أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبا الفضلِ لا تحتجبْ إنني | صفوحٌ عنِ المُخلفِ الوعد عافِي |
وإني إذا لم يَجُدْ صاحبي | بجدواه قابلتُه بالعفافِ |
أمِنتَ أمنت فلا تحفِل | نْ لي باختلافٍ ولا بانصراف |
ثكلت أخاك فهو العز | يزُ إن لم أصُنْ رغبتي في غِلاف |
وإن لم أصُمْ بعدها مدَّتي | من الكشْك ما دام في الناس جافي |
سألتُك لا حاجة ً فاحتجز | تَ مني وطالبتني بالكفاف |
كأني سألتك قوتَ العبا | د في سنة البقراتِ العجافِ |
قليْتُ الرجال أشدَّ القلَى | وعِفتُ جداهم أشدّ العياف |
مدحتُك مدحَ امرىء ٍ واثقٍ | ومولى ً وَصُولٍ وخلٍّ مُصافي |
فكافأتني بازْورارٍ يفُو | ق كلَّ ازورارٍ وكلَّ انحرافِ |
وأصبحتَ ملتحفاً عندها | على ما ملكتَ أشد التحافِ |
كأنِّي كتفتُك لما حَللْ | تُ فيك لساني أشدَّ الكتافِ |
وقد كنتُ خِلتُك مثل الفرا | تِ لا تَمنع الرِّي من ذي اغترافِ |
وما كنتُ أحسبُ أنِّي لدي | ك من طُرزِ أهل الرِّثاثِ الخفاف |
سألتُ فقيزين من حِنطة ٍ | فجدتَ بِكُدٍّ من المنع وافي |
وأتبعتَ منعك لي بالحجا | ب مهلاً هُديتَ ففي المنع كافي |
سألتُك حبَّاً لكشك القدو | ر أنساً بتلك السجايا الظِّراف |
فماطلتني ثم راوغتني | فكدَّرْتَ من وُدِّنا كل صافي |
كأني سألتُك حَبَّ القلو | ب ذاك الذي من وراء الشَّغاف |
أخِفتَ المجاعة َ يا هاشميْ | يُ متَّهما لأمانِ الآلاف |
وقد هتف اللَّه في وحيه | به لقريش أشدَّ الهتاف |
أم اكتنفتْ أُذنك العاذلا | تُ باللوم في ذاك كل اكتناف |
عليك السلامُ ولولا الإخاءُ | لجاءتك بعد قوافٍ قوافي |
لقد ساءني أن تكون انهزم | تَ قبل الوِقاف وقبل الثقافِ |
ولو كان غيرك ثَمَّ استحال | لَلاقَى ملامي كصخر القذاف |
وهل ينكر الحقُّ أنِّي امرؤٌ | من اعْوجَّ قوَّمتهُ بالثقاف |
كأني أراك وقد قلتَ جا | ء يأخذ حِنطتنا بالخراف |
مواليَنا أنصفوا أنصفوا | فظلمكُمُ ظاهرٌ غير خافي |
سمحتم بضيعتكُم للخَسا | رِ يأكلها ناعلٌ بعد حافي |
حمت من مواليكُمُ خيرها | ولكنَّها للأقاصي صَوافي |
وإنِّي لأظلِمُ في لوْمكم | وإن كان فيكم ومنكم تجافي |
لأني أرى الناس قد خُبِّلوا | وأصبح زِيُّهُمُ من خلافِ |
فأقدامهم في قَلنْسيِّهم | جنوباً وهامُهُمُ في الخِفاف |
بني هاشم أين عن ضيفكم | هشيمُ ثريدكم في الصحاف |
أماءُ سواقيكمُ في الخسو | فِ أم بذرُ حنطتكم في خُساف |
ألمْ يبْنِ هاشمكمُ مجدكم | وعبا منافكُمُ في النِّيافِ |
عليك برأيك في حاجتي | ففيه لعمري من الداء شافي |
ولا تأسَ من رجعتي إن محو | تَ سوءَ اقترافٍ بحسن اعترافِ |
ولا تعتذر غير ما معذر | فليس لما بيننا من تلافي |
إلى أن يردَّ قناعُ المشي | بِ لي حالكاً كجناح الغُدافِ |