سليمُ الزمان كمنكوبِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سليمُ الزمان كمنكوبِهِ | وموفورُهُ مثلُ محروبِهِ |
وممنوحهُ مثلُ ممنوعِهِ | ومكسوُّه مثلُ مسلوبِهِ |
ومحبوبُهُ رَهْنُ مكروهِهِ | ومكروهُهُ رهنُ محبوبِهِ |
ومأمونُهُ تحت محذورِهِ | ومرجوّهُ تحت مرهوبِهِ |
وريبُ الزمان غداً كائنٌ | وغالبُهُ مثلُ مغلوبِهِ |
فلا تهربنَّ إلى ذِلَّة ٍ | ذليلُ الزمانِ كمنكوبِهِ |
أمَا في الزمان فتى ً ماجد | ينفِّسُ كربة َ مَكْرُوبِهِ |
سأستُر نفسي أجادَ اللئي | مُ أم ضنَّ عنّي بموهوبِهِ |
فَحَظِّي وإن كنتُ مغصوبَهُ | فَسِتْرِيَ لستُ بمغصوبِهِ |
ويَنْبُوتِ أرضٍ ترى شوكَهُ | يُطيلُ حماية خَرُّوبِهِ |
ترفعتُ عن لؤْم مَجنِّيهِ | بنفسي وعن لؤم محطوبِهِ |
وآكِلُ أطعمة ِ الأدنيا | ءِ رهن بأن يستخفُّوا بِهِ |
ألم تَرَ صاحبَهُمْ لا يزا | لُ فيهم شقياً بمصحوبِهِ |
إذا امتاحهم أكْلَة ً عبَّدُو | هُ تعبيدَ ربٍّ لمربوبِهِ |
يخالون أنهمُ بَلَّغُو | هُ بالقوتِ أفضلَ مطلوبِهِ |
وأنَّهمُ حرسوا نفسَهُ | بِهِ من غوائلِ مرهوبِهِ |
يُذيل مُضيفُهُمُ ضيفَهُ | كملبوسِهِ وكمركوبِهِ |
فلا يُؤتِغَنَّ امرءُ عرضَهُ | لمأكولِهِ ولمشروبِهِ |
ولا يلتمسْ من خسيسِ الرجا | لِ ما خسَّ من فضلِ مكسوبِهِ |
كملتمسٍ من خسيسِ الجذو | عِ قَطْرَ إهالة ِ مصلوبِهِ |
ووغدٍ وهبتُ له حُكْمَهُ | وأملتُ منكودَ موهوبِهِ |
فكنتُ كعابِدِ منحوتِهِ | ومسترزقٍ رزقَ منصوبِهِ |
ولو قد ألحَّ عليه الهجا | ءُ جَرْجرَ من عضِّ كَلُّوبِهِ |
ولمَّا غدا كلُّ هذا الورى | وممدوحُهُ مثلُ مندوبِهِ |
مدحتُ إلهاً جميلَ الثنا | ءِ مصدوقُهُ غيرُ مكذوبِهِ |
ألا يا فراسي خذها إلي | ك من ثاقب الحدّ مشبوبِهِ |
حليمٍ تَعَوَّذُ من جهلهِ | إذا ما حُصِبْتَ بِشُؤُبوبِهِ |