٌ إن كان شيء خالدا | وظالمين استوْطَئوا المراقدا |
ذَعَرْتُ أطغاهمْ فبات ساهدا | أسوانَ لا يستوثِرُ الوسائدا |
صدقتُكَ الحق فأعتبْ راشدا | وَليشبهِ الغائبُ منكَ الشَاهدا |
ولا تَبِتْ فوق شفيرٍ هاجدا | ولا عن الساهر فيكَ راقدا |
ولا لنعماءِ مُجِلٍ جاحدا | ولا تدع حراً حميَّاً حاقدا |
يحزُق أنياباً لهُ حدائدا | وشحن بأطراف الغنى المراصدا |
تترك ضراماً في القلوب خامدا | ولا تدع أفئدة ً مواقدا |
إن البذور تُعقِبُ الحصائدا | وكنتُ لا أكذب أهلي رائدا |
واعلم متى أعتبتني مُماجدا | مُراجعاً بِرَّكَ بي معاودا |
وكنتَ ممن حاذر العوائدا | أنك إن ماطلتني المواعدا |
وأضرم الصيفُ الأجيجَ الصاخِدا | جاءَ الكِساء عند ذاك باردا |
برداً على برد الشتاء زائدا | لا بارداً يَفثأ حَرَّا واقدا |
ولا لذيذاً يشبه البواردا | لكن مسيخاً يشبه الجوامدا |
والرِّمم البالية الهوامدا | ثِقلاً على الظهر ثقيلاً كاسدا |
ولا أُحب التُّحفَ الزَّهائدا | ولا أُريغ السِّلع الكواسدا |
فالرأيُ أن تلتمس المُحائدا | عن مطْلنا لُقِّيتَ عيشاً راغدا |
واجعلهُ لا يجني لك المواجِدا | ولا أُصادف فيكَ سلكاً عاردا |
فلستُ ممن يلبس البَراجدا | رُعدتُ فاستطمر حَيائي الراعدا |
شكري ولا تستصعقِ الرواعدا | مني ولا تستجلب العرابدا |
حاشاكَ أن تسْتفره المكائدا | للنفس أو تَنتخب المكائدا |
كخائن يَنتَهِش الأرابدا | وكنْ صديقاً حَفظ المعاهدا |
ولم تَخُن غيبتهُ المُعاقدا | وراقب النِّشْدَة والمُناشدا |
ولا تعدْ بعد صلاحٍ فاسدا | واغدُ إلى سُوق العلا مزايدا |
فَمَلِّكِ المكارمَ القوائدا | تمليكَك الحرائرَ الولائدا |
ولا يكنْ آملكَ المُكابدا | كلا ولا سائلُكَ المُجاهدا |
وقد وطَّد اللهُ لكَ الوطائدا | فلا يَجِدكَ اللهُ إلا شائدا |
بُنيان صدقٍ يحفظ القواعدا | ولا تُواغدْ حارضاً مُواغدا |
يَبيتُ عنمعروفه مُراودا | نفساً ترى في حلِّها المزاودا |
خطباً ينُّصُ القُلصَ الجلاعدا | كأنَّما تركبُ وأداً وائدا |
من والد أغرى بها الحواسدا | لو خلتُ حالي تبتغي المُساندا |
عندك أعددتُ لكفٍّ ساعدا | لكنني لم أخفِ المناكدا |
لديكَ بل أحسنت ظني سامدا | مُراغماً للشُّبُهات طاردا |
ياآل نوبَختٍ أجيبوا ناشدا | وُدَّا لكم أصبح عنه شاردا |
ألم أكن عوناً لكم مُرافدا | وخادماً ناهيكمُ وحافدا |
وكنتَ لي يابن عليٍّ ماهدا | مُغايباً للبِرِّ لي مُشاهدا |
حابسَ ظِلٍّ لا يزال راكدا | مُجريَ ماءٍ لا يزال ماكدا |
كن لي على الودّ كمهدي عاقدا | لا زلتُ للأسواء فيكَ فاقدا |
فقد غدا حلمي لجهلي غامدا | وحصّن العهدَ بسورٍ آمِدا |
يا ساعداً ألوي به السواعدا | قد كُنت عيناً تُسكتُ المناقدا |
فلا تُبَهْرجْ فتسوءُ الناقدا | فازت يدٌ تُضحِي لها مُعاقدا |
فوزَ يدٍ عانقت الخرائدا | في جنَّة ٍ يُضحي جَناها مائدا |
بحيث لاتلقي هناك ذائدا | ولا ترى ضداً لها معاندا ن |