إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي | عتبْتَ له فاعدِر وقل فيّ بالعدلِ |
أرى العرفَ شِرباً لا يصحُّ صفاؤه | إذا وقعتْ فيه قذاة ٌ من المطلِ |
تأملْ أباسهلٍ بعينٍ بصيرة ٍ | ولاتخلطنَّ الجِدَّ في ذاك بالهزلِ |
أسخَّى عن الدارِ المقيمِ نعيمُها | سِوى أنها شيء يُنال على مهلِ |
أم اختيرت الدنيا على تلك زوجة ً | لشيءٍ سوى تعجِيلها حاجة َ البعلِ |
ألا مالحاجاتٍ تساعى وحاجتي | مقيّدة ٌ تمشي الهُوَيْنا على رِسلِ |
وياليتها تمشي الهُوينا على الصَّفا | ولكنها تمشي العرضنَة َ في الوحلِ |
تسحبت عِلما إن لي متسحبّاً | عليك دِميثا في دَهاسٍ من الرمل |
وماليَ إدلالٌ عليك بنعمة ٍ | سوى نِعمٍ أولْيتَنِيها أبا سهلِ |
وأنت الذي يعتدُّ نُعماه مِنَّة ً | لقابِلها لا عن غباءٍ ولاجهل |
ترى النعمة َ المُسْداة َ منك كنعمة | عليك تُجازيها فدهرُك للبذل |
إذا أنت أنهلْتَ العُفاة عللتَهم | فجدوى على جدوى وفضلٌ على فضل |
ولن يُرويَ الساقي حوائمَ وِردِه | إذا لم تكن سقياه عَلاّ على نهلِ |
فلا عِدم الوُرّادِ منك هشاشة ً | لِسَقْيهمُ سجْلاً رويّا على سجْلِ |
رضِيتُك للخُلاّن إلا لِواحدٍ | شهدْتَ له بالفضل في الظَّرفِ والعقل |
مججتَ له أرياً فلما استراثه | لسعْتَ ولسْعُ المجتني سُنَّة النحلِ |
فكُنْ نحلة ً تُجدي بغير معرّة ٍ | وجُدُ مُعفياً فيه من العدل والعذلِ |
وفز ببقاءِ البَعْدِ إن بقاءه | مدى الدهرِ واستأثِر بسابقة ِ القَبْلِ |