أبو الحسين معجب برائِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
11 دقائق
.
أبو الحسين معجب برائِهِ | لايقبل الشورى من أصدقائه |
فلعنة الله على إخائه | وأدخل الأجرد في وجْعائه |
وأبى المخْضُ أنْ يُكَشِّفَ إلا | عن صريحٍ مهذَّبٍ أو غُثَاءِ |
ليس للمُضْمَرِ الدخيل من الصَّا | حب غير التَّكشيف والجتلاءِ |
وخَبيءُ الفؤاد يعلمه العا | قلُ قبلَ السماع بالإيماءِ |
ولهذا اكتفى البليغُ من الإس | هاب فيما يريد بالإيحاء |
وظنونُ الذكي أَنْفذ في الحقْ | قِ سهاماً من رؤية الأغبياء |
وإذا كنت لا تُؤَثِّل إلا | درهماً جائزاً على البُصراء |
وكذا لستَ تعرفُ الشيء إلا | بعد فحصٍ من أمره وابتلاء |
وهما يُمْتعان وقتاً من الده | ر ويُفنيهما وشيكُ المَضاء |
فالصديق المأمون للزمن الفا | دح والمرتجى لدى البُرَحاء |
والذي أنت وهْو في جوهر النفْ | س جميعاً من تربة وهواء |
وكماءٍ مزجتَه بمُدام | فاستقرا تَجَنُّساً في وعاء |
لم يكن فيهما من الفضل إلا | فاصلاتُ الألقاب والأسماء |
ثم شيءٌ عرفْتَهُ بالتَّجَاري | ب وأخلصتَه بكشف الغطاء |
صرَّحتْ عن طَويّة الأصدقاءِ | واضحاتُ التجريب والابتلاءِ |
يَفْجأ من لامسه حَتْفُهُ | بل حتفُه أَوْحَى من الفجءِ |
السريع سِكِّينُنَا هذا له حِدَّة ٌ | تصلح للتقطيع والوجءِ |
يسبح في الجهلوفي طخْيائه | وهو لدى الإخوان من جفائه |
ومِنْ تَعَدِّيه ومن إلوائه | بالحق إذ جَارَ على أعدائه |
قُمْرَتُه الفرخَ على ضُغائه | بما يفي وكِعْتُ عن دوائه |
إنَّ البخيل ميت بدائه | وأمرُهُ كلُّ إلى ورائه |
لكنني أفرِط في اقتضائه | وأستخير الله في أقصائه |
زَلِقَتْ رجلُ شنطفٍ في خِرَاها | فاستغاثتْ بصفعة ٍ في قَفاها |
ثَلَطَتْ في نديَّنَا فاستحقت | أن يُكَافَى بصفعة ٍ أَخدَعاها |
قَحْبَة ٌ كلبة ٌ نَخُورٌ صبورٌ | حين تَلقى طعنَ الأُيور كُلاَهَا |
سِقْطَة ٌ مِلْطَة ٌ شَرُوخٌ رَبُوخٌ | شُنْطُفٌ صُدِّقَ الذي سماها |
عَذَرْنَا النَّخْلَ في إبداء شوكٍ | يذودُ به الأناملَ عن جناهُ |
فما للعَوْسج الملعون أبدى | لنا شوكاً بلا ثمرٍ نراهُ |
تُراه ظنَّ فيه جَنى ً كريماً | فأظهر عُدَّة ً تحمي حماه |
فلا يتسلَّحن لدفع كفٍّ | كَفاه لُؤْمُ مَجناه كفاه |
بوأخلصته بكشف الغطاء | إنما تبرز الجواهر مافي |
ها إذا ما أمعتها بالصِّلاء | لايغرنَّك المماذق بالظا |
هر في حال مدة الالتقاء | من كلام يوشى بمدح جميلٍ |
وحديث كالقهوة الصهباء | ويمينٍ كعطك البرد لاتن |
ظر في سقمها وفي الإبراء | عبد عين فإن تغيبت عنه |
أكل اللحموارتعى في الدماء | وإذا ما أردته لقتيل |
لحق الود منه بالعنقاء | ولقد قال سيد من أولي الفض |
ل ومن سر صفوة الأصفياء | ليس أهل العراق لي بصاحب |
إن هم جانبوا طريق الوفاء | إنما صاحبي المشارك في القلْ |
ل وذو البذل والندى والحياء | إنما الصاحب الذي يحفظ الصا |
حب في كل شدة ورخاء | لايلهيه عنه خفضولا ين |
ساه عند المربدة الشوهاء | ماله كنزه إذا خفت الغي |
ثوضاقت خلائق السمحاء | وانتفى الشيخ من بنيهولم تع |
طف على بكرها أعف النساء | حكمة ما ورثتها عن حكيمٍ |
فيلسوف من عترة الأنبياء | ليس شيء يفيده المرء في الده |
ر على حين فقره والثراء | هو خير من صاحب ورفيق |
مسعد في الجلية البهماء | ليس بين الصديق والنفس فرق |
عندتحصيل قسمة الأشياء | يا سمي الوصيياشق نفسي |
وأخي في الململة النكراء | ياأخا حل في المكارم والسؤ |
دد على محل أهل السَّناء | لم يقصر به اعتيادولم يق |
عد به مولد عن استعلاء | وله بعد من مآثره الزه |
ر خلال تربى على الحصباء | عجم الدهر خلفتين وسوَّى |
بين حالي رخائه والبلاء | كرم الخيم والنجاروتيكمْ |
شيمة شارف من النبلاء | وبيان كأنه خرز النا |
ظم في جيد طفلة غيداء | وطباع أرق من ظُبة السي |
فوأمضى من ريقة الرقشاء | تتراءى له العيون فتلقا |
ه نقابا بدائها والدواء | فيصل للأموريأتي المعالي |
بارتقاء فيهاوحسن اهتداء | وغريم أمضى من الأجل الحت |
معصيم بأربة بزلاء | وهو إلف الحجاوترب المساعي |
وعقيد الندى وحلف البهاء | وهو بعل للمكرماتفما ين |
فك بين العوان والعذراء | حافظ للصديق إن زلت النع |
ل به أو هوى عن العلياء | وجواد عليه بالمال والنف |
س وبذل العقيلة الوفراء | لايؤاتي على اقتسارولا ين |
هض إلا بالعزة القعساء | غير أن الزمان أقصدني في |
ه بسهمي تفرق وانتئاء | لاأراه إلا على شحط الدا |
روإما عن مدة شقاء | فإذا ما رأيته فكأني |
بين أثناء روضة مرجاء | يتجلى عن ناظري عشا الجه |
ل بألفاظه العذاب الطراء | وأحاديث لو دعوت بها الأع |
صم لبى من حسن ذاك الدعاء | طِبت خلاًّ فاسلم على نكد الده |
روعش آمنا من الأسواء | لا رزئناك عاتبا طلب العت |
بى بإعفا معاتب الأدباء | بكلام لو أن للدهر سمعا |
مال من حسنة إلى الإصغاء | ولو أن البحار يقذف فيها |
منه حرف ماأج طعم الماء | وهو أمضى من السيوف إذا هز |
زتوأوحى من مبرمات القضاء | وهو يشفي الصدور من جنف الحق |
دويغضي من مقلة زرقاء | يكتسي منشدوه منه رداء |
ذا الجمالأكرم به من رداء | لاتعايى به الرواة ولم يس |
لمه مسموعه إلى استثناء | ليس بالمعمل الهجين ولا الوح |
شي ذي العنجهية العثواء | بل هو البارد الزلال إذا وا |
فق من صائم حلول عشاء | تَخْلُقُ الأرضُ وهو غضٌّ جديد |
فَلكيٌّ من عنصر الجوزاء | عَتْبُ إلفٍ أرقُّ من كَلِم ال |
أُمِّ وإن كان من ذري خَلْقاء | إن يَكُنْ عنَّ من أخيك فَعَالٌ |
جارَ فيه عن مذهب الأوفياء | جلَّ في مثله العتابُ وعَالَى |
أن يُوَازَى بزَلَّة ِ العلماء | فبحق أقولعَمَّرَكَ اللَّ |
ه طويلاً في رفعة ٍ وعلاء | ولكَ القولُ لالناولك التَّسْ |
ليمُ منَّا لمذهب الحكماء | إن خيراً من التَّقصي على الخِلْ |
لِ سَماحٌ في الأخذ والإعطاء | واغتِفارٌ لهفوة ٍ إن ألمَّت |
واطَّرَاحُ التفسير والانتفاء | ليس في كل زلَّة ٍ يسع العذْ |
رُ وفي ضيقهِ انتكَاسُ الإخاء | مارأيتُ المِراء يوجِبُ إلا |
فُرقة ً ما اعتمدتَ طول المراء | وعَرُوسٍ قد جُهِّزتْ بطلاقٍ |
عاتبتْ في وَليدَة ٍ شَنْئَاءِ | إن طول العتاب يَزْدرِعُ البغ |
ضاءَ في قلب كَاره البَغْضاءِ | لم أقل ذا لأنْ عَتبْتُ ولكن |
شجرُ العَتْبِ مُثْمٌر للجفاء | ليس كلُّ الإخوان يجمع مايُرْ |
ضيكَ من كل خلَّة ٍ حسناء | فيه ما في الرجال من خلَّة تُحْ |
مدُ يوماًوخَلَّة ٍ سَوآء | أي خلٍّ تراه كالذهب الأح |
مر أو كالوذِيلة الزهراء | أين من يحفظ الصديقَ بظَهْر ال |
غيب من سوء قِرفة الأعداء | فات هذا فلن تراه يد الدَه |
رِ فَأَنْعِمْ في إثْره بالبكاءِ | مثلاً ماضَرْبتُه لك فاسمع |
وتَثَبَّتْجُزيتَ خيرَ الجزاء | كلُّ شيء بالحس يُعرَف أو بالسْ |
سَمع أو بالأَدلَّة الفُصحاء | فله موضعوفيه طَباخٌ |
لبلاغٍ ذي مدة وانقضاء | ولكل من الأخلاء حالٌ |
هوَ فيها كفء من الأكفاءِ | أي شيء أجلُّ قدراً من السي |
فِ ليوم الكريهة العزَّاء | فأبِنْ لي هل يصلح السيفُ في العزْ |
زَاءِ إلا للضربة ِ الرَّعلاء | والوَشيجُ الخَطِّيُّ وهو رِشاءُ ال |
موتِ يومَ الزلزال والبأساء | هل تراه يُراد في حومة المأ |
قِطِ إلاَّ للطعنة النجلاء | فكذاك الصديقُ يصلح للسا |
عة دون الإصباح والإمساء | فتمسَّكْ بهولا تَدَعنه |
فتراه خَصماً من الخُصماء | وهما يُذْخران للحال لا الإحْ |
وال بين الفؤاد والأحشاء | وصغار الأمور رِدْفٌ لذي الرُّت |
بة منها والفخرِوالكبرياء | وملوكُ الأنام قد أحوج اللَّ |
هُ عُرا ملكها إلى الدَّهماء | ولو أن الملوكَ أفرادها اللَّ |
هُ من التابعين والوُزَعاء | لَبدتْ خَلَّة ٌوثُلَّتْ عُروش |
واستوت بالأخِسَّة الوُضعاءِ | ولَمَا كان بين أكمل خلق ال |
لَّه فرقٌ وبين أهل الغباء | حَلق الدرعِ ليس يمسك منها |
سَردها غيرُ شكة الحِرباءِ | ولهذا الإنسانِ قد سخَّر الرح |
منُ ما بين أرضه والسماءِ | وبحَسب النعماء يُطلبُ الشك |
رُ كِفاءً لواهب النعماء | ثم لم يُخْله من النقص والحا |
جة والعجز قِسمة ً بالسَّواء | ليكونَ الإنسانُ في غاية التعْ |
ديلِ بين السراء والضراء | فاصْطبرْ للصديق إن زلَّ أوجا |
رَ برجلٍ عن الهُدى نَكباء | فهو كالماءهل رأيت معين ال |
ماء يعفَى من نُطفة ٍ كَدْراءِ | وتَمتَّع بهففيه متاعٌ |
وادِّخارٌ لساعة ٍ سَوْعاء | أيُّ جسم يَبقى على غير الده |
ر خَلِيّاً من قاتل الأدواء | أيّما روضة ٍ رأيتَ يدَ الأي |
ام في عبقرية ٍ خضراء | أو ما أبصرتْ لك الخير عينا |
ك رُباها مصفرة َ الأرجاء | إنما هذه الحياة ُ غرورٌ |
وشقاءٌ للمعشر الأشقياء | نحن فيها ركبٌ نؤمُّ بلاداً |
فكأن قد ألنا إلى الانتهاء | ماعسى نَرتجي ونحن مع الأمْ |
وات يُحْدَى بنا أَحَثَّ الحُداءِ | فإذا أعرض الصديقُ وولَّى |
لِقِفار لاتُهْتَدى فَيْفَاءِ | ورمى بالإخاء من رأس علْيا |
ءَ إلى مُدْلَهِمَّة ظلماء | لم يُراقب إلاَّولم يَرجُ أن يأ |
تيَ يوماً يمشي على استحياء | فاتركَنْهُ لا يهتدي لمبيتٍ |
بنُباحٍ ولا بطولِ عُواء | إنما تُرْتجى البقيّة ُ ممن |
فيه بُقيا وموضعٌ للبقاء | واشدُدَنْ راحتيكَ بالصاحب المُس |
عِدِ يومَ البَليسة الغماءِ | بالذي إن دُعي أجاب وإن كا |
ن قِراعَ الفوارِس الشجعاء | كأبي القاسم الذي كلُّ مايمْ |
لُكُ للمعتقينَ والخُلطاء | والذي إذا أردتَه لمَقامٍ |
جاء سَبْقاً كاللِّقوة ِ الشَّغواء | وإذا ما أردتهُ لجِدالٍ |
جاء كالمُصْمَئلَّة الدَّهياء | فإذا دَلَّ جاء بالحُجْ |
جَة ِ الغرَّاء ذاتِ المعالم الغراء | مُنْجحُ القيل ما علمتُ وحاشا |
لخليلي من تَرْحة ِ الإكداء | أرْيَحيٌّبمثلهِ يُبْتنى المج |
دُ وتسمو به فروعُ البناء | باسطُ الوجهِضاحكُ السنبسَّا |
مٌ على حين كُرْهِهِ والرِّضاء | وثبيتُ المقام في الموقف الدَّح |
ض إذا ما أضاق رحبُ الفضاء | وله فكرة ٌ يعيد بها الأم |
واتَ في مثل صورة الأحياء | فتراها تَفْرى الفَرِيَّوكانت |
قَبله لاتُحيرُ رجعَ النداء | ليس يرضى لها التحرُّك أو يُب |
رِزُها في زلازلِ الهيجاء | فترى بينها مُقارعة َ الأب |
طالِ راحت من غارة ٍ شعواء | بتدابيرَ تَفلِقُ الحجرَ الصَّلْ |
دوتَشفي من كل داء عياء | يَهزم الجيش ذكرُه فتراهم |
جَزَرَ الهام عُرْضة َ الأصداء | يتلقاهُمُ بسيفٍ من الفك |
رِورمح من صَنعة الآراء | وسيوفُ العقول أمضى من الصَّم |
صام في كفِّ فارِس الغبراء | فترى القوم في قليبٍ من المو |
تِ أسارى لدَلوه والرِّشاءِ | وله حَرْشَفٌ يُديرُ قُداما |
هُ زحافاً كالفَيلَق الشهباءِ | والمغاويرُ بالياتٌ كما عا |
يَنْتَ مَوْرَ الكتيبة الجأواء | وهي خُرْسُ البيان من جهة النُّط |
قفصاحُ الآثار والأنباء | أيُّ شيءٍ يكونُ أحسنَ منه |
فارساً ماشياً على العَفْراءِ | في حروب لاتُصطَلى لتراتٍ |
وقتال بغير ما شَحْناءِ | وقتيلٍ بغير جُرمٍ جناه |
وجريحٍ مُسَلَّم الأعضاء | وصريعٍ تحت السنابك ينجو |
برِماقٍولات حين نجاء | وهو في ذاك ناعمُ البال لا ي |
فصل بين القتيل والأُسَراء | وتراهُ يحثُّ كأسَ طِلاءٍ |
باقتراحٍ لقُبْلة ٍ أو غناء | لايُدانيه في الشجاعة بِسطا |
مُ بن قيسوفارسُ الضحياء | حلَّ من خُلَّتي محلَّ زُلالِ ال |
ماء من ذاتِ غُلَّة ٍ صَدْياء | بودادٍ كأنه النرجسُ الغضْ |
ضُ عليلاً بمِسكة ٍ ذَفْراء | راسياً ثابتاً وإن خَلَت الدا |
رُ جنابا وامتد عهدُ اللقاء | لستُ أخشى منه الغيابَ ولا تخ |
شاه في حال قربنا والعَداء | حبذا أنتُما خليلا صفاءٍ |
لا يُدانيكما خليلا صفاءِ | لكما طوعُ خُلَّتي وقِيادي |
ما تغنت خَطباءُ في شَجْراءِ | ذاك جُهدي إذا وَدِدتُ وإن أق |
در أكافِئْكُما بخيرِ كِفاء | وحباءُ الوداد بالمنطق الغضْ |
ضِ يُجازَى به أَجلُّ حِباء | ن |