كُفي الدموع وإن كان الفراقُ غَدَاً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كُفي الدموع وإن كان الفراقُ غَدَاً | فرِحلتي لتعيشي عيشة ً رَغَدَا |
قالتأترحلُ والمَشْتاة ُ قد حضرتْ | فقلتُ مِثلي في أمثالها انْجردَا |
بُنيَّقد قعد الدهر الخؤون بنا | وليس مثليَ في أمثاله قَعَدا |
قالتأَتَنتَجع العباس قلتُ لها | بل الطليقَ مُحيَّاً والجَوادَ بدَا |
ذاك اسمُه وله معنى ً يخالِفُه | إلا إذا هو سيمَ الضَّيْم والضَّمدا |
هناك سَمِّيهِ عباساً إذا حَميتْ | منه الحميَّا وكنِّيهِ إذا رَفدا |
مازال للفضلِ بَذالا ككنيتهِ | لا يرحمُ المال حتى يَبلغَ النَّقدَا |
وبالمعادين صَوَّالا يغادرهمْ | صَرعى وإن هو لاقى جَمعَهم وَحَدا |
مما تراه لعافيهِ وشأنئهِ | يروحُ غيثاً ويغدوا تارة أسدا |
كم من أناسٍ رَجَوا مَسْعَاته ركضوا | ثم انثنوا قد وَنَوا واستعبدوا الأمدا |
قالتأليس الفتى القاشيّ قلتُ لها | بل الفتى الواضحُ المحمودُ منتقدا |
قالتصَدَقتَ ولكن هذه سمة ٌ | مثل المعاذة ِ تَثْنِي عينَ من حسدا |
معاذة الله ألقاها على رجلٍ | حفظاً له ودفاعاً عنه مُعتمدا |
والله حلاَّه إياها ليحميهُ | عيناً تصيب وكفاً تعقد العُقدا |
يامن غدا مالُه في الناس مُشتَركاً | ومن توحَّد بالمعروفِ وانفردا |
ومن تحلى من الآداب أحسنها | فما يرى أحدٌ في ظَرفِهِ حدا |
أشكو إليك خطوباً قد بَعلتُ بها | لم تترك سَبَداً عندي ولا لَبَدا |
بيني وبينك أسبابٌ أَمُتُّ بها | لو رُمت إحصاءها لم أحصها عددا |
وأنت أذكرتنيها حين أذهلني | دهرٌ أكابدُ منه صاحباً نَكِدا |
وقد وَعدتَ بفكي من شدائده | وعداً فأنجزَ حرُّ القوم ما وعدا |
إن لا يكن بيننا قُربى فآصرة ٌ | للدين يقطع فيها الوالدُ الولدا |
مقالة ُ العدل والتوحيد تجمعنا | دون المضاهين من ثَنَّى ومن جحدا |
وبين مستطرفي غيٍّ مُرافقة ٌ | تُرعى فكيف اللذان استطرفا رشدا |
كن عند أخلاقك الزُّهر التي جُعلت | عليك موقوفة ً مقصورة ً أبدا |
ماعذر معتزليٍّ مُوسعٍ مَنَعتْ | كفَّاهُ مُعتزليَّاً مُقتراً صفدا |
أيزعمُ القدرَ المحتومَ ثبطه | إن قال ذاك فقد حلَّ الذي عقدا |
أم ليس مستأهلاً جدواه صاحِبُهُ | أنَّى وما حاد عن قصدٍ ولا عَنَدا |
أم ليس يُمكِنُه ما يرتضيه له | يكفي أخاً من أخٍ ميسورُ ما وجدا |
لا عذرَ فيما يريني الرأيَ أعلمُهُ | للمرء مثلك أن لا يأتِيَ السدَدَا |
قد كنت مضطلعاً بالصيف محتملاً | تلك السَّمومَ وطوراً ذلك الومدا |
ولا وربِّك مالي بالشتاء يدٌ | وقد أتاني يسوق الصِّرَّ والجمدا |
وخلف ظهري من لا يرتجي أحداً | سواك للدهر إلا الواحدَ الصمدا |
جاء الشتاء ولم يُعْدِدْ أخوك له | يابن الأكارم إلا الشمس والرِّعَدَا |
استغفر الله من حُوبٍ نطقتُ به | بل أنت لي عُدة ٌ تكفيني العُددا |
فاعطف علينا وألبسنا معاً كَنفاً | من ريشك الوَحْف تنفي البؤس والصرداص إني أنا المرءُ إن نفَّلته نفلاً |
فلست تعدمُ منه الشكرَ ما خلدا | وإن أثرتَ إلى تقليده عملاً |
يُعْيي الرجال بلوتَ الحزمَ والجلدا | لا تحر من امرءاً ساق الرجاءُ به |
وقد تسلّف من جيرانه الحسدا | وكنتَ قدماً يرى الراؤون كلُهُم |
رجاء راجيك مالا حِيزَ مُنتقدا | ن |