فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
فِطرٌ توسّط يومُه الأسبوعا | وافقْتَ فيه من السعودِ طُلوعا |
واهاً له فطرٌ غدا بربيعه | وربيعك الغَدِق الحيا مرْبوعا |
فالناسُ والأنعام طرّاً قد غدوْا | في المرتعيْن الممْرعَيْنِ رتُوعا |
وكأن فيه من فعالك سُندساً | وكأن فيه من الرياض قُطوعا |
ما أفرح الملبوسَ من أيامنا | بك لاعُدِمتَ وأكسفَ المخلوعا |
تتحسَّرُ الأيامُ عنك وكلُّها | تشكو فِراقك آسفاً مفجوعا |
رحلَ الصيامُ وشهرهُ وكلاهما | لهِجٌ بذكرك ما يُفيق نُزوعا |
ولقد تناجتْ بالرجوعِ مُناهُما | لو مُلِّكا بعد المُضيِّ رجوعا |
أقسمتُ بالشهر الذي أخْضلته | بالجودِ والتقوى ندى ودُموعا |
للَبِستَه لبساً أطابَ نسيمه | يا بن الأطايب محتِداً وفروعا |
وخلعته خلع العروس شعارها | قد ردَّعته من العبير رُدوعا |
أعبقتَه من طيب ريحك نفحة ً | كادت تكون ثناءك المسموعا |
لم لا يكون كذا وقد أُلبِستَه | فلبستَ فيه سكينة ً وخشوعا |
وكددْتَ فيه بالبكاء مدامعاً | وجهدْتَ فيه بالزَّفير ضلوعا |
ورفدت فيه كلَّ أشعث بائس | ما زال عن طلباته مدفُوعا |
أحييتَ في الشهر المبارك ليلَهُ | وفقيره وقتلتَ عنه الجوعا |
بيد إذا قستِ الأناملُ فجَّرتْ | من كل أُنملة ٍ لها ينبوعا |
أنشأْتَ تكحلُ بالهجوعِ معاشراً | بعد السُّهاد وما اكتحلتَ هجوعا |
ما كان ليلك مذ أهلَّ هلاله | إلا سجوداً كُلُّه وركوعا |
وطوى نهاركَ فيه صومٌ طاهرٌ | جعل المآثم مَحْرما ممنوعا |
صومٌ غدتْ عين الخنا مطروفة ً | فيه وراح لسانه مقطوعا |
وتساجلتْ عيناك في آنائه | ويداك صوباً لا يزال هَمُوعا |
جعل الإله عوارفاً أسديتَها | حُللاً على ابنك ذي العلا ودروعا |
هذي تُزينه وتلك تُجِنُّه | من كل مكروه أحمَّ وقوعا |
واسعد أبا سهلٍ بعيدك نازلاً | فوق الحوادث منزلاً مرفوعا |
في حيث تلقى أنف مجدك شامخاً | ويرى عدوُّك أنفه مجدوعا |
وتبيتُ من وقع القوارعِ آمناً | ويبيتُ من يهوى رداك مَروعا |
أضحى أبو روْحٍ سليلُك مَورِداً | أضحى بنو الآمال فيه شُروعا |
خِرقٌ له كفٌّ يكون سماحُها | كرماً إذا كان السماحُ ولوعا |
متكلفٌ فوق الطباعِ مكارماً | سمَّينَه المتكلِّف المطبوعا |
لولاه لم تلق النَّوال مفرَّقاً | أبداً ولا شملَ العلا مجموعا |
ما الطالبُ المخدوع طالبُ رفده | ووجدتُ طالب شأْوِه المخدوعا |
عمر الإله بعُمره في غبطة ٍ | خِططاً تُضيء بوجهه ورُبوعا |
حتى ترى الساداتِ أتباعاً له | وتراه مثلك سيِّداً متبوعا |
أقسمتُ ما لقَّيتَ ذُلَّ مطالبٍ | كبراً ولا عِزَّ الزمان خضوعا |
من كان عند المعضلاتِ مُضعَّفاً | أو كان عند المجْحفات منوعا |
فكم اجتُديتَ فما وُجدت مبخَّلاً | وكم امتُحِنتَ فما وُجِدْتَ جزوعا |
أصبحت تحفظ كل مجدٍ ضائعٍ | حفظاً كحفظك دينك المشروعا |
وأراك نلتَ من الأمور أجلَّها | بدْءاً وفُزت بخيرها مَرجوعا |
ولقد أقول لسائلي عن مجدكم | غلب المصابيحَ الصَّباحُ سطوعا |
للَّه سؤددُ آل سهلٍ سؤدداً | لم يمسِ مغموراً ولا مفْروعا |
قوماً تراهم يفتُقون مكارماً | مرْتُوقة ً أو يرتقون صُدوعا |
لا يعدمون صنيعة ً مصنوعة ً | تُهدي إليهم منطقاً مصنوعا |
يُعطون ما يُعطونَه وكأنما | يستودعون الأرض منه زُروعا |
من لم يزاول عُرْفهم ونكيرهم | لم يضْحَ مُشتاراً ولا ملسوعا |
ولما شهدتُ لهم بغير جليَّة ٍ | ولما رفعتُ بقدرهم موضوعا |