إذا خاب داعٍ أو تناهَى دعاؤه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا خاب داعٍ أو تناهَى دعاؤه | فإنّيَ داعٍ والإلهُ مجيبُ |
دعاءَ امرىء ٍ أحييتَ بالعُرْفِ نفسَهُ | وذاك دعاءٌ لا يكاد يَخيبُ |
أدامَ لك اللهُ المكارمَ والعلا | فإنهما شيءٌ إليك حبيبُ |
وأبقاكَ للمُدَّاح يُهدون مدحَهم | إليك على عِلاّتهمْ وتُثيبُ |
تكشَّف ذاك الشّكوُ عنك وصرَّحَتْ | محاسنُ وجهٍ بُردهُنَّ قشيبُ |
كما انكشفت عن بدرِ ليلٍ غَمامة ٌ | أظلَّت وولتْ والمرَادُ خصيبُ |
أغاثت ولم تَصْعق وإن هي أرعدت | فمات بها جَدْبٌ وعاش جديبُ |
شَكاة ٌ أجدَّت منك ذكرى وأنشأت | سحائبَ معروفٍ لهن صبيبُ |
وأعقبَها بُرءٌ جديدٌ كأنه | شبابٌ رَديد شُقَّ عنه مشيبُ |
وبالسَّبْكِ راقت نُقرة ٌ وسبيكة ٌ | وبالصقل راعَ المُنتضينَ قضيبُ |
ففي كل دارٍ فرحة ً بعد ترْحة ٍ | وفي كل نادٍ شاعرٌ وخطيبُ |
يقولون بالفضل الذي أنت أهلُهُ | وكلهُمُ فيما يقول مُصيبُ |
ولو صِين حيٌّ عن شَكاة ٍ لَكُنتَهُ | ولكن لكُلٍّ في الشَّكاة نصيبُ |
وفي الصبر للشكو الممحِّص مَحملٌ | وفي اللَّه والعرفِ الجسيم طبيبُ |
وأنت القريبُ الغوثِ من كل بائسٍ | دعاكَ فغوثُ اللَّهِ منك قريبُ |
أبى اللَّهُ إخلاءَ المكان يَسُدّهُ | فتًى مَا لَهُ في العالمين ضَريبُ |
أعاذك أُنْسُ المجدِ من كلِّ وحشة ٍ | فإنك في هذا الأنامِ غريبُ |
وتاب إليك الدهرُ من كل سَيِّءٍ | وجاءك يسترضيك وهو مُنيبُ |
ولا زال للأَعداء في كلِّ حالة ٍ | وللمالِ يومٌ من يديك عصيبُ |